بداية تجربتي مع زوجي مدمن الكبتاجون حتى تعافيه

تفاصيل معاناتي مع زوجي و أعراض تعاطي الكبتاجون

تبدأ تجربتي بالمعاناة مع أعراض التعاطي المفجعة التي ظهرت على زوجي مدمن الكبتاجون، حيث في البداية بدأت ألاحظ عليه اضطرابات في النوم كسهره وشعوره بالأرق فقد كان يسهر لوقت متأخر أيام متتالية قد تصل ليومين أو أكثر بدون أسباب واضحه بالنسبه لي، بجانب شعوره الدائم بالقلق والتوتر الغير مبرر في أوقات كثيرة وهو ما يؤثر على عمله بشكل كبير بالإضافة علامات أخري عرفت بعدها أنها من تأثير الكبتاجون عليه مثل:

• كثرة كلامه وحركته بشكل مبالغ فيه.
• عصبية زائدة وشكواه المتكررة من ارتفاع ضغط الدم وتسارع ضربات قلبه.
• مع إحساسه بالألم الشديد وكأنها أعراض مشابهة لأعراض الذبحة الصدرية.

ونصحته أن نتوجه إلى طبيب أكثر من مرة ولكنه كان يتهرب او يرفض بشكل مباشر.
وفي يوم من الأيام .. وبعد كل هذه التغيرات التي بدأت تحدث له، ترك عمله وبدأت الديون تتراكم علينا وحين واجهته بأن الوضع أصبح غريبا وإنه أصبح غير طبيعي ويجب أن يذهب لطبيب نفسي فقام بضربي ضربا شديدا وكانت هذه المرة الأولى منذ زواجنا.

اعترف لي أنه مدمن

برغم صعوبة التعايش معه، لكنني كنت أعرف أن هناك أمرا ما، ولم ارد اتخاذ أي موقف دون معرفة الحقيقة، شككت في تعاطي المخدرات، قرأت عن أمر الادمان فوجدت انه مرض مزمن عقلي ويجب التعامل مع المدمن بالدعم والاحتواء حتى يعترف.

انتظرت اللحظة المناسبة وهو مستقر نفسيا وبدأت في الحديث معه وأكدت له أنني بجانبه و استطيع مساعدته، نظر لي بعد حديث طويل وقال: “أنا مدمن كبتاجون ووقعت في إدمانه بعد تناوله لمدة أسبوع كل يوم حبة، وأصبحت لا أستطيع التخلي عنه بسبب التعاطي القهري”.

ثم أردف قائلا: “للأسف تركت الكبتاجون بدون علاج ولكنها كانت محاولة صعبة، حيث عانيت من أعراض الانسحاب الشديدة مثل: النوم المتواصل لفترات طويلة، الخمول ورعشة اليدين و الأطراف، هلاوس سمعية وبصرية، آلام شديدة بالجسم، الشعور بالاكتئاب حتى وصلت للتفكير في الانتحار وفي ذلك اليوم تحديدا قمت بالاعتداء عليك من شدة الاضطراب والألم ولم اهدأ إلا بتناول جرعة لذلك كانت محاولة فاشلة انتهت بالانتكاسة”.
نظرت إليه في عطف وقلت له ” يوجد علاج نستطيع أن نفعلها سويا، فقط قرر الإقلاع وأنا سأساعدك و سأظل بجانبك”.

اقرأ أيضاً عن:أشهر الأعراض الانسحابية للكبتاجون وطرق تخفيفها

كيف فقد زوجي وظيفته؟

رغم المحادثة المجدية، ظلت تجربتي مع زوجي متمثلة في المعاناة، حيث يقر لي بإدمانه ولكن الإدمان يهزمه ويهرب من الخضوع للعلاج.
وفي يوم من الأيام قال لي: ” لقد فقط وظيفتي فلقد كانت تجربتي مع تحليل الكبتاجون في الشركة إيجابية وظهرت بقايا المخدر في خانة المنشطات الممنوعة عن طريق عينة البول، حيث تم اكتشاف ذلك في خمس دقائق، طلبوا مني تحليل دم آخر وتم تأكيد إدماني، فخرج قرار رفدي على الفور”.
اصبحنا بلا مورد مالي، وبدأ زوجي في الاقتراض، وتراكمت الديون، كان لابد أن أتدخل، وبدأت رحلة جديدة من النقاش معه، كان يقابل الحديث مرة بالإنكار، ومرة بالعنف، فقررت أن أنقل الأطفال بعيدا عن البيت وصممت أن اجعله يتعالج.

