الإقلاع عن إدمان الكيميكال وكيفية منع الانتكاس

فبراير 05, 2025

الإقلاع عن إدمان الكيميكال يتطلب المساعدة الطبية المتخصصة من مركز علاجي متخصص في علاج حالات اضطراب تعاطي المواد المخدرة، حيث يتم العلاج وفق خطة علاجية فعالة وناجحة تتوافق مع احتياجات الفرد الشخصية، وتشتمل على برامج مختلفة للتخلص من جميع الآثار السلبية النفسية والجسدية والسلوكية الناتجة عن إدمان الكيميكال، وفي مقال اليوم سنتحدث عن إدمان الكيميكال والبرامج المتخصصة للعلاج وبعض النصائح لتعزيز التعافي ومنع الانتكاس، فتابعوا معنا القراءة.

نظرة شاملة على إدمان الكيميكال

إدمان الكيميكال ينتج عن الاعتماد النفسي والجسدي على المخدر بسبب الاستخدام المتكرر والمنتظم، ومن أبرز أسباب إدمان الكيميكال التعرض لضغوط نفسية ومشاعر سلبية مثل الاكتئاب، التوتر، والقلق مما يدفع الأشخاص للهروب من تلك المشاعر السيئة وتعاطي المخدر، كما أن ضغط الأقران وأصدقاء السوء والتواجد ببيئة غير متزنة أو مستقرة ينتشر بها تعاطي المخدرات والصراعات والنزاعات الأسرية وغياب الرقابة الأبوية  يمكن أن يدفع ببعض الأشخاص للإدمان. 

ومن أهم أعراض إدمان الكيميكال: الحاجة المستمرة لتعاطي المخدر والرغبة الشديدة في ذلك، زيادة الجرعة تدريجيًا للحصول على نفس التأثير، الشعور بأعراض انسحابية شديدة عند محاولة الإقلاع عن المخدر أو تأخير الجرعة، الاستمرار في التعاطي رغم العواقب الوخيمة للمخدر.
ومن أكثر طرق تعاطي الكيميكال شيوعًا الاستنشاق، التدخين، أو حقن المادة مباشرة خلال مجرى الدم.

البرامج العلاجية المتخصصة للتعافي

الإقلاع عن تعاطي الكيميكال يحتاج إلى برامج علاجية متخصصة وتحت إشراف طبي مكثف ومؤهل للتعامل مع حالات الإدمان والاضطرابات النفسية الناتجة عن التعاطي، ومن أهم  برامج علاج ادمان الكيميكال الرئيسية ما يلي:

برامج سحب السموم

برامج سحب السموم هي مجموعة من التدخلات العلاجية تهدف إلى إدارة التسمم الحاد وأعراض الانسحاب التي تظهر عند التوقف عن المخدر لتطهير الجسم من السموم، وتسعى هذه البرامج إلى تقليل الضرر الجسدي الناتج عن إساءة استخدام العقاقير أو المواد المخدرة، ويتم الخضوع لهذا البرنامج بشكل أساسي بعد إجراء فحص طبي جسدي وإجراء تقييم نفسي للمريض، ومن ثم يتم وضع برنامج علاجي دوائي متخصص في تخفيف أعراض الانسحاب وتقليل الرغبة في التعاطي تحت إشراف طبي مكثف لمراقبة الحالة وضمان استقرارها.

برامج العلاج النفسي

يعد العلاج النفسي للإدمان أمر ضروري للغاية للتخلص من الاضطرابات النفسية الناتجة عن التعاطي وكذلك الأسباب النفسية المؤدية لحدوث الإدمان، ويتم ذلك من خلال برامج علاجية نفسية متخصصة في معالجة الجوانب التي لا يمكن علاجها بالأدوية فقط، وتأتي هذه التدخلات من خلفيات نظرية مختلفة وتهدف إلى الحد من تعاطي المخدرات مع تحسين الأداء النفسي والشخصي والمهني والاجتماعي، ويشمل برنامج العلاج النفسي عدة مراحل مثل المقابلات التحفيزية، مجموعات من 12 خطوة، العلاج السلوكي المعرفي، العلاج السلوكي الجدلي، وكذلك العلاج الأسري.

يمكن أن يكون العلاج النفسي تجربة تحويلية حيث يقدم لك الدعم والتوجيه في مواجهة مجموعة من التحديات المتعلقة بالصحة النفسية والعقلية، مثل اضطرابات التوتر والقلق والاكتئاب والاضطرابات المزاجية الحادة وغيرها من أمراض الصحة النفسية والعقلية المؤدية والناتجة عن التعاطي، حيث يساهم العلاج في تحديد الأسباب الجذرية للحالة النفسية والتعرف على أنماط التفكير السلبية وتطويرها، من خلال تطوير استراتيجيات التأقلم الفعالة في الحفاظ على الصحة النفسية.

برامج العلاج الجماعي

وهي عبارة عن برامج تشتمل على عدة جلسات تضم مجموعة دعم يقودها أقران لهم نفس التجارب، حيث يتبادل الأعضاء تجاربهم ويدعمون بعضهم البعض في رحلة تعافيهم من الإدمان، وتعتبر هذه المجموعات فعالة في العلاج بشكل كبير حيث تعزز الشعور بالدعم والانتماء والتشجيع مما يقلل من مشاعر العزلة، وتعزز كذلك من تحسين مهارات التواصل وبناء شبكة دعم اجتماعي فعالة في المساعدة على تحفيز وتشجيع الأشخاص نحو التمسك بالتعافي.

برامج التعديل السلوكي

يعتبر العلاج السلوكي مرحلة أساسية في علاج الإدمان، وبالرغم من وجود العلاجات التكميلية الأخرى مثل العلاج الشامل والأدوية، إلا أن معظم حالات التعافي من الإدمان تدور حول أنواع مختلفة من العلاج السلوكي، حيث تساهم برامج تعديل السلوك على تعديل السلوكيات السلبية والمواقف المرتبطة بالإدمان، ويهدف العلاج السلوكي إلى تقديم حلول علاجية فردية بناءً على حاجة المريض، مساعدة المرضى على تقييم أفكارهم ومعتقداتهم، مع تعزيز المهارات الحياتية اللازمة للتعافي من الإدمان، ومن أهم أنواع برامج العلاج السلوكي المتبعة هي العلاج السلوكي المعرفي، العلاج السلوكي الجدلي، العلاج السلوكي العاطفي العقلاني، المقابلات التحفيزية، وجلسات العلاج السلوكي لأزواج وأسر الحالات، حيث تساهم هذه الأنماط المختلفة من العلاج السلوكي في توفير نهج مكثف وشخصي لعلاج الحالات.

تتكامل هذه البرامج العلاجية لتوفير علاج شامل يساعد الأفراد على التعافي من الإدمان، ومنع الانتكاس، وتحقيق حياة متوازنة وصحية.

اقرأ المزيد عن : تأثير الكيميكال على الجسم

كيف تعزز من التعافي وتمنع الانتكاس؟

هناك عدة خطوات ونصائح صحية تعزز من التعافي وتقي من حدوث الانتكاسة، وتشمل:

  1. اتباع نمط غذائي صحي ومتوازن خلال الوجبات، بحيث يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي تعزز مناعة الجسم.
  2. الحرص على ممارسة بعض التمارين الرياضية بشكل يومي.
  3. الانضمام إلى بعض الأنشطة الترفيهية والاجتماعية الجديدة مع أصدقاء داعمين.
  4. الحصول على قسط كافي من النوم يوميًا.
  5. التعامل مع الاