تجربتي مع إدمان حبوب السعادة كيف بدأت وانتهت
فبراير 04, 2025
تجربتي مع إدمان حبوب السعادة كانت مريرة ولم تمر دون مشكلات، فكادت أن تدمر حياتي وتفقدني وظيفتي وعائلتي، وللأسف بدأت بنصيحة من صديق مقرب للعائلة، لذا قررت التحدث عنها لأحذر كل من يقرأ من أصدقاء السوء، وخطورة الاستهتار بجرعة واحدة من المخدر.
أنا مدمن على الاكستازي
أنا حسام موظف حسابات بشركة معروفة، لقد كنت مدمنًا على الاكستازي وبدأت معرفتي به في جلسة على مقهى مغمور مع أحد الأصدقاء حيث اقترح بتجربة قرص اكستاسي لإتمام السهرة، وفوجئت بأن الجميع يتناول الحبوب دون تردد فشعرت بالحرج من رفضها، وبالفعل تناولت الحبة وبعدها بحوالي 30 دقيقة شعرت بسعادة بالغة وطاقة ونشاط زائدين وبدأت أغني بصوت عالٍ، كان شعورًا بالانفتاح لم أجرب مثله في حياتي ولكن بعد زوال المفعول شعرت بتعب شديد وضيق استمر معي لمدة يومين.
بدأت أسأل صديقي عن الدواء العجيب مرة أخرى وهل هو من المخدرات فأجاب أنه آمنًا لأننا لا نتعاطاه إلا نادرًا في السهرات الخاصة حين نود الانفصال عن الواقع وضغوط الحياة، لذا قررت أن أجربها مرة أخرى وأوصيت صديقي بجلب بعض منها للاحتفاظ بها وتناولها في المناسبات، وللأسف بدأت أتعاطاه بصورة متقطعة حين أشعر بضغوط الحياة أو العمل، وبدأت أتناوله بكميات أكبر ولفترات أطول مما توقعت، وبعد فترة قصيرة أصبحت مدمنًا عليه ولم أتمكن من قضاء يومي بدونه، وحاولت مرارً تقليل استخدامه لكن كل المحاولات كانت تبوء بالفشل.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
أدمنت الدواء بشكل مبالغ فيه
قضيت الكثير من الوقت أبحث عن طرق الحصول عليه، وفي أحيان أخرى كنت أجرب التوقف للتعافي من تأثيراته، لكنني لم أستطع مقاومة الرغبة الملحة التي تدفعني إليه، حتى لو كان ذلك يعني إهمال عملي أو مسؤولياتي في المنزل، ولاحظت أن علاقاتي الاجتماعية بدأت تتدهور، والصراعات مع العائلة والأصدقاء أصبحت متكررة، لكنني استمريت في التعاطي وكأنه الحل لكل شيء في حياتي، تخليت عن الأنشطة التي كنت أستمتع بها سابقًا، وبات الإكستاسي هو الشيء الوحيد الذي يشغل حياتي وفيما بعد عرفت أن كل هذه الأعراض هي أعراض إدمان حبوب السعادة.
حتى في المواقف الخطرة مثل القيادة، لم أتوقف عن التعاطي، رغم إدراكي أنه يعرض حياتي وحياة الآخرين للخطر، كنت أعلم أنه يضر بصحتي الجسدية والنفسية، لكن الحاجة إليه كانت أقوى من أي منطق أو خوف.
محاولة الخروج من الأزمة
حاولت التوقف عن الحبوب لكنني عانيت أعراض انسحاب خطيرة لم أستطع التعامل معها، منها التعب الشديد والعصبية والقلق وصعوبة في التركيز، لذا كنت أعود للتعاطي مرة أخرى، ومع مرور الوقت وجدت نفسي أحتاج إلى جرعات أكبر للحصول على التأثير نفسه، وكأنني أطارد وهمًا لا ينتهي.
