كيف تنعكس أضرار الكبتاجون على المتعاطي؟ وكيفية التعامل معها

اليوم أصبح الكبتاجون الاسم الشائع لواحد من أكثر المواد المخدّرة غير المشروعة التي يتم تعاطيها في الشرق الأوسط، حيث يُسبّب تناوله على المدى الطويل أضرار جسدية ونفسية وعقلية هائلة على المريض، حيث يُصبح عاجز عن إيقاف تناولها إلا بالخضوع للعلاج المهني المتخصص.

سنتحدث في هذا المقال عن أضرار الكبتاجون التي تلحق بأعضاء الجسم المختلفة، إلى جانب الأضرار التي يُحدثها على الجانب النفسي والعقلي للمريض والتي قد تكون ذات عواقب وخيمة مع استمرار تعاطيه.

هل يُعدّ الكبتاجون خطر؟

نعم، يعد الكبتاجون من أخطر الحبوب المنشطة في وقتنا الحالي، ويعتبر المخدر الأعلى تداولا في مناطق الحروب في الشرق الأوسط، بجانب انتشاره المرعب في دول الخليج، لذلك سعت الكثير من الدول إلى حظر استخدامه بسبب الآثار السلبية التي يُسبّبها، والتي تستمر على المدى الطويل، حيث تظهر هذه الآثار مهما كان حجم الجرعة.

يُسبّب تعاطي الكبتاجون ظهور مشاكل صحية متعددة على المدى البعيد، بشكل مشابه لما يحدث عند تعاطي المنشطات الأخرى، حيث يُصاب المريض بالاكتئاب الشديد والحاد، وتبدأ معاناته مع مشاكل القلب والأوعية الدموية، والشعور بالخمول والأرق واختلال نبضات القلب، ناهيك عن الإصابة بالإدمان.

الأضرار الدماغية والعقلية التي يُسبّبها الكبتاجون

على الرغم من التأثيرات التحفيزية التي يمنحها تعاطي الكبتاجون للمدمن، إلّا أن الأضرار تفوق التصوّر، وهي كالتالي:

  • التسبّب بضمور الخلايا المخيخية.
  • حدوث تغييرات ضمن هيكل الدماغ.
  • تعرّض الأوعية الدموية للدمار مما يُضعف من نشاط العقل ويُدمر الجهاز العصبي.
  • يزداد اعتماد المدمن نفسياً وجسدياً على الكبتاجون كلما تعاطى منه جرعات أعلى على المدى الطويل، مما يؤثر على الصحة العقلية ويسبب اضطرابات مزمنة.

وضح أيضاً الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM) عن معاناة المدمن من أربعة أعراض عقلية لمدمن الكبتاجون رئيسية وهي:

  • التلهّف للحصول على كمية إضافية من المخدّر.
  • الرغبة في تعاطي الأمفيتامينات دائماً والشعور بأعراض الانسحاب عند عدم تعاطيه.
  • إنكار حجم المشكلة وعدم الاعتراف بها
  • عدم القدرة على التوقف، والاستمرار بالتعاطي رغم تدني أمور حياته.

ما هي الأضرار النفسية التي يحدثها الكبتاجون للمدمن؟

تتمثل المضاعفات النفسية والأضرار التي يسببها الكبتاجون في الإصابة بنوبات من القلق والذعر المفاجىء، كما يدفع التناول المنتظم للكبتاجون إلى دخول المتعاطي في حالة اكتئاب حادة صعبة العلاج، وكذلك المعاناة من الهلاوس والأوهام والتهيؤات، والشعور بالعدوانية تجاه الآخرين.

أبرز أضرار الكبتاجون على الأعضاء الداخلية للجسم

نذكر فيما يلي بعض أثار الكبتاجون السلبية على صحة القلب والأوعية الدموية :
أبرز أضرار الكبتاجون على الأعضاء الداخلية للجسم

  • يُسبّب التعاطي المزمن للأمفيتامين في حدوث اعتلال في عمل عضلة القلب.
  • الشعور بالانزعاج وعدم الارتياح في منطقة الصدر.
  • حدوث آلام قوية في الصدر.
  • خفقان القلب بقوة أو تسارع النبض.
  • اختلال توازن دقات القلب وعدم انتظامها.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • حدوث اعتلال في الأوعية الدموية المحيطية.
  • الإصابة باحتشاء مفاجئ في عضلة القلب.
  • حدوث الموت المفاجئ

كما تنعكست هذه الأضرار على صحة الجهاز الهضمي، مُسبّبةً:

  • الشعور بألم في البطن ضمن الجزء العلوي، حيث تحدث بنسبة (1٪ إلى 10٪)
  • الإصابة بإسهال أو إمساك.
  • حدوث اضطرابات داخل الجهاز الهضمي.
  • الإصابة بحرقة في المعدة.
  • عسر الهضم.
  • تأثر الأيض بفعل فقدان الشهية لتناول الطعام بالتالي حدوث فقدان للوزن

يُعدّ الفشل الكلوي الحاد أيضاً إحدى أضرار الكبتاجون، والتي تحدث بسبب الإصابة بالسمية الكلوية وتلف في الأنابيب الكلوية.
يحتاج علاج السميّة الكلوية الحصول على تاريخ دوائي مفصّل للمريض، كما يمكن عكس عملية السمية الكلوية في حال تمّ تدارك الموقف والقيام بفحص الكلى.

في حالة سابقة، دخل شاب في مقتبل العمر المشفى في حالة إسعافية، بسبب تورم أطرافه السفلية وآلام في البطن وقلة التبوّل، مع عدم وجود أي أمراض في الكلى، بعد إجراء كامل الفحوصات تبيّن إصابته باعتلال الأنبوبي شديد السمية، ويعود السبب إلى تعاطي الكبتاجون، حيث تُعدّ الإصابة الأنبوبية الكلوية علامة قوية على وجود إدمان مخدرات، والذي يتسبّب أيضاً بحدوث قصور كلوي حاد.

في حين لم يتم تحديد آلية إصابة الكبد بفعل تعاطي الامفيتامينات بشكل دقيق، إلا أنّ هذه المواد المخدّرة تخضع لاستقلاب واسع في الكبد، قد ينتج على إثره مستقلب سام مما يُسبّب إصابة الكبد بأضرار الامفيتامينات.
على الرغم من أن هذه الإصابة محدودة قابلة للشفاء الذاتي، إلّا أنها في بعض الحالات قد تكون إصابة شديدة وحادة وقد تتطلب زراعة كبد في غضون أيام، وخاصةً لمن يعانون التهاب مزمن في الكبد.

هل يؤثر الكبتاجون على الأسنان؟

يعتقد معظم المدمنين أن آثار الكبتاجون وأضراره محصورة في أعضاء الجسم المهمة مثل القلب والمعدة والدماغ وغيرها، في حين تنال الأسنان واللثة نصيبها من الضرر والتلف، حيث يتجاهل المدمن نظافة أسنانه نظراً لانشغاله بحالة التعاطي والإدمان.

نذكر فيما يلي مُجمل الأضرار التي يتسبب بها تعاطي الكبتاجون على الأسنان:

  • تعرّض الفم للجفاف والذي يُسبّب تأذّي الأسنان وتلفها.
  • يرفع جفاف الفم نسبة الحموضة بداخله مما يُعرّض مينا الأسنان للتعفن والتلف.
  • حدوث ارتجاع حمضي مُسبّباً تأذي الأنسجة الرخوة في الفم وتعفن المينا أيضاً.
  • تعرّض الأسنان للتكسر بفعل قيام المدمن بطحن أسنانه.
  • تعرّض الفك للتلف نتيجة طحن الأسنان.
  • قلة تدفق الدم إلى اللثة وجذور الأسنان.
  • حدوث تقرحات في الفم.
  • تعرّض الأسنان واللثة للضرر بسبب نقص التغذية.
  • تعرّض الأسنان للتعفن نتيجة تناول الكثير من المشروبات والأطعمة التي تحتوي نسبة سكر عالية.

يجدر الإشارة إلى تعاطي آلاف الأشخاص المخدرات والإدمان عليها سنوياً وذلك في الولايات المتحدة، حيث وصلت النسبة إلى حوالي 10.2٪ في عام 2014 ممن لا تقل أعمارهم عن 12 سنة وما فوق، وذلك وفق إحصائيات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).

خطورة الكبتاجون على الجنس:

يروج البعض إلى قدرة الكبتاجون في المساعدة للوصول إلى النشوة الجنسية وكذلك إطالة مدّة الجماع، في حين أن الكبتاجون له مخاطر متعددة على الجنس عند استخدامه بشكل متكرر نتيجة أضراره الواقعة الجهاز التناسلي، بجانب آثاره المدمرة على الجهاز العصبي.

وإذا كان الكبتاجون يعمل على زيادة الرغبة الجنسية وزيادة الانتصاب، نتيجة ارتفاع مستوى هرمون الغدد التناسلية بفعل التعاطي، فإنه قد يسبب في الأخير افتقاد الرجل لقدراته الجنسية وخصوبته.

يذكر إنه ما يزال يوجد نقص كبير في الدراسات التي توضح آثار أضرار الكبتاجون الدقيقة وغيره من العقاقير غير المشروعة على الوظيفة الجنسية.

تأثير الكبتاجون على الحامل والجنين

أكدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن آثار تعاطي الكبتاجون أثناء الحمل لا تقتصر على الأم فقط وإنّما الجنين أيضاً.
قد تتضمن اضرار الكبتاجون على الأم الحامل ما يلي:

  • فقدان الأم الشهية مما يُسبّب إصابتها بسوء التغذية.
  • الشعور بالحماس وفرط النشاط.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • الإصابة بالغثيان والإقياء.
  • ضبابية الرؤية.
  • التعرّق وارتفاع حرارة الجسم.
  • عدم القدرة على النوم.
  • حدوث تغيّرات مزاجية وسلوكية.
  • تدّني القدرة المعرفية.
  • تعرّض القلب والأوعية الدموية لمضاعفات صحية.
  • انهيار عضلات الجسم.
  • حدوث مخاض مبكر للحامل
  • ارتفاع نسبة حدوث ولادة ميتة أو إجهاض تلقائي.

