كيف يؤثر الآيس على سلوكيات المدمن؟ وهل يمكن التعافي منه؟

يحدث تغييرات في الدماغ تسبب تغير في سلوكيات مدمن الآيس مثل عدم القدرة على النوم والتوتر وضعف الشهية والتصرف العدواني، منها ما يظهر على المدى القصير وأخرى على المدى الطويل بسبب شدة تأثير المخدر على العقل وشعور المدمن وتشوه عاطفته. فإذا كنت قلقاً بشأنك أو بشأن شخص عزيز عليك تعتقد أنه يستخدمه فدعنا في هذا المقال نحدثك عن هذه العلامات التي يمكن ملاحظتها في تصرفات مدمن هذا المخدر، وهل يمكن التعافي منه أم لا.

سلوكيات مدمن الآيس (كريستال ميث)

حتى بجرعات صغيرة يسبب مخدر الكريستال (الميثامفيتامينات) تأثيراً واضحاً في الأفعال، وتغير جذري في الصفات الشخصية.
سنذكر فيما يلي تصرفات متعاطي الآيس التي تصدر بناء على مشاعره المضطربة وعواطفه الغير مستقرة:

نشاط مفرط وهستيريا

يبقى المتعاطي مستيقظ لعدة أيام بعد استخدامه الميث مع وضوح حركته المفرطة في النشاط، تصل للهستيريا الممزوجة بالارتباك في الأفعال، لأنه لا يشعر بالتعب تحت تأثير المخدر وقد نرى مظاهر الوسواس القهري عدم قدرته على الجلوس ساكنا، الثرثرة مع ذلك فبعد أن يزول أثاره يواجه المدمن انهياراً كاملًا لقواه.

البقاء مستيقظا عدة أيام

المدمن تناول منشط ومنبه قوي للجهاز العصبي، ينتح الدوبامين بكثرة، لذلك تنتابه السعادة والنشوة ولا يحتاج للنوم لعدة أيام (من 48-72 ساعة).
وقد يتمكن متعاطي الآيس من النوم بعد زال مفعول المخدر تماما حينها يدخل في فترات ثبات عميق لفترة طويلة نتيجة انهيار قدرته البدنية.

لا يأكل كثيرا

تكاد تكون شهيته منعدمة بالإضافة إلى أن الجسم في حالة نشاط زائد مما يفقد الجسم الكثير من عناصره الأساسية فيتسبب ذلك في فقدان الشخص للوزن سريعاً.

الهلوسة

جميع تصرفاته تنم على أنه تحت سيطرة الهلاوس القهرية مثل الاعتقاد أن شخص ما يتبعه ويرغب في إيذائه، يحك جلده بسبب توهمه بوجود حشرات، يهرب ويختبئ، يتحدث مع أشخاص غير موجودين.
الخطر في هذه المرحلة يكمن في استمرارها لمدة طويلة فعندها قد يكون المدمن قد أصيب بمرض الذهان الناتج عن قلة النوم وضعف المسارات العصبية.

الشك والارتياب

نتيجة ما يشعر به من خوف بسبب زيادة هرمون النورادرينالين المسؤول عن عاطفة القتال والهروب، حيث يشك المتعاطي في كل من حوله وأنهم مستعدون لإيذائه، ذلك السلوك قد يتطور للإصابة بجنون العظمة وما يتبعه من ثقة مفرطة و تهور واندفاع.

التقلب المزاجي

تحدث تغيرات شديدة في مزاج المدمن بعد زوال التأثير بسبب نقص في هرمون الدوبامين ويعاني من تقلبه بصورة مستمرة، ينتج عن ذلك تصرفات تنم على: الإحباط، الاكتئاب، انعدام التلذذ والانطواء، التوتر والقلق، الذعر، الأفكار المتسارعة الوهمية رغبات انتحارية.

العنف والعدوانية

الاتجاه للإيذاء والعدوانية بدون إدراك أبرز مظاهر تعاطي المنشطات بسبب الهياج العصبي، والانفعال السريع، وعدم التحكم في ردة الفعل. يصاحب ذلك إيذاء جسدي، عنف جنسي، ارتكاب جرائم واعتداءات.

الإهمال وإثارة الأزمات

نتيجة انعدام التركيز والانتباه، ضعف الذاكرة، وغياب حس المسؤولية، هنا نجد المدمن مهملا لنظافته الشخصية، مهام وظيفته، لا يهتم بأسرته وواجباته، يثير الأزمات والمشاكل.

يصاحب تلك السلوكيات بعض الأعراض الجسدية مثل: ضربات قلب سريعة، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع درجة حرارة الجسم، مشاكل في الجهاز التنفسي وتصل الإصرار طويلة المدى إلى الإصابة بأمراض الكبد، خلل في الجهاز المناعي، تلف الدماغ،، نوبات قلبية، سكتة دماغية

هل يصل الأمر لفقدان المدمن عقله تماما؟

تشير الأبحاث إلى أن الضرر الناجم بالدماغ نتيجة إدمان الآيس يمكن إصلاحه بمرور الوقت ومع ذلك لا يمكن استرداد وظيفته بشكل كامل، وقد يصاب المدمن بالجنون في حالة عدم العلاج.
يؤثر الكريستال على المنظومة العقلية بشكل شديد نتيجة موت الكثير من الخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي، بجانب إتلاف المناطق المسؤولة عن الانتباه المشكلات مما يؤثر سلباً على قدرة المريض المعرفية، كما تتضرر المناطق المسؤولة عن الحركة، والذاكرة، وتعلم المعلومات الجديدة.

كيف يمكن استرداد طبيعة شخصية مدمن الكريستال ميث بالعلاج؟

يمكن أن يتم الشفاء من إدمان الكريستال ميث وتحقيق التعافي ورجوع المدمن إلى طبيعته من خلال تنفيذ برنامج علاجي شامل في مركز متخصص لعلاج الإدمان وإعادة تأهيل السلوك، حيث يتم التركيز على تخليص الجسم من السموم بعيداً وعلاج أعراض الانسحاب بأمان ورعاية طبية فائقة، ثم توجيه المدمن للمعالجة النفسية وبرنامج تعديل السلوك و الوقاية من الانتكاسة داخل المركز أو عبر العيادات الخارجية.
تستخدم دار الهضبة أساليب شاملة وعلاجات سلوكية لمساعدة المرضى على تغيير تصوراتهم عن أنفسهم وعن العالم ومن هنا يكون العلاج بالإضافة إلى استخدام الأدوية التي تساعد على استقرار الحالة المزاجية ومن هنا يمكننا معالجة إدمان الآيس(كريستال ميث) بالكامل.

الخلاصة

يشكل مخدر الآيس تحديا كبيرا للمجتمعات بسبب خطورته وما يحدثه من تغير في السلوك والتصرفات العنيفة والغير واعية التي تتسم بالهلوسة، الهياج والانفعال، الشك والريبة، وغيرها من التصرفات الإجرامية والأفعال المؤذية للمدمن والمحيط من حوله.
والحل الوحيد من أجل إصلاح تلف الدماغ وتدهور الحالة النفسية والجسدية هو البحث عن مساعدة طبية موثوقة وبشكل مبكر تفاديا للمخاطر المتوقعة.

للكاتبة/ د. رُفيدة

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.

أ / هبة مختار سليمان
أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر – تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

عرض