وبعد فترة، بدأ المدير يلاحظ تدني مستوى أدائي في العمل، كان ذلك واضحًا في صعوبة التركيز وإنجاز المهام التي لم تعد تُنفذ بالشكل المطلوب، لكن المصيبة الكبرى وقعت عندما تسببت في مشكلة كبيرة مع أحد أهم عملاء الشركة، وحينها استدعاني المدير إلى مكتبه، وبدأ الحديث بنبرة حازمة تُخفي خلفها القلق والغضب لوّح لي بتدني مستوى العمل، مشيرًا إلى فداحة الخطأ الذي ارتكبته مع العميل، ثم أنهى حديثه بجملة حازمة أنت غير طبيعي هل تتعاطى شيئًا؟ عليك أن تحل مشكلتك فورًا، وإلا سنضطر لإجراء تحليل مخدرات، وفي تلك اللحظة، شعرت وكأن الأرض تهتز تحت قدمي، وبدأ الخوف يتسلل إلى أعماقي، وبدأت أفكر ماذا لو اكتشفوا الأمر؟ كيف سأبرر وضعي؟
كنت أعلم أن آثار الإكستاسي تظهر في التحليل، وليس لدي وقت لخلق حلول منطقية أو أي مبررات، شعرت وكأنني في سباق مع الزمن وكانت تلك اللحظة بداية تجربتي مع تحليل الإكستاسي، تجربة مزجت بين الخوف والندم، وأجبرتني على مواجهة الحقيقة التي حاولت إنكارها لفترة طويلة.
اقرأ عن: أعراض ترك الاكستاسي
خطوة نحو حياة جديدة في دار الهضبة
بعد موقفي مع المدير أدركت أنه لا مفر من مواجهة الحقيقة، لقد كنت على حافة الانهيار بين الخوف من المستقبل وبين الرغبة في الشفاء، حين قررت البدء في العلاج، لجأت إلى عائلتي التي كانت خير معين على تلك الخطوة، فقررنا البحث عن أفضل مركز لعلاج الإدمان واستقر رأينا على مركز دار الهضبة نتيجة السمعة الطيبة التي يتمتع بها.
وبدأت رحلتي العلاجية بلقاء الأطباء المختصين الذين أخذوا مني تاريخًا مفصلًا عن تعاطي الإكستاسي، ثم وضعوا لي البرنامج العلاجي المناسب لحالتي، وبدأت المرحلة الأولى بسحب السموم، حيث استخدمت بعض الأدوية التي ساعدتني في تخطي هذه الفترة الصعبة مما سمح للمخدر بالخروج من جسمي دون ألم، وبعد عشرة أيام، بدأت أشعر بتحسن ملحوظ، وأصبحت أكثر قدرة على مواجهة التحديات القادمة في رحلتي نحو التعافي.
حكايتي مع العلاج النفسي
كانت المرحلة التالية هي جلسات الدعم والتأهيل النفسي الهامة في تخطي تلك الفترة، حيث ظلت أعراض الاكتئاب تلاحقني بعد فترة سحب السموم وأوصاني الأطباء بضرورة المتابعة للجلسات والانضمام إلى مجموعات الدعم التي تساعد على التعافي وتقليل خطر الانتكاس.
وها أنا الآن تعافين لكن ما زلت أتابع جلسات العلاج في المستشفى وأجري التحاليل اللازمة بانتظام، كما انضممت إلى برنامج العلاج الجماعي، فالتحدث مع أشخاص مروا بتجربة مشابهة ساعدني في مواجهة المخاوف والصعوبات، واستفدت كثيرًا من دعمهم وخبراتهم، مما منحني القوة للاستمرار في رحلتي نحو التعافي.
اقرأ المزيد عن : الإقلاع عن حبوب الاكستاسي
للكاتبة/ د. غادة هيكل
الخلاصةكانت تجربتي مع إدمان حبوب السعادة صعبة مليئة بالتحديات والصعوبات، لكنها أيضًا كانت نقطة تحول في حياتي منذ لحظة إدراكي للمشكلة إلى قرار العلاج، تعلمت أن التعافي ليس مجرد خلو الجسم من المخدرات، بل هو استعادة السيطرة على حياتي ومستقبلي بالكامل، ومع أن الطريق كان صعبًا ومليئًا بالمخاطر، إلا أنني الآن فخور بنفسي فرحلة الشفاء لم تكن سهلة، لكنها أثبتت لي أن الأمل موجود دائمًا، وأن الإرادة والعزيمة هما المفتاح لبداية جديدة، ويمكنك الاستعانة بمركز الهضبة إذا رغبت في الإقلاع عن الاكستاسي أو غيره من الأدوية المخدرة، فقط تواصل معه على الرقم التالي في أي وقت 01154333341.
تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
أحدث المدونات
فبراير 04, 2025
فبراير 04, 2025
يناير 27, 2025
يناير 27, 2025
يناير 26, 2025
يناير 28, 2025