3 مراحل أساسية في علاج الإدمان على الفاليوم

إن الانتقال من العلاج باستخدام الفاليوم إلى علاج الادمان على الفاليوم ، سيكون بائساً على أي شخص يمر بهذه التجربة، حيث أن الفاليوم يعتبر من أبرز الأدوية النفسية الي يمكن استخدامها لعلاج الإدمان على المخدرات، فماذا تقول إذا علمت أن هناك من يدمن فعلاً على حبوب الفاليوم كبديل للمخدرات، ويحتاج إلى علاج آخر للتعافي منها في جسمه؟…هي حقاً رحلة متعبة ولكنها ليست النهاية، فلا بد من وجود علاج طبي متكامل يحسم هذا الإدمان، ولذلك وفي هذا المقال سنتحدث عن علاج إدمان الفاليوم وكيفية تخطي كل مرحلة من مراحله… فتابع القراءة.

كيف يحدث إدمان الفاليوم؟

يعتبر الفاليوم بمادته الفعالة الديازيبام من أشهر الأدوية المثبطة للأمراض العصبية من عائلة أدوية البنزوديازيبيزينات، حيث يعالج دواء الفاليوم كل من القلق ونوبات الهلع والاكتئاب، مما يجعله من أشهر الأدوية النفسية التي يتم استخدامها، وآلية تأثير دواء الفاليوم تكون عن طريق تنشيط مادة الديازيبام لحمض جاما أمينوبيتريك، الذي يعد مثبطاً قوياً للإشارات العصبية التي تصل إلى الدماغ، مما يسبب بطئ نشاط الدماغ وبالتالي استرخاء الأعصاب والعضلات لفترة من الزمن حتى ينتهي مفعول الدواء في الجسم، ولأن الجسم يعتاد على هذا الاسترخاء مع كل جرعة يبني اعتياداً على الفاليوم ومع مرور الوقت يصبح من الصعب على المريض العيش بدون استخدام الفاليوم مما يؤدي إلى الإدمان وتكون أعراض هذا الإدمان واضحة جداً للمحيطين بالمريض.  

أعراض إدمان الفاليوم

  • المزاج المتقلب.
  • التعب الشديد.
  • فقدان توازن الجسم.
  • ضعف الذاكرة والتركيز.
  • الهيجان والعصبية.
  • ضعف العضلات.
  • تباطؤ التنفس.
  • النعاس الدائم والخمول.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • الإحباط الدائم.
  • زيادة الجرعات.
  • الاستخدام القهري.
  • التعرض لأعراض انسحاب عند محاولة التوقف.

كل هذه الأعراض تظهر بشدة عند إساءة استخدام الفاليوم وتعاطيه بصورة مستمرة دون وصفة طبية أو حاجة إليه، ويكون تأثيرها مؤذياً على جسم المتعاطي، حيث أن هذه الأعراض قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة مثل تثبيط الجهاز التنفسي ومشاكل القلب والأفكار الانتحارية وقد تصل للوفاة، ولذلك فمن الضروري إبطال مفعول الفاليوم في الجسم حماية له من الهلاك.

كيفية إبطال مفعول الفاليوم في الجسم

عادةً عند استخدام حبوب الفاليوم للعلاج، لا يتم التوقف عن تناول الحبوب مرةَ واحدة وبشكل نهائي، بل يجب التوقف عن تناول الحبوب بشكل تدريجي حتى يخف مفعوله بشكل كامل، لأن تخفيف الجرعات والالتزام بتعليمات الطبيب خلال هذه المدة يعطي الجسم وقته الكافي لإبطال مفعول الدواء في الجسم وحماية الجسم من أي أعراض انسحابية مؤذية، بينما في حال إدمان المريض على حبوب الفاليوم يتم إيقاف الدواء نهائياً داخل المركز الطبي مع متابعة حالة المريض حسب كم يستمر مفعول الفاليوم في الجسم، فمن المعروف أنه يبدأ مفعول حبة الفاليوم بعد 15 دقيقة وحتى 30 دقيقة من تناولها بينما ينتهي مفعولها بعد مرور مدة تصل إلى 12 ساعة، قد يبدأ الجسم بإظهار أعراض الانسحاب التي يجب التعامل معها من خلال الأدوية والمراقبة في برنامج علاج الإدمان على الفاليوم.

ما هي أعراض انسحاب الفاليوم؟

هي الأعراض التي تظهر بعد توقف الجسم عن أخذ جرعة الفاليوم المعتادة، وتكون شديدة عند المتعاطي حسب استجابة جسده لهذه الأعراض، قد تشمل أعراض انسحاب الفاليوم ما يلي: 

  • آلام شديدة في الجسم.
  • الصداع.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • تشنجات العضلات.
  • التعرق الشديد.
  • القلق الشديد
  • ازدياد نوبات الهلع
  • الارتباك
  • مشاكل في النطق
  • العصبية الشديدة 
  • الأرق

وهذه الأعراض يختلف ظهورها من شخص لآخر، فقد يشعر بها كلها بعض الأشخاص بينما قد تكون أخف عند البعض الآخر حسب نسبة التعاطي والفئة العمرية وقدرة تحمل الجسم لاستقلاب السموم خلال المدة الكاملة لانسحاب الفاليوم.

