تعرف على خيارات علاج الأمراض النفسية المختلفة

يعاني معظم المرضى النفسيين من مشاكل كثيرة بسبب مرضهم وتعتبر عدم قدرتهم على التكيف مع مرضهم من أبرز المشاكل التي يواجهها المرضى ويسعون دائمًا إلى العلاج. سوف نذكر في هذا المقال طرق وأنواع علاج الأمراض النفسية التي يمكن أن تساعد على معالجة الاضطرابات النفسية الخطيرة.

ما هي الاضطرابات النفسية؟

الاضطرابات النفسية هي حالات تؤثر على تفكير وشعور الشخص بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على مزاجه وسلوكه. قد تكون هذه الاضطرابات عرضية أو مزمنة، وقد تؤثر على قدرة المريض على التواصل مع الآخرين ومتابعة حياته اليومية بشكل طبيعي. ولا يوجد سبب واحد للإصابة بها، بل هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تسهم في حدوثها مثل: الجينات والتاريخ المرضي للعائلة، التعرض لسوء المعاملة وخاصة في مرحلة الطفولة، اختلالات في كيمياء الدماغ، تعرض الأم للفيروسات أو المواد الكيميائية السامة أثناء الحمل، بالإضافة إلى الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة مثل السرطان فقد يسبب ذلك اضطرابات نفسية خطيرة.

تعتبر الاضطرابات النفسية شائعة جدًا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يصاب واحد من بين خمسة أشخاص باضطراب في الصحة النفسية، ويوجد أكثر من 200 نوع من الاضطرابات النفسية، وأكثرها شيوعًا ما يلي:

  •  القلق.
  •  نقص الانتباه وفرط الحركة.
  •  طيف التوحد.
  •  الاكتئاب.
  •  اضطرابات الأكل.
  •  الوسواس القهري.
  •  الفصام والاضطرابات الذهانية الأخرى.
  •  اضطرابات تعاطي المخدرات، بما في ذلك إدمان المخدرات والكحول.

إذا كنت تعاني من اضطراب نفسي ويؤثر على حياتك بشكل سلبي، من المهم الحصول على تشخيص من قِبل طبيب متخصص في اضطرابات الصحة النفسية حتى تحصل على العلاج المناسب لحالتك، فهناك خيارات علاجية كثيرة يمكن أن تساعدك في التخلص من مرضك النفسي.

طرق علاج الأمراض النفسية

تتعدد خيارات معالجة الأمراض النفسية والاضطرابات العقلية ويمكن أن تشمل العلاج النفسي، والدوائي وغيرها من الطرق الأخرى.

طرق علاج الامراض النفسية

العلاج النفسي

يعتبر العلاج النفسي من أهم خيارات العلاج المتاحة للمريض النفسي، حيث يساعد المريض على التعبير عن ما يشعر به، وما يدور في ذهنه من أفكار مع طبيب نفسي متخصص، إذ يساعد ذلك المتخصص على فهم الأعراض التي يعاني منها المريض وتشخيص الحالة بشكل سريع والتعامل معها بطريقة صحيحة. يمكن أن يتم العلاج النفسي داخل المستشفيات أو العيادات الخاصة.

العلاج النفسي يمكن أن يقلل من الشعور بالضيق المرتبط بالأعراض النفسية التي يمر بها المريض، ويمكن أن يساعد حتى في الحد من الأعراض نفسها. ويستغرق العلاج النفسي في كثير من الأحيان عدة شهور اعتمادًا على حالة المريض.

تشمل أنواع العلاج النفسي واضطرابات الصحة العقلية ما يلي:

العلاج السلوكي المعرفي(CBT):

يحاول الطبيب من خلاله تطوير طريقة تفكير المريض وتصرفاته، حيث أن هذا النوع من العلاج  يدرس كيف يمكن لأفكار الشخص ومشاعره وسلوكه أن تجعله يقوم بأشياء سلبية وغير مفيدة. عادة ما يتضمن العلاج السلوكي المعرفي قيام المريض بأداء مهام محددة خارج جلسات العلاج.

