قصص واقعية لمدمنين على الماريجوانا وتأثيره على حياتهم

يناير 21, 2025

في هذا المقال نعرض لكم تجارب حقيقية وقصص واقعية لمدمنين على الماريجوانا وما هي التحديات التي واجهوها، وكيف أثر الإدمان على حياتهم والآثار السلبية النفسية والجسدية التي أصابتهم جراء الإدمان، وكيف تغيرت حياتهم للأفضل بعد قرار تلقي العلاج، كذلك الطرق التي ساعدتهم على تخطي الإدمان بنجاح، كل ذلك بهدف إعطاء الأمل وأخذ العظة والإسراع في التوقف عن التعاطي وبدء حياة جديدة خالية من المخدرات.

كيف بدأت تجربتي مع إدمان الماريجوانا؟

هذه القصة يرويها طالب جامعي عمره 19 عام يقول" أنا مدمن حيث بدأت تجربتي مع إدمان الماريجوانا من قبيل الصدفة البحتة، فأنا طالب بأحد الكليات المرموقة وذو عقلية واعية وأعي جيدًا بمخاطر الإدمان، لقد تعرضت للتوتر والقلق الزائد خلال فترة الامتحانات بسبب التحديات الدراسية التي حاوطتني بشكل كبير، وذلك جعلني أحاول الهروب من الضغط الذي وقعت به، وما إن عرض علي أحد أصدقائي تجربة سيجارة من الماريجوانا حتى تساعدني على الاسترخاء وتخفيف التوتر، حتى قمت بتجربتها على الفور قائلًا لنفسي إنها مرة واحدة ولن أكررها ثانية.

وبعد أن قمت بتدخين تلك السيجارة دخلت في عالم آخر فشعرت بالاسترخاء والهدوء والنشوة والسعادة مع الشعور بالدوار والدوخة، ولم أعي الزمان أو حتى المكان، وصرت أشعر ببعض الهلاوس، كل هذه المشاعر سحبتني من كل الضغوط ومشاعر القلق إلى عالم مختلف لا أشعر فيه سوى الراحة والسعادة.

وما إن زال عني هذا التأثير إلا وقد شعرت بشهية كبيرة نحو الطعام، وكلما بدأت ضغوط المذاكرة تلاحقني أشعر برغبة شديدة لتجربة تلك السيجارة مرة أخرى والتخلص من ذلك الشعور، فتواصلت مع صديقي وطلبت منه المزيد من سجائر الماريجوانا لأقوم باستخدامها حين أشعر بأي ضغوط، في باديء الأمر ظننت أن بإمكاني التحكم في رغبتي تجاه تعاطي الماريجوانا في الوقت الذي يناسبني، ولكنني بعد تكرار الاستخدام أصبحت أشعر بمشاعر جديدة فالرغبة الملحة تجاهها جعلتني أفقد اهتمامي بكل شيء ولا أفكر سوى في كيفية الحصول عليها.

وأصبحت أدخن المزيد والمزيد منها بشكل كبير فلم أعد أكتفى بسيجارة واحدة في اليوم لأنها لم تعد تمنحني ذلك التأثير الرائع، فدخلت في حلقة مغلقة من الإدمان وأهملت دراستي وجامعتي، حتى مظهري الخارجي لم أعد أهتم به، ودخلت في حالة من الاكتئاب والتوتر والقلق الزائد، مع احمرار في العينين وجفاف بالفم، كما أثرت على التنسيق الحركي لدي فأصبحت ردود افعالي بطيئة وغير متزنة، كما أن الهلوسة كانت تنتابني كتأثير لتدخين سيجارة الماريجوانا.

لقد بدا الأمر غير طبيعي لأسرتي فسلوكياتي وشخصيتي انقلبت رأسًا على عقب فأصبحت انفعل على أتفه الأسباب، كما أنني أصبحت أحصل على المال بطرق غير شرعية لشراء الماريجوانا، كنت أسرق والداي وأخوتي وهذا الأمر لم يكن واضحًا لهم حتى بدأت أسرق مقتنياتهم لبيعها من أجل الحصول على مبالغ أكبر، وما أن اكتشف والداي الأمر حتى قام بنهري والضغط على لمعرفة ماذا يحدث معي وما المخدر الذي أتعاطاه، ووبالفعل حكيت لهما كل شيء وقاما باصطحابي لمركز دار الهضبة لعلاج اضطرابات تعاطي المواد المخدرة، حيث خضعت للعلاج في هذه المستشفى وبفضل العلاج الدوائي والنفسي والسلوكي تغيرت أفكاري نحو الإدمان، ووصلت للتعافي التام واستكملت حياتي الطبيعية واستأنفت دراستي بالجامعة وحصلت على شهادتي الجامعية وحتى الآن أنا بأفضل حال".

