مراحل وطرق علاج الإدمان من النالوفين

انتشر الاعتماد على دواء نالوفين بين أوساط الشباب مما دفع الكثير منهم للاستفسار عن كيفية علاج الإدمان من النالوفين، وعلى الرغم من الاعتقاد بأنه ذو إمكانية منخفضة لإساءة الاستخدام، إلّا أن مفعول النالوفين المهدىء للآلام المتوسطة والشديدة  جعله ذو تأثير نفسي يشبه الكوكايين، حيث دَرج استخدامه بعد الخضوع للجراحات والإجراءات الطبية المؤلمة، حيث يُعدّ من أدوية ناهضات الأفيون. سنتحدث في هذا المقال عن علاج إدمان النالوفين، حيث سنتطرق في البداية للتحدث عن النالوفين وتحليل المخدرات ومدّة بقائه في عينات الجسم،  وطرق علاج إدمانه حيث يساعد الإلمام بهذه المعلومات في تفادي مخاطره والابتعاد عن إساءة استخدامه.

هل يظهر النالوفين في تحليل المخدرات

يعود سوء استخدام دواء نالوفين  إلى تأثير مادته الفعالة نالبوفين هيدروكلوريد والتي تُثبط عمل الجهاز العصبي المركزي، حيث يُعدّ ناهض أفيوني شبه صناعي مرتبط بفئة Oxymorphone، هذا ويتم إعطاء حقن نالوفين تحت الجلد أو عن طريق الوريد أو في العضل بواسطة طبيب أو ممرضة وذلك مرة كل 3 إلى 6 ساعات حسب شدّة الحالة الطبية، حيث يبدأ تأثير النالوفين خلال 2 إلى 3 دقائق من بعد حقنة الوريد، بينما يحتاج التأثير 15 دقيقة عند الحقن تحت الجلد أو العضل.

يتراوح نصف عمر الدواء 5 ساعات بالتالي يستغرق خروجه من الجسم ما لا يقل عن 10 ساعات، بينما يتم استقلابه عن طريق الكبد، ويخرج عن طريق البول والبراز، هذا ويَتم كشف دواء النالوفين في عينة البول خلال 3 أيام،  وفي عينة الدم خلال 24 إلى 48 ساعة، بينما يبقى في عينة الشعر مدّة 90 يوم،  إن تناول منتجات المسكنات الأفيونية ينطوي على خطر الإدمان حتى لو تم استخدامها طبياً بالشكل المناسب، حيث أن استخدام حقن النالوفين لمدة تزيد عن بضعة أيام ثمّ التوقف المفاجئ عن تناوله، قد يُسبّب مواجهة الجسم أعراض انسحابية مختلفة،  قد تتطور هذه الأعراض حسب شدّة تعاطي النالوفين مما يتطلب تقليل الجرعة تدريجياً والخضوع إلى علاج تحت إشراف طبي.

بالرغم من تشابه المواد الأفيونية شبه الصناعية مع المركبات الأفيونية الطبيعية فقد لا تكتشفها لوحة فحص الأدوية، حيث تتطلب إجراء اختبار أكثر تحديداً، كما أنّه لا يمكن اكتشاف وجودها في الجسم إلا لفترة محدودة وذلك يتعلق بما يلي:

  • نوع المادة الأفيونية المستخدمة
  • كمية الاستخدام.
  • مدى تكرار الاستخدام
  • نوع عينة الاختبار
  • الوزن والعمر وبعض العوامل الخاصة بالمريض.
  •  كيفية تفاعل الجسم مع الدواء.
  •  التغذية وتناول أدوية أخرى.

يستطيع اختبار فحص المخدرات ذو التسع لوحات كشف معظم الأدوية الأفيونية الشائعة، حيث يمكن تحليل النالوفين وإجراء فحص المخدرات في المستشفى أو ضمن عيادة الطبيب أو المختبر، كما يمكن شراء اختبار فحص الأدوية عبر الإنترنت وإجرائه في المنزل عبر استخدام عينة من البول أو اللعاب أو الشعر، حيث يُعدّ فحص أولي وفي حال كانت النتائج إيجابية يجب إعادة التحليل في المختبر لتأكيد النتيجة.

علاج الإدمان من النالوفين

يتم التخلص من إدمان النالوفين عبر الخضوع للعلاج الطبي المناسب، يختلف مسار التعافي من إدمان النالوفين من شخص إلى آخر، وقد يتضمن برنامج العلاج دمج مستوى أو أكثر من طرق العلاج، يمر هذا البرنامج بعدّة مراحل وهي ما يلي:

علاج الإدمان من النالوفين

تقييم حالة المريض الطبية:

يتم تحديد شدة الاضطراب عبر مراقبة الأعراض التي ظهرت خلال آخر 12 شهر، حيث يتم اعتباره اضطراب خفيف عند ظهور اثنين إلى ثلاثة أعراض، بينما يظهر في الإضطراب المتوسط حوالي أربعة إلى خمسة أعراض، وفي الحالات الشديدة تظهر ستة أعراض أو أكثر.