العلاج النفسي التفاعلي(IPT):

يدرس هذا النوع كيف يمكن لعلاقات الشخص وتفاعلاته مع الآخرين أن تؤثر على أفكاره وسلوكياته ومشاعره. قد تسبب العلاقات الصعبة توترًا لشخص ما يعاني من مرض نفسي، وتحسين هذه العلاقات قد يحسن من نوعية حياتهم.

العلاج السلوكي الجدلي(DBT):

هو علاج يستخدم بشكل عام للأشخاص الذين يعيشون مع اضطراب الشخصية الحدية، ولكن يمكن أن يكون مفيدًا في بعض الأمراض النفسية الأخرى، حيث يساعد هذا العلاج المريض على إدارة مشاعره القوية بشكل أفضل، والتأقلم مع الضيق، والسيطرة على الغضب، وتحسين العلاقات.

العلاج الدوائي

العلاج بالأدوية مفيد جدًا وخاصةً للأشخاص الذين يعانون من أنواع معينة من الاضطرابات النفسية، أو الذين قد يعانون من أعراض أكثر حدة، حيث تقوم هذه الأدوية بتغيير المواد الكيميائية في الدماغ، وتقلل من حدة الأعراض. وغالبا ما توصف الأدوية جنبًا إلى جنب مع العلاجات النفسية أو أنواع أخرى من الدعم.

وتشمل الأدوية المستخدمة في علاج بعض الأمراض النفسية ما يلي:

  • الأدوية المضادة للاكتئاب: يمكن وصف هذه الأدوية بالاشتراك مع العلاجات النفسية لعلاج أعراض بعض الاضطرابات النفسية بما في ذلك القلق والاكتئاب والرهاب وبعض اضطرابات الأكل.
  • مضادات الذهان: تستخدم في الغالب لعلاج أعراض الذهان، على سبيل المثال، أعراض الفصام والاضطراب ثنائي القطب، كما يمكن وصفها أيضًا للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق المزمن.
  • الأدوية المثبتة للمزاج: مفيدة للأشخاص الذين يعيشون مع الاضطراب ثنائي القطب، ويمكن أن تساعد هذه الأدوية في الحد من تكرار الاكتئاب والحد من نوبات الهوس.

من المهم جدا تناول هذه الأدوية حسب إرشادات الطبيب الخاص بك، وعليك ألا تتوقف أبداً عن تناول الدواء لأي مرض نفسي دون استشارة الطبيب.

علاجات بديلة للأمراض النفسية

عادةً ما يعالج الأطباء حالات مثل الاكتئاب، والقلق، واضطراب ما بعد الصدمة بمزيج من الأدوية والعلاج النفسي. قد تساعد بعض العلاجات البديلة المريض النفسي على إدارة الأعراض التي يشعر بها، وقد تشمل:

العلاج بالأعشاب:

قد تساعد بعض الأعشاب في علاج الاضطرابات النفسية مثل عشبة الكافا، سانت جون، وحشيشة الهر حيث تساهم هذه الأعشاب في تخفيف أعراض القلق والتوتر والاكتئاب ولكن يمكن أن يكون لها آثار جانبية مثل بعض الأدوية لذلك عليك استشارة الطبيب قبل استخدامها.

اليوجا:

فهي رياضة جسدية وعقلية وروحية تتكون من سلسلة من الحركات والوضعيات الجسدية التي تركز على العقل، فقد يوصي الأطباء بها كعلاج إضافي بجانب العلاج النفسي والدوائي للمصابين بالكآبة، الفصام، اضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.

المكملات الغذائية:

حيث يستخدم بعض المرضى أوميجا 3 التي قد تخفف من أعراض الاكتئاب، وتعمل على استقرار المزاج، في حين أثبتت بعض الدراسات أن أي دليل قاطع على قيمتها في علاج الاضطرابات النفسية.

بالإضافة إلى ما سبق فهناك من يستخدم علاجات بديلة أخرى مثل الوخز بالإبر، التأمل، والمساج. ولكن عليك استشارة الطبيب قبل تناول أية أعشاب أو علاجات بديلة لأنه يمكن أن يؤثر على الأدوية الأخرى. كما يجب أن تضع في اعتبارك أن ما ينفع الآخرين قد لا ينفع في علاجك وقد يتسبب في تفاقم المشكلة لديك.