اقرأ المزيد عن : ماذا يحدث عند تناول الماريجوانا لأول مرة

إدمان الماريجوانا كاد يودي بحياتي إلى الموت

هذه القصة ترويها سيدة تبلغ من العمر 37 عام تقول" عانيت من الاضطرابات النفسية في مراحل سابقة من حياتي مثل القلق الدائم والتوتر المستمر والاكتئاب، وما إن كنت في حفلة مع مجموعة من الأصدقاء حتى وجدتهم يتبادلون أنفاس السجائر مع ضحكات مرتفعة وعالية، فأردت أن أشعر بتلك السعادة العارمة ولو لمرة واحدة وهو ما دفعني للاشتراك معهم في التدخين لأجرب ذلك التأثير، كنت على علم بأنهم يتعاطون شيء ما لكنني لم أعرف ماهية المادة وكل ما شغل تفكيري هو الحصول على تلك السعادة التي تعتري وجوههم.

وبعد أن قمت بالتدخين معهم شعرت بمزيج من السعادة والنشوة واللامبالاة بأي شيء، وزالت عني مشاعر الاكتئاب والقلق وبدأت أشعر بالهلوسة ولم اعي بشيء إلا بعد أن استفقت وجدت نفسي بمنزلي بعد أن قامت إحدى صديقاتي بإيصالي إلى البيت بسيارتها.

منذ هذه الليلة وأنا أتعاطى تلك السجائر بشكل يومي بعد أن عرفت أنها الماريجوانا، أصبحت أبذل كل جهدي من أجل الحفاظ على مشاعر السعادة التي منحتني إياها، ولكن الأمر لم يستمر طويلًا فمشاعر الاكتئاب والقلق والتوتر عادت إلى بشكل أكبر من السابق، بل ازدادت أيضًا العديد من الأعراض الجسدية المؤلمة عند تأخري عن تعاطي هذه المادة، وأصبحت حالتي مزرية للغاية ودخلت في حالة من الاكتئاب الحاد الممزوج بمظهر مزري وجسد نحيل وعيون غائرة حمراء، كنت أنظر لنفسي في المرآة وأنا أبكي وتراودني أفكار انتحارية، حتى قمت بقطع شرياني بأداة حادة ووقعت على الأرض غارقة في دمائي، ولولا والدتي نقلتني إلى المستشفى في الوقت المناسب لانتهت حياتي بالفعل.

قرار تلقي العلاج كان أمرًا حتميًا خصوصًا مع حالتي، لقد أصبحت خطرًا على نفسي وعلى من حولي، وبفضل تلقي العلاج في مركز دار الهضبة تغلبت على مشكلة إدماني وعلى التحديات النفسية التي واجهتني ووصلت للتعافي التام، ومن خلال جلسات العلاج النفسي المكثف التي تلقيتها تمكنت من تجاوز القلق والأرق وتجاهل تلك المشاعر السلبية واستبدالها بمشاعر إيجابية جديدة، كما تعلمت كيفية مواجهة الضغوط اليومية ومحفزات الإدمان من خلال استراتيجيات بديلة وآمنة، ومن خلال جلسات العلاج الجماعي التي ضمت العديد من قصص مدمنين على الماريجوانا تعلمت الكثير من تبادل الآراء حول تجارب الآخرين والذي كان بعضها مماثلا لحالتي، وبفضل الدعم والمتابعة المستمرة لحالتي مازلت أتمتع بصحة جيدة وحياتي عادت افضل من السابق بكثير". 

اقرأ المزيد عن: تأثير الماريجوانا على الجسم

للكاتبة/ د. مروة سلامة

الخلاصة

يمكن لعرض حكايات وقصص واقعية لمدمنين على الماريجوانا أن تكون عبرة لغيرهم وتحثهم على طلب العلاج، فهذه القصص مليئة بالضغوط والتحديات ومراحل من الألم والفشل أو حتى الموت، وبالرغم من ذلك فإن أبطالها أصبحوا متعافين ويتمتعون بكامل صحتهم الآن، ويمكنك الاطلاع على المزيد من التجارب والقصص إذا تواصلت معنا على الواتساب 01154333341، كما نتمكن في مركز دار الهضبة من مساعدتك على الإقلاع عن الماريجوانا وغيرها من المخدرات الأخرى بكل سهولة، فلا تتردد في الاتصال بنا على مدار اليوم.

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.

أ / هبة مختار سليمان (أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر

– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

اكتب ردًا أو تعليقًا