التخلص من السموم:

يتم إيقاف تناول الدواء وسحب سمومه من الجسم عبر تقليل كمية الجرعة بشكل تدريجي، يُصاحب ذلك بدء الأعراض الانسحابية، يتم التعامل مع هذه الأعراض في الحالات الخفيفة بشكل طبيعي دون الحاجة للأدوية عبر اتباع السلوكيات التالية:

  • اتباع تقنيات الإلهاء للحدّ من الرغبة الشديدة للدواء
  • تجنب المحفّزات والابتعاد عنها.
  • تغيير روتين الحياة عبر ممارسة الرياضة بانتظام والحصول على قسط كافي من النوم.
  • شرب الماء بكثرة وتناول طعام مغذي ومتوازن.

يتم علاج الأعراض الانسحابية الشديدة عبر دمج الاستشارة السلوكية مع الأدوية المناسبة وهو ما يُعرف بالعلاج بواسطة الأدوية، حيث يتم استخدام الأدوية التالية:

  • الميثادون الذي يحدّ من الرغبة في تناول الدواء، إلى جانب تقليل أعراض الانسحاب
  • النالتريكسون الذي يحدّ من مشاعر النشوة والبهجة المرافقة لتناول الدواء، مما يمنع حدوث انتكاس لاحقاً.

لا ينبغي تناول هذه الأدوية بدون إشراف طبي منعاً لحدوث تداخلات، حيث يتم الخضوع لهذا العلاج تحت الإشراف الطبي ومراقبة الطبيب الخاص والذي يُقرر الدواء المناسب لحالة المريض.

العلاج النفسي ودعم التعافي:

يحتاج المريض الخضوع إلى علاج عقلي وعاطفي من الإدمان على المواد الأفيونية،  من أشكال العلاج النفسي تقديم علاج سلوكي الذي يُساعد في تعليمه كيفية إدارة مشاعر الاكتئاب والحد من الرغبة في تناول الدواء، وكيفية حلّ المشاكل الاجتماعية التي يواجهها، تتضمن العلاجات السلوكية ما يلي:

  • الإرشاد الفردي
  • الاستشارة الجماعية أو العائلية
  • العلاج المعرفي.

منع الانتكاس بعد التعافي:

يستمر العلاج حتى بعد التعافي لمنع حدوث انتكاس، وذلك من خلال تقديم رعاية تفقدية للمريض عبر حضور مواعيد الجلسات الفردية او الجماعية بحضور الاستشاري النفسي، مع الاستمرار في برامج الرعاية الذاتية التي تقدم الدعم المعنوي الذي يحتاجه المتعافي.

هل يمكن علاج مدمن النالوفين في المنزل؟

يتم إعادة تأهيل المريض إما في المنزل او في مراكز إعادة التأهيل الداخلية، يمكن علاج ادمان النالوفين في المنزل في الحالات الخفيفة، وذلك عبر تقليل جرعة الدواء بشكل تدريجي حتى التخلص منها تماماً، والالتزام بالجلسات العلاجية ضمن المراكز الخارجية تحت إشراف دكتور ادمان النالوفين، ننصح بالتوجه إلى مستشفى دار الهضبة والاستفادة من خبرات طاقمها الطبي، حيث يُعدّ كلاً من الطبيب أمجد العجرودي  والطبيب هشام عبد الفتاح والطبيبة شيماء عمان من أهم دكاترة علاج إدمان النالوفين تحت إشراف الدكتور أحمد مصطفى مدير مستشفى دار الهضبة التخصصي في علاج حالات الإدمان.

بالرغم من إمكانية العلاج في المنزل، إلا أنّ معظم الناس لا يستطيعون الاستغناء عن العلاج في المراكز الداخلية بسبب طبيعة الإدمان القهرية، حيث يُسبّب حدوث الانتكاس عودة الإدمان من جديد، إلى جانب وجود بعض أعراض الانسحاب التي قد تُسبّب مضاعفات صحية خطيرة في حال لم يتم علاجها مثل الجفاف الناجم عن القيء والإسهال، لذا يُنصح بشرب الكثير من السوائل أثناء العلاج في المنزل وذلك لتعويض الجسم الرطوبة التي يفقدها.

يمكن الحصول على المساعدة اللازمة عبر التواصل مع الطاقم الطبي على الرقم التالي 01154333341.

الخلاصة

إلى هنا نكون قد انتهينا من مقال علاج إدمان النالوفين حيث تحدثنا عن إمكانية كشف النالوفين ضمن تحليل المخدرات، وكيفية علاج الإدمان منه عبر الالتزام بمراحل العلاج تحت الإشراف الطبي، يساعد معرفة التأثيرات التي يتسبب بها إساءة استخدام النالوفين في تجنيب الجسم هذه الآثار السلبية، كما يساعد الالتزام بتناول الدواء وفق توصيات الطبيب في تفادي هذه المراحل.

للكاتبة / ا. رشا

الأسئلة الشائعة

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.

أ / هبة مختار سليمان (أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر

– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

اكتب ردًا أو تعليقًا