أضرار الكوكايين على المدى البعيد وتأييره على الدماغ والجنس

يرتبط الاستخدام المزمن للكوكايين بالعديد من الأضرار الجسدية والعقلية والعصبية، والتي تبدأ بالتأثير على المخ والجهاز العصبي ومع تراكم السموم وتكثيف الجرعات من المرجح أن يصاب المدمن بنوبات هلع، جنون عظمة وحلقات من الذهان والهلوسة والانفصال عن الواقع.
يصبح الكوكايين آلة تدمير لجميع الأعضاء الداخلية للجسم من مستقبلات عصبية، خلايا، أوعية، أنسجة وهرمونات، لذلك يتدهور عمل الأجهزة جميعها من الجهاز العصبي وحتى الجهاز التناسلي، كما تبرز كل طريقة من طرق تعاطي الكوكايين تأثيرات ومضاعفات خاصة بها، لتصبح نهاية مدمن الكوكايين إن لم يخضع للعلاج فقدان القدرات العقلية أو الموت بناء على خطورة سمومه.. دعونا نتعمق في تفاصيل أضرار الكوكايين وتأثيره ونهاية المدمن فيما يلي.

تأثير مخدر الكوكايين على الحالة النفسية للمتعاطي

يخلف مخدر الكوكايين تأثيرات بالغة في دوائر الدماغ، حيث يضعف ارتباط مركز المكافأة بالأنشطة الطبيعية، مما يجعل المتعاطي في حاجة دائمة إليه دون غيره للإحساس بالارتياح واللذة حتى يصل إلى درجة الهوس بالجرعة، بجانب إضعاف الأجزاء الدماغية المسؤولة عن الاتزان العاطفي والنفسي مما يصيب المدمن بأضرار الكوكايين النفسية كالتقلب المزاجي والكآبة والتهيج والنوبات، البارانويا، أعراض الذهان، اضطراب القلب والهلع، الهلاوس والضلالات.
بينما كل طريقة من طرق تعاطيه تترك أضرار تخص كل واحدة على حدة، أخطرها الحقن.. إذ يؤدي حقن الكوكايين إلى الإصابة بانسداد الأوعية والشرايين، الغرغرينا بجانب سهولة الإصابة بالأمراض الفيروسية كالإيدز، والفيروس الكبدي الوبائي.

 

أضرار إدمان مخدر الكوكايين على المدى البعيد

مع التعاطي المزمن للكوكايين وإدمانه تتراكم السموم في الانسجة المختلفة للأعضاء الداخلية ومعها تتغير آلية عمل النظام الداخلي، ورويدا رويدا يحدث خللا في بنية الأعضاء مفضي في النهاية إلى أمراض مزمنة متعددة، وفيما يلي الأضرار المتوقع حدوثها عند إدمان الكوكايين على الأعضاء الحيوية للجسم:

أضرار إدمان مخدر الكوكايين على المدى البعيد

الدماغ

من المتوقع أن تتمدد وتلتهب الأوعية الدموية في الدماغ بسبب الكوكايين، كما يمكن أن يصاب المتعاطي في أي لحظة بالسكتة الدماغية نتيجة نقص الاكسجين الواصل إلى العضو.
تصل مضار الكوكايين على الدماغ إلى ضمور خلاياه وتقلص حجمه وإصابته بالشيخوخة مسببا اضطرابات عقلية كالنوبات بجانب ضعف الذاكرة. يؤثر المخدر على الوظيفة المعرفية للمخ أيضا لتظهر علامات ضعف التركيز والانتباه، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات أو التمييز مع صعوبة في الإدراك والتفكير، قد تشمل المضاعفات ضعف ملحوظ في القدرات الحركية والعضلية.