دور تحفيز الدماغ في علاج الأمراض النفسية

هناك بعض الأمراض النفسية التي يمكن ألا تتحسن بالأدوية وطرق العلاج التقليدية، ففي بعض الحالات قد يوصي الطبيب المعالج بعلاج لتحفيز الدماغ.

تم اعتماد طرق تحفيز الدماغ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عبر استخدام أجهزة تساعد على تغيير الطريقة التي تعمل بها المواد الكيميائية في الدماغ وتعالج الأعصاب والخلايا الأخرى مما يساهم في تنظيم تواصل البنية العصبية للمريض وتخفيف حدة الأعراض والاضطرابات. ومن الأمثلة على ذلك التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)، والعلاج الكهربائي (ECT) هو إجراء آمن يرسل التيارات الكهربائية في الدماغ وهذا يسبب تغيرات في الدماغ يمكن أن تحسن أو تعكس الأعراض المزعجة.

الخلاصة

هناك العديد من الأشخاص الذين يتم تشخيصهم بأن لديهم مرض نفسي، وهناك العديد من طرق علاج الأمراض النفسية ومن أهم هذه الطرق العلاج النفسي، العلاج بالأدوية، وهناك بعض الحالات التي لا تستجيب لهذه العلاجات ويوصي الطبيب في هذه الحالات بالعلاج الكهربائي أو التحفيز المغناطيسي، هذه العلاجات لا يمكن استخدامها بدون استشارة الطبيب وتشخيص دقيق للحالة للحصول على أفضل النتائج للعلاج.

ا. ندي شيحه

الأسئلة الشائعة

ما مدى فعالية علاج المرض النفسي بالقرآن؟

للقرآن الكريم دور كبير في علاج الاضطرابات النفسية حيث أن للقرآن الكريم قوة تؤثر في النفس الإنسانية، فالقرآن كلام الله خالق النفس البشرية ويعلم ما يريحها، وقد ورد في القرآن الكريم الكثير من الآيات التي تؤكد تأثيره في الراحة النفسية وتحقيق الطمأنينة للإنسان، ولكن يكون هذا بجانب العلاج النفسي والعلاج ببعض الأدوية كما ذكرنا في المقال، وذلك لأن بدون تطبيق العلاج النفسي في مركز متخصص لن يستطيع المريض التخلص من مرضه النفسي.

هل المريض النفسي يرجع طبيعي بعد العلاج؟

نعم، يمكن أن يرجع المريض النفسي طبيعي بعد العلاج إذا تم تشخيصه مبكرًا وعلاجه بشكل صحيح داخل مركز متخصص في الطب النفسي، ويعتبر مركز دار الهضبة من أفضل المراكز المتخصصة في الطب النفسي ويمكنك التواصل مع المركز من خلال هذا الرقم 01154333341 وسوف تحصل على المساعدة اللازمة.

ما هي مدة علاج الأمراض النفسية؟

لا يوجد مدة ثابتة لعلاج الاضطرابات النفسية، حيث تختلف مدة العلاج وعدد الجلسات على حسب كل حالة ففي بعض الحالات يستمر العلاج من ٦ إلى ٨ شهور، وهناك حالات تحتاج سنة لإتمام العلاج، وأحيانًا في بعض الحالات المزمنة قد يمتد العلاج لعدة سنوات.

كيف أعالج نفسي من مرض نفسي؟

يقوم الكثير بالبحث عن طرق فعالة لعلاج المرض النفسي من تجارب الآخرين دون الذهاب إلى الطبيب، ولكن في حقيقة الأمر لا يمكن علاج أي مرض نفسي بدون طبيب، وذلك لأن المرض النفسي هو مرض عقلي مزمن وليس مرضًا بسيطًا يؤثر على المريض فقط بل يؤثر على أسرته والمجتمع. من جانب آخر هناك بعض الخطوات التي يمكنك القيام بها وتطبيقها تساعد في تعزيز نتائج العلاج النفسي بشكل أسرع منها اتباع نظام غذائي صحي، ممارسة التمارين الرياضية، الحصول على قسط كافي من النوم، التعرف على أصدقاء جيدين، التطوع بوقتك في مساعدة أشخاص آخرين، وتعلم كيفية إدارة المشكلة النفسية التي تمر بها.

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.

أ / هبة مختار سليمان
أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر – تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

عرض

اكتب ردًا أو تعليقًا