علاج الإدمان من القات وعودة المدمن لطبيعته

يناير 27, 2025

علاج الادمان من القات يتطلب التزامً جادً وأخذ القرار بالتوقف مع طلب المساعدة والمتابعة بشكل مستمر، للتخلص من الاعتماد على هذه المادة المنشطة والتي تؤثر بالسلب على الجهاز العصبي المركزي، حيث أن تأثيراتها المنبهة تؤدي إلى الإدمان عند الاستخدام بشكل مستمر، ويمكن للشخص أن يتخلص من إدمان القات ويعود لحياته الطبيعية من خلال تلقي العلاج اللازم في مستشفى أو مركز متخصص لعلاج الإدمان والتأهيل النفسي، وإليكم تعريف إدمان القات، أبرز طرق العلاج، وإمكانية عودة المدمن لطبيعته بعد العلاج، فتابعوا معنا القراءة.

تعريف إدمان القات 

مرض ادمان القات هو حالة صحية يتم فيها الاعتماد النفسي والجسدي على تناول القات، وهو مادة نباتية يتم استخدامها بشكل شائع في بعض المجتمعات مثل اليمن ودول شرق أفريقيا، وتحتوي على مواد منبهة مثل الكاثينون والكاثين والتي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي وتحدث به تأثيرات مماثلة للمخدرات المنبهة.

ومن أهم اسباب تعاطي القات هو شيوع استخدامه في كثير من المجتمعات كجزء من الثقافة والتقاليد الاجتماعية عند التفاعل مع الآخرين، كما أن التأثير الفسيولوجي المنبه والمنشط للقات يعطي شعورًا باليقظة والطاقة ويعمل على تحسين المزاج فيجعل الأشخاص يميلون إلى تكرار استخدامه، والبعض يتعاطى القات للتخلص والهروب من المشاكل والضغوط اليومية ومشاعر القلق والتوتر والاكتئاب، ومع تكرار الاستخدام يحدث الاعتماد النفسي والجسدي والإدمان عليه.

ومن أبرز اعراض ادمان القات:

  1. التقلبات المزاجية الحادة.
  2. الشعور بأعراض نفسية وجسدية مزعجة عند التوقف عن تعاطي القات.
  3. الحاجة الملحة لاستخدام وتناول القات والتفكير بالحصول عليه بشكل دائم وهي من أهم اعراض مدمن القات.
  4. العزلة الاجتماعية والميل للتواجد مع المدمنين في أماكن تعاطي القات.
  5. الاستمرار في تعاطي القات رغم المشاكل الصحية والنفسية السلبية التي يسببها.
  6. القلق والخوف الزائد في حال عدم توفر القات.

اقرأ المزيد عن: أعراض تعاطي القات لأول مرة

خطوات العلاج والتعافي

من أبرز طرق التخلص من القات والوصول للتعافي التام هو تلقي العلاج في مستشفى متخصص لعلاج حالات الإدمان، حيث يتم علاج تعاطي القات  خلال عدة مراحل رئيسية كالتالي:

مرحلة التقييم والتشخيص الطبي 

حيث يتم تقييم حالة المدمن من خلال أطباء متخصصين في علاج الإدمان، لمعرفة مدى تأثير القات على الحالة النفسية والجسدية للفرد، ويتم ذلك من خلال إجراء عدة فحوصات لتحديد المشاكل الصحية الناتجة عن تعاطي القات، مثل ارتفاع ضغط الدم، مشاكل القلب، وبعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.

مرحلة سحب السموم

حيث تعد هذه المرحلة من أهم مراحل التعافي من إدمان القات وخلالها يتخلص الجسم من تأثيرات المخدر السلبية، وقد تكون هذه المرحلة الأكثر صعوبة على المدمن حيث يعاني فيها من أعراض انسحابية مزعجة، مثل الصداع الشديد، الضعف العام، الإرهاق، التعب، التعرق الزائد، الألم العضلي، اضطرابات النوم والأرق، وبعض الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب والتقلبات المزاجية الحادة.

تتم مرحلة سحب السموم تحت إشراف طبي مكثف لضمان سلامة المريض وعدم حدوث أي مضاعفات بسبب الأعراض الانسحابية، حيث يتم مراقبة الحالة عن كثب ومراقبة الأعراض الجسدية الخطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومستوى السوائل بالجسم، ويتم استخدام بروتوكول علاجي مخصص لكل حالة فردية بحيث يحتوي على أدوية لتسكين الألم وأدوية لعلاج الأرق واضطرابات النوم، وأدوية لعلاج الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب وأدوية اخرى لتقليل الرغبة في التعاطي، كما يتم اتباع برنامج غذائي صحي مدعم بكل العناصر الغذائية مع تناول العديد من السوائل لاستعادة طاقة الجسم.