علاج الادمان على الفاليوم دون ألم

علاج إدمان الفاليوم يتم عن طريق ثلاثة مراحل متكاملة تصل بالمريض للتعافي التام من الإدمان جسدياً ونفسياً وسلوكياً، وتكون هذه المراحل العلاجية كالتالي:

  • مرحلة التشخيص الطبي.
  • مرحلة سحب سموم الفاليوم من الجسم.
  • مرحلة العلاج النفسي والسلوكي.

ولكل مرحلة تفاصيل خاصة بها، ولذلك سنتحدث عن مراحل العلاج الثلاثة بشكل مفصل لكي نفهم كيفية مرور الجسم بالعلاج الكلي من إدمان الفاليوم دون أي عودة أو انتكاسة.

علاج الادمان على الفاليوم دون ألم

مرحلة التشخيص الطبي المتكامل:

يتم فيها فحص نسبة سموم الفاليوم الموجودة في الجسم ومعرفة مدة التعاطي، كما يتم في هذه المرحلة عمل التحليلات والفحوصات اللازمة والتشخيص النفسي لفهم حالة المريض النفسية وما هي السلوكيات التي أوصلته للإدمان، ولهذه المرحلة أهميتها في معرفة كيفية التعامل مع أعراض الانسحاب عند ظهورها، واستخدام الأدوية اللمناسبة لحالة المريض للتخلص من الآلام والاضطرابات الجسدية وعلاجها حتى يتم التخلص من الفاليوم في الجسم بسلام ودون انتكاسة.

مرحلة علاج أعراض انسحاب الفاليوم:

وهي أهم وأصعب مرحلة، حيث يتعرض المدمن خلالها لأعراض انسحابية متفاوتة الشدة، ويجب أن يتعامل معها الأطباء ذوي التركيز الشديد والخبرة العالية حتى تكون هينة ويستطيع المريض تجاوزها بسهولة وبأقل ألم ممكن وتبدأ هذه المرحلة بعد ابطال مفعول الفاليوم في الجسم، كما أنها تستمر لأيام أو أسابيع حسب حالة المريض قبل الانتقال للعلاج النفسي والسلوكي. 

مرحلة العلاج النفسي والسلوكي:

في هذه المرحلة يتم التعامل مع الأعراض النفسية التي تبقى لفترة أطول من غيرها، وكذلك يتم التعرف على السلوكيات التي تسببت بالإدمان وتغييرها والتهيئة النفسية للمتعافي للتعامل مع الرغبة في التعاطي منعاً لحدوث أي انتكاسة، ويكون العلاج عن طريق عدة برامج علاجية متطورة يتم التعامل بها حسب ما يفيد المريض، ومن أبرز هذه البرامج:

  • العلاج الفردي.
  • العلاج الجماعي.
  • العلاج السلوكي المعرفي.
  • العلاج السلوكي الجدلي.
  • برنامج الـ12 خطوة للتغلب على الإدمان. 

كما يتم في هذه المرحلة إشراك المتعافين في نشاطات ترفيهية وتعاونية لتساعدهم في تجاوز فترة العلاج ومواجهة المجتمع بعد التعافي والخروج من المستشفى.

الخلاصة

هذه هي المراحل العلاجية التي يمر بها مرضى الإدمان على حبوب الفاليوم، والتي لا يمكن المرور بأحدها دون الآخر لضمان التعافي التام دون عودة أو انتكاسة، ولا بد من اختيار المكان الذي يتم به العلاج بعناية للتأكد من الإقامة المريحة وضمان النتائج الجيدة في النهاية، ولذلك فإن مستشفى دار الهضبة موجودة لمساعدتك.

للكاتبة / ا. روان الوقاف

الأسئلة الشائعة

ما هي الأدوية المستخدمة في علاج إدمان الفاليوم؟

يتم استخدام الأدوية التي تساعد في علاج الأعراض الانسحابية مثل دواء كلونيدين الذي يساعد في علاج ارتفاع ضغط الدم، والبسبيرون لعلاج القلق ويستخدم أي دواء يعد بديلاً فعالاً للفاليوم يناسب المريض والأعراض التي يعاني منها. 

هل يمكن الاكتفاء بعلاج أعراض الانسحاب من الفاليوم؟

كلا لا يمكن التوقف عند علاج الأعراض الانسحابية من الفاليوم، حيث أن التخلص من الادمان يستوجب التخلص من السلوكيات الإدمانية التي تسببت به، ولذلك فإن الالتزام بالمراحل العلاجية الأساسية الثلاث مهم جداً للوصول للتعافي. 

كم مدة بقاء الفاليوم في البول والدم؟ 

يتم استقلاب سموم الفاليوم في الدم لمدة تصل إلى 48 ساعة بعد آخر جرعة، بينما يبقى الفاليوم في البول لمدة أطول قد تصل إلى أسابيع، وأما بالنسبة للعاب فإن الفاليوم يظل عالقاً به لمدة تصل ما بين 7 إلى 9 أيام والشعر يستغرق ثلاثة أشهر للتخلص من الدواء، وفي المجمل يستمر نصف عمر بقاء الفاليوم في نظام الجسم بشكل عام لمدة تصل إلى 58 ساعة قبل أن يتم التخلص منه خارج الجسم.   

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة

أ / هبة مختار سليمان
أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر – تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

عرض

اكتب ردًا أو تعليقًا

Your email address will not be published. Required fields are marked *