قصص مدمني الكبتاجون وكيف استفدت منها؟

ربما أنا بطلة من أبطال قصص مدمني الكبتاجون حيث اتعايش مع زوج منهم وأحاول إقناعه بالعلاج، ورغم ذلك كنت اتعرض للحظات إرهاق رهيبة وضغط نفسي لا مثيل له وإيذاء عصبي أيضا، ولكن القصص الأخرى التي دأبت على قرائتها ساعدتني على الصمود والمواصلة منها:

زوجة مشكلتها تتشابه مع مشكلتي ، زوجها أدمن الكبتاجون وباع ما تبقى من ميراث أبيه، بسبب احتياجه للمخدرات ولكنها وقفت بجانبه وآمنت إنه سوف يتغلب على هذه المحنة. فاستجاب الله لدعائها وأتم علاجه بالكامل في احد المراكز المتخصصة .

والثانية ممرضة كانت تعمل بمستشفى ليلا وأخرى نهارا لتحاول توفير مصروفات أبيها المريض من أدوية وغيرها، ولجأت لتناول الكبتاجون دون أن تعي خطورة ما هي مقدمة عليه، علمت صديقة لها بالأمر ووقفت بجانبها حتى أجتازت هذه المحنة بسلام قبل أن تنحرف بطريق الإدمان وما يحمله من أوجاع وندم.

والثالثة لشاب كان يعمل بجانب دراسته ليساند أهله على ضغوط الحياة. نصحه أصدقاؤه بتناول الكبتاجون ليساعده على السهر للمذاكرة، ومع الوقت فهم ما أوقع نفسه فيه وبمساندة أهله إستطاع التغلب على هذه اللعنة التي تسمى بالمخدرات.

وغيرها الكثير من النماذج التي أنارت لي طريق الأمل في رحلة العلاج مع زوجي.
بدأت بالتخطيط لإقناع زوجي بالعلاج ولجأت لمجموعة تعافي الأسرة، وتبادلنا الخبرات وفي تلك الأثناء كنت احاول مع زوجي بحرص وبطريقة تعامل موصى بها من متخصصي دار الهضبة،، وذلك بعد ثبوت صعوبة العلاج بالمنزل لأنه يصاحبه حدوث انتكاسة بشكل كبير ، حتى نجحت أخيرا وحددنا موعد لبدء العلاج في المركز اصطحبت زوجي معي.

اقرأ أيضاً عن:طريقة التعامل مع مدمن الكبتاجون بشكل صحيح وفعال

رحلة العلاج والنجاح في التعافي

لم يكن طريق العلاج سهل بل كان مليئا العقبات، فأنا المسؤولة عن أطفالي، ناهيك عن الديون وما وصلنا له ومصاريف العلاج. فقمت بالعمل ومتابعة زوجي وأولادي ولكني أخفيت عنه كل هذا، حتى يركز فقط في تعافيه دون تشتيت ويتم شفائه بأسرع وقت دون خطر الوقوع لأي انتكاسة.

وفي مركز دار الهضبة كانت خطة علاج زوجي للتخلص من إدمان الكبتاجون قائمة على العلاج بالأدوية ( Mat) كمرحلة أولى وهو من أكثر العلاجات فاعلية لتقليل الأعراض الإنسحابية حتى تمر بدون ألم تقريبا، وفي المراحل التالية من البرنامج تم الاعتماد على العلاج المعرفي السلوكي ( cbt) والذي يركز على مساعدة الأفراد في التغلب على والمحفزات والرغبة الشديدة في تناول المخدرات.
والأهم رغبة المريض في التعافي وتقديم الدعم النفسي.، وأخيرا الخروج من المركز وتطبيق خطة للوقاية من الانتكاسة، وشاركته كل هذا حتى تعافى بحمد الله.

اقرأ أيضاً عن:أنواع علاج الإدمان على الكبتاجون وطرق تطبيقه

الخلاصة

كانت رحلة طويلة وشاقة تجربتي مع زوجي مدمن الكبتاجون ولكن نهايتها كانت سعيدة، لأنني كنت أكثر وعيا بمفهوم علاج الإدمان، واخترت طريق العلاج المتخصص، واتقنت التعامل مع زوجي حتى يقتنع بالتوقف عن التعاطي. الحمد لله اصبحنا مثالا يحتذى به في مجموعات التعافي.