عضلة القلب

الكوكايين يؤدي إلى ارتفاع الضغط الدموي المزمن عند إدمانه، كما يسبب تجلط الدم والأوردة الأعمق وتهتك الأنسجة منها الشريان التاجي وذلك كفيل بأن يحدث مخاطر متعددة على عضلة القلب منها ضعف قدرتها على الانقباض، الالتهاب، النوبات والسكتات، تلف القلب وتوقفه.
كثيرا ما ينقل مدمني الكوكايين إلى العناية بسبب الذبحة الصدرية وألم الصدر المبرح والنوبات القلبية المفاجئة.

الجهاز الهضمي والأمعاء

يخسر مدمن الكوكايين الوزن بصورة مفرطة، نتيجة فقدانه الشهية، وانخفاض نسبة العناصر الغذائية الهامة وسوء التغذية الحاد، وذلك يرجع إلى أضرار الكوكايين على الجهاز الهضمي والأمعاء إذ يصابا بجروح وتقرحات المفضيات إلى تمزق، بجانب التهاب القولون والأمعاء الغليظة.

الجهاز التنفسي

تدخين الكوكايين والكراك قد يؤدي إلى الإصابة بالربو والالتهاب الرئوي، والمعاناة الدائمة من التنفس الضحل، إذ أن دخان الكوكايين يمنع تشبع الدم بالأكسجين، وكذا يحد من وصوله إلى أعضاء الجسم بسبب تدمير الشعيرات الدموية.

الأنف

تتأذى أنف المتعاطي بشدة عند استنشاق الكوكايين، إذ يؤدي ذلك إلى اتلاف الغشاء المخاطي و الأنسجة داخلها.
مع شم الكوكايين المزمن تقع أضرار متفاقمة على الأنف منها ثقب الحاجز، تلف الغضاريف، انهيار بنية الأنف وفقدان حاسة الشم كليا ومن علامات تلك الأضرار هياج الحاجز، التهاب، نزيف، بحة في الصوت، صعوبة البلع.

الكلى

تمتص أنسجة الكلى سموم الكوكايين مما يؤدي إلى تدمير الألياف و انحلال الربيدات، تلك السمية تتسبب بشكل كبير في الإصابة بالفشل الكلوى عند التعاطي المزمن والمكثف لفترات طويلة.

الكبد

لا تسلم الكبد من مخاطر ومضاعفات إدمان مخدر الكوكايين، فدخول سمومه إليها بشكل متزايد أثناء التمثيل الغذائي يؤدي إلى التهابها، والإصابة بالتليف الكبدي في الأخير.

مخاطر الكوكايين على القدرة الجنسية للرجال

كونه مخدر ترفيهي، فإن فوائد الكوكايين للجنس والتي لا تدوم طويلا قد تكون عامل مغري للكثيرين، بينما يغفلون مدى مخاطر ذلك على المدى البعيد.
إطلاق الدوبامين بصورة متزايدة عند دخول المخدر للدماغ يرفع من الحالة الشعورية والمزاجية، وهنا قد يفيد الكوكايين بصورة مؤقتة في رفع القدرات الجنسية في صورة زيادة في الاستثارة الجنسية، رفع الإحساس بالنشوة والمتعة، طول فترة الجماع وزيادة الهزات الجنسية، ولكن مع ارتفاع الحس الجنسي والرغبة لدى الرجل قد يتورط في سلوكيات جنسية خطيرة، منها العنف الجنسي، وممارسة الجنس الغير آمن.

بالإضافة إلى ذلك فإن الرجال المستخدمين للمخدر لأغراض جنسية لا يكتفون بجرعة واحدة نتيجة التجربة الممتعة الوقتية التي حظوا بها، مما يدفعهم لتناول المزيد من الجرعات والتي يؤدي بدوره إلى الإدمان.

إدمان مخدر الكوكايين يسبب أضرار بالغة على المستوى الجنسي للرجال أبرزها سرعة القذف، ضعف تدفق الدم للقضيب بسبب ضيق الأوعية وبالتالي يضعف الكوكايين الانتصاب، عدم الاستجابة للتحفيز مما يؤدي إلى انعدام الرغبة و البرود والضعف الجنسي والذي قد يستمر حتى بعد التوقف عن التعاطي.