مرحلة العلاج النفسي

وهو جزء أساسي من مراحل علاج إدمان القات ولا يمكن تخطي هذه المرحلة، حيث أنها تساعد في فهم الأسباب الرئيسية للإدمان وتوفر استراتيجيات للتعامل مع التحديات والضغوط والمشاكل النفسية والاجتماعية، كما أنها تساهم في تطوير مهارات المرونة والتحمل النفسي وتعلم تقنيات جديدة للحد من الرغبة في تعاطي القات، وتتضمن هذه المرحلة: 

  1. جلسات العلاج السلوكي المعرفي: والتي يتم من خلالها تغيير الأنماط السلبية للتفكير واستبدالها بأنماط إيجابية جديدة.
  2. جلسات الدعم الاجتماعي: والتي يتم من خلالها تبادل أفكار وتجارب والاستفادة من الدعم المتبادل لتجارب الآخرين.
  3. جلسات الدعم الأسري: حيث يساهم الدعم العائلي ودعم الأصدقاء في تشجيع المريض على استكمال خطواته نحو التعافي التام.

مرحلة إعادة التأهيل

وهي مرحلة هامة لاستعادة الحياة الطبيعية وتعلم مهارات جديدة واستراتيجيات لتجنب جميع دوافع ومحفزات الإدمان، ويشمل ذلك تطوير مهارات التكيف مع الضغوط اليومية مثل التوتر، القلق، وتحسين العلاقات الاجتماعية والمهنية، حيث تتضمن هذه المرحلة عدة مهارات مثل تعلم إدارة الوقت، التواصل الفعال وحل المشكلات، اتخاذ القرارات، ودعم الشخص في العودة إلى العمل والدراسة أو إعادة التأهيل المهني، وهو ما يُمكن الشخص من العودة إلى الحياة العملية بشكل صحي ومستقر، ويتم ذلك بناءً على تقييم مهارات الفرد المهنية ومستوى تعليمه وتجاربه السابقة، بحيث يتم تطوير مهاراته السابقة أو تطوير مهارات جديدة من خلال برامج تدريبية مناسبة.

المتابعة والدعم المستمر للوقاية من الانتكاس

وتهدف هذه المرحلة إلى ضمان استمرارية الشفاء والحفاظ على التقدم الذي تم تحقيقه خلال مراحل العلاج، وتشمل هذه المرحلة جلسات متابعة دورية مع أخصائيين واستشاريين الإدمان والعلاج النفسي من خلال حضور مجموعات الدعم، وتتضمن المتابعة مراقبة الحالة النفسية والعاطفية للمدمن للتأكد من أنه لن يعود إلى السلوك الإدماني، فهذه العملية تعزز من الاستقرار الشخصي من خلال توفير بيئة داعمة تشجعه على تطوير ذاته ومواجهة الظروف والتحديات التي تعيق حياته.

هذه المراحل هي الوسيلة الوحيدة للتخلص من ادمان القات، أما علاج ادمان القات بالاعشاب والطرق الطبيعية دون اللجوء لمركز علاجي لا يجدي نفعًا وغير فعال، ومن الضروري الخضوع لبروتوكول علاجي دوائي يشمل علاج الجوانب النفسية والجسدية للإدمان وتحت إشراف طبي مؤهل ومتخصص لعلاج حالات اضطراب تعاطي المواد المخدرة، ويعد مستشفى دار الهضبة هو الأفضل في هذا المجال لما لديها من نخبة من الأطباء المؤهلين والمدربين للتعامل مع كل الحالات، كما يقدم المركز كل الخدمات الطبية والترفيهية المميزة للمرضى والتي تجعلهم يقضون فترة العلاج بكل سلاسة، فقط كل ما عليك هو التواصل معنا على الرقم التالي 01154333341.

إمكانية عودة المدمن لطبيعته بعد العلاج

يتمكن مدمن القات من استعادة حياته الطبيعية بعد إتمام مراحل العلاج الجسدي والنفسي والسلوكي، بشرط الالتزام بجلسات المتابعة الدورية وإجراء تغييرات صحية في نمط حياته السابق، ويُسهم الدعم المستمر من المحيطين به في الحفاظ على التعافي المستدام، وفي بعض الحالات قد يصف الطبيب أدوية نفسية تساهم في استقرار الحالة النفسية بعد التعافي، حيث قد ترافق بعض الأعراض النفسية الشخص لفترات طويلة، و من الضروري أيضًا الحفاظ على حضور مجموعات الدعم والمشاركة المجتمعية، وتعلم مهارات جديدة وبناء شبكة اجتماعية داعمة حتى يتمكن الشخص من استعادة توازنه وحياته الطبيعية، ويجب طلب المساعدة الطبية فورًا من استشاري الإدمان، حيث يمكن لذلك أن يخفف من الضغوط والتبعات النفسية التي قد تواجه بعض الحالات وتودي بهم إلى الانتكاس.

اقرأ المزيد عن: أضرار إدمان القات على متعاطيه

للكاتبة/ د. مروة سلامة

الخلاصة

علاج الادمان من القات هو رحلة محفوفة بالمخاطر وتحتاج إلى مزيج من الدعم والصبر والإصرار في ظل وجود مختصين قادرين على تقديم حلول علاجية فعالة وآمنة، فيمكن لمرضى إدمان القات أن يحصلوا على حياة صحية ومتزنة إذا حصلوا على الدعم النفسي والعلاج المناسب في المكان المناسب، وعليك ألا تتردد في الاتصال بنا على الرقم التالي 01154333341 في أي وقت لطلب المساعدة أو حجز موعدًا للزيارة.

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.

أ / هبة مختار سليمان (أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر

– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

اكتب ردًا أو تعليقًا