بينما تنعكس أضرار الكبتاجون على صحة الجنين في صورة:

  • ولادة طفل مشقوق الشفة أو ذو حجم قليل للرأس.
  • حدوث نزيف في الدماغ.
  • الإصابة بمشاكل ونوبات قلبية.
  • انخفاض معدل النمو.
  • الإصابة برتق في القناة الصفراوية
  • انخفاض في وزن الجسم.
  • إصابة الجنين بالخصيتين المعلقة.
  • خلل في الأوعية الدموية .
  • يوجد احتمالية في ولادة طفل مدمن، مما يُعرّضه للإصابة بأعراض الانسحاب والتي تستمر عدّة أسابيع حتى تنتهي.

التعافي من إدمان الأمفيتامين:

يمكن أن يتعافى مدمن الكبتاجون عبر الخضوع إلى برنامج شامل ومتكامل لإعادة التأهيل، يُعدّ أفضلها برنامج التأهيل السكني أو الداخلي الذي يُتيح للمريض الحصول على دعم على مدار الساعة، كما يُفضّل الخضوع إلى برنامج طويل الأمد من التأهيل حيث يحتاج الجهاز العصبي المركزي إلى وقت طويل للتخلّص من آثار التعاطي.

يُساعد تقديم الدعم والتشجيع أثناء الخضوع للعلاج في تحفيز مدمن الكبتاجون على الاستمرار بإزالة هذه السموم من الجسم، والعودة إلى حياة سعيدة ومفيدة، لذا يُنصح باللجوء إلى مستشفى دار الهضبة، والذي يُعدّ المكان الأمثل للخضوع إلى برنامج علاجي شامل ومتكامل، حيث يضمن للمريض التخلّص من الإدمان وجميع آثاره السلبية، والتعافي منه على المدى الطويل، مما يجعله من أفضل المراكز الصحية المتخصصة للتخلص من إدمان الكبتاجون وغيره من المنشطات.

الخلاصة

إلى هنا نكون قد انتهينا من المقال الذي يتحدث عن الآثار الضارة التي يُلحقها الكبتاجون في جسم المريض وأعضاءه، يبقى لنا القول أن الوقاية خير من قنطار علاج، وأن الضريبة باهظة الثمن تجاه المتعة التي ينالها المدمن في لحظات قليلة، لكن في حال تعاطي الكبتاجون وانعكاس أضراره على الجسم، يجب الخضوع لعلاج فوري لتدارك الخطر قبل وقوعه، وهذا ما سيجده في مستشفى دار الهضبة، حيث البرامج العلاجية المتكاملة والنتائج الموثوقة للتعافي.

يمكن الحصول على المساعدة الطبية اللازمة عبر التواصل مع الطاقم الطبي على الرقم التالي 01154333341.

للكاتبة/ أ. رشا محمد

الأسئلة الشائعة

كم يعيش مدمن الكبتاجون؟

وجدت أحدث الدراسات أن المدمن يخسر ما نسبته 2.3٪ و 9.3٪ من عمره عند تعاطيه عقار مُخدّر لمرة واحدة فقط، أي ما يقارب 10 سنوات من عمره، في حين تصل هذه الخسارة إلى حوالي 30 إلى 50 عام عند التعاطي 5 مرات في اليوم.

ما النهاية التي يصل إليها مدمن الكبتاجون؟

تزداد فرص التعرّض للموت عند المدمن بعد تعاطي جرعة زائدة من المخدّر نتيجة حدوث مضاعفات صحية خطيرة، وتعرّض وظائف الجسم لإرباك وإجهاد شديد، حيث أفادت الدراسات أن تناول كمية تفوق 500 ملغ من المخدّر قد تُعدّ جرعة قاتلة، حيث تعرّض ما يزيد عن 7000 شخص للوفاة بفعل جرعة زائدة في عام 2017، في زيادة عن العام السابق تتجاوز 30٪.
كما قد ينخرط المدمن في سلوكيات منحرفة مثل ارتكاب الجرائم حيث أثبتت الدراسات أن 21.4 ٪ من مرتكبي الجرائم العدوانية هم من مدمني المخدرات، وكذلك التورط في أنشطة غير قانونية كتجارة المخدرات والسرقة والتهريب، وقد يُصاب المدمن باضطراب عقلي نتيجة تأثير الكبتاجون.

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.

أ / هبة مختار سليمان
أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر – تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

عرض

اكتب ردًا أو تعليقًا

Your email address will not be published. Required fields are marked *