يشكل الكوكايين أيضا خطرا على الخصوبة، ومن الممكن أن يسبب الإصابة بالعقم لدى الرجال نتيجة تقليل عدد وجودة الحيوانات المنوية القادرة على تخصيب البويضة.

النهاية المتوقعة لمدمن الكوكايين في حالة عدم العلاج

القليل من الكوكايين قد يؤدي إلى سيطرة التفكير المتهور لدى المتعاطي نتيجة التأثيرات النفسية وما يحدثه من حالة هياج و استثارة للجهاز العصبي، وهذا يقود مستخدم الكوكايين إلى القيام بأنشطة غاية في الخطورة تودي بحياته.
بينما تسيطر السلوكيات الاضطرابية على المدمن بصورة كلية مما يدخله في أزمات حياتية متفاقمة وزيادة تورطه في المشاكل الاجتماعية والأسرية، خسارة الوظيفة ومنه إلى الخسائر المالية الفادحة، والإصابة بالأمراض العقلية، ويتوقع مع تلك الوضعية أن تكون نهاية مدمن الكوكايين التورط في مشاكل قانونية والسجن، أو الإصابة بمرض عقلي مزمن، وغالبا ما يموت مدمن الكوكايين إما بالانتحار أو بالسكتة القلبية والدماغية نتيجة تعاطي جرعة زائدة.

الأضرار الخطيرة التي يسببها الكوكايين على المدى البعيد الجسدية والجنسية، العقلية والسلوكية يمكن الحد من مضاعفاتها بالخضوع للعلاج الطبي والدعم المهني المتخصص إذ يشمل البرنامج العلاجي التخلص من السموم، العلاج النفسي والتأهيل السلوكي، وهذا يمكنه مساعدة المدمنين بشكل فعال للعودة مرة أخرى إلى حياتهم الطبيعية والتعافي من الأضرار التي لحقت بهم. مستشفى دار الهضبة من أهم مرافق العلاج المستعدة بشكل دائم لإخراج مدمني الكوكايين من دوائر اضطراباهم. تواصل معنا حتى تحصل على المساعدة.

الخلاصة

تصل أضرار الكوكايين بالمدمنين إلى حد انهيار البنية الجسدية وتلف الأعضاء الداخلية والإصابة بأمراض مزمنة حتى على المستوى العقلي، رويدا رويدا يتدهور الأداء البدني للمدمن وتضمحل قدراته وتصبح سلوكياته خارجة عن السيطرة، وضعية مدمن الكوكايين إذ لم يخضع للعلاج قد تنتهي بالوفاة في أي لحظة، لذا من الضروري سرعة الخضوع للعلاج من الاضطراب الإدماني وهوس الكوكايين عبر البرامج المهنية المتخصصة.

للكاتبة/ أ. إلهام عيسى

الأسئلة الشائعة

ما هي أضرار الكوكايين على الفم؟

حفر الحنك وثقبه، ثقب الفم، كا يؤدي إلى التهاب اللثة، تسوس وطحن الأسنان.

هل يسبب الكوكايين ضررا على الجلد و الوجه؟

يؤثر الكوكايين على الجلد بصورة بالغة مؤديا إلى ظهور ندبات وحفر وقروح وبقع على الوجه مع انكماشه وظهور علامات الشيخوخة المبكرة.

ما تأثير الكوكايين على العين؟

يؤدي تعاطي الكوكايين على المدى البعيد إلى إصابة العين باليرقان بسبب خلل في وظائف الكبد، بالإضافة إلى الرأرأة (حركة العين السريعة)، التهاب القرنية، الإصابة بالجلوكوما (ضغط سائل العين) والذي يعد من الأسباب التي تؤدي إلى العمى.

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.

أ / هبة مختار سليمان
أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر – تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

عرض

اكتب ردًا أو تعليقًا

Your email address will not be published. Required fields are marked *