كيف يؤثر تعاطي الحشيش على شخصية المدمن وسلوكياته

شخصية مدمن الحشيش وسلوكياتها مثل عدم الاهتمام بالأشياء والمزاج المرتفع وفقدان الإحساس بالزمان او المكان في بداية استخدام المخدر قد تتطور إلى سلوكيات مريبة أو محفوفة بالمخاطر خاصة مع استمرار التعاطي أو استخدام جرعات كبيرة نتيجة التأثيرات على الدماغ والجسم والتعرض للأعراض الانسحابية. وفي مقالنا سنوضح التدرج في صفات المدمن من بداية التعاطي حتى الإدمان كما نتناول العديد من المعلومات حول علاقاته الاجتماعية والأسرية. فتابعوا القراءة.

كيف يؤثر تعاطي الحشيش على شخصية المدمن؟

يؤثر تعاطي الحشيش على شخصية المدمن حيث يميل إلى كثرة الكلام والضحك الغير مبرر، كما يؤثر على الجهاز العصبي المركزي ويسبب أحاسيس مثل الاسترخاء والنشوة الخفيفة، لذلك، قد يعتقد الكثير من المدمنين أن الحشيش مادة آمنة أو غير ضارة، ولكنهم يغفلون أنهم يعرضون أنفسهم لأضرار فورية وأخرى مزمنة على طول المدى، بما في ذلك الإدمان.

كما يؤثر استمرار تعاطي الحشيش سلبًا على الصحة الجسدية والعقلية. ويؤدي إلى ظهور سلوكيات جديدة مشوهة في شخصية المدمن مما يجعله قد يكره نفسه أو يشعر باليأس.
فيما يلي سنذكر أبعاد شخصية مدمن الحشيش من سلوكيات وتصرفات:

في بداية التعاطي

  1. المزاج المرتفع والرضا عن النفس: قد يسبب التعاطي في البداية الشعور بالنشوة ونوبات الضحك والثرثرة بدون داع وعدم الشعور بالواقع مما يدفع المدمن في الاستمرار في التعاطي أملاً في الحصول على المزيد من تلك الاحاسيس.
  2. الأكل بشهية: ينتاب الشخص مشاعر مبالغ فيها من الجوع، مما يجعله يتناول العديد من الوجبات الخفيفة.
  3. الانفتاح: في البداية تتضخم الحواس بسبب المفعول مثل مراقبة الألوان الزاهية والاستعداد لاستكشاف تجارب جديدة.
  4. فقدان الشعور بالوقت: الشعور وكأن الزمن قد تباطأ وقد يفقد الإحساس بالزمان او المكان.
  5. النسيان ومشاكل في الذاكرة.
  6. التمرد ضد الأعراف المجتمعية: حيث رفض المعايير السائدة.
  7. الشعور بالنعاس والخمول.
  8. مشاعر الارتباك والذعر.
  9. العصبية الزائدة أو جنون العظمة والقلق أو حتى الهلوسة.

الآثار طويلة المدى

اعتمادا على مدة وشدة سوء تعاطي الحشيش قد يكتسب المدمن صفات سلوكية جديدة وتبدأ شخصية في التغير بما في ذلك:

  1. فقدان الإنتاجية: يسبب تفاقم الشعور بالخمول وفقدان الطاقة مما يؤدي إلى في فقدان القدرة على العمل والغياب المتكرر وغير المبرر أو انخفاض الأداء في المدرسة
  2. فقدان الاهتمام بالأنشطة: حيث يعيش في عالم منفصل عن الناس لا يشعر بما يشعرون به ولا يهتم بالأشياء أو الاحداث المهمة حيث يؤثر الحشيش على ردود أفعاله والاستجابة للمؤثرات الخارجية.
  3. كما يسبب الإدمان الرغبة المستمرة في التعاطي مما يفقد المدمن الاهتمام بالأنشطة المهمة في السابق ويجعل السعي للحصول على المخدر شغله الشاغل.
  4. الكذب والخداع: لأنه حريص جعل حياته سرية ويمتنع عن مشاركة الآخرين اهتماماته وقد يدفع الإدمان المحشش إلى أشكال الخداع أو التحايل والإنكار المتعلقة بمكان وجوده أو أنشطته أو قد يصل الأمر إلى إنه يقتُل تحت تأثير الحشيش خاصة مع تعاطي جرعات كبيرة ولمدة طويلة.
  5. الإصرار على التعاطي: مع زيادة الجرعة لن يشعر المدمن بنفس التأثيرات التي كان يشعر بها في السابق. مما يجعله يستمر في الإدمان حتى بعد التعرض للتداعيات السلبية لذلك.
  6. سلوك المخاطرة: عادة ما يتعاطى المدمن الحشيش حتى عندما يكون من الواضح أن القيام بذلك أمر خطير، كما هو الحال قبل قيادة السيارة. مما قد يعرضه لمواجهة المشاكل القانونية، بما في ذلك الاعتقال والغرامة والسجن.
  7. الشعور المستمر باليأس وانخفاض احترام الذات.

إدمان الحشيش والعلاقات الاجتماعية

الإدمان مرض عائلي تصل تبعياته إلى أبعد من المتعاطي حيث يؤدي الاستخدام المنتظم للمخدر إلى صدور تصرفات من المحشش تسبب فشل العلاقات وصعوبة في الحفاظ على علاقات صحية مع أصدقائه وعائلته بما في ذلك، زوجته خاصة إذا انسحب من التواصل الاجتماعي من أجل تعاطي المخدرات.
تشمل الأسباب الأكثر شيوعًا التي تسبب تحديًا للعلاقة. ما يلي:

  1. شعور متعاطي الحشيش باللامبالاة وعدم القدرة على فهم ما يشعر به الآخرون أو شرح ما يشعر هو به.
  2. عدم الاهتمام بالآخرين مما قد يقلل التعاطف والقبول ويؤدي إلى خلل وظيفي في التعامل مع الآخرين حتى أنه لا يستطيع أن يحب زوجته وعائلته.
  3. الخمول وكثرة الأضرار والمشاكل المادية مما يشكل تحديا جديدة في الأسرة.
  4. جنون العظمة بسبب آثار نشوة تعاطي الحشيش مما يؤثر سلبيًا على العلاقة ويجعل المدمن يشعر بالشك والاستياء من الآخرين.
الخلاصة

سلوكيات مدمن الحشيش قد تدمر علاقاته الاجتماعية والأسرية ولن تعود كما كانت من قبل بسبب التغير الجذري في الصفات والمؤدي إلى اضطراب طبيعة شخصيته كما وضحنا في المقال، لذلك يجب اتخاذ القرار والتفكير في طلب علاج الإدمان، من أجل زوال ذلك الاضطراب وإلا سيستمر مدمن الحشيش في سلوكه الخطير وقد يصل إلى ارتكاب الجرائم والقتل خاصة إذ تناول مخدرات أخرى مع الحشيش.

للكاتبة/ د. منار أحمد

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.

أ / هبة مختار سليمان (أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر

– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

اكتب ردًا أو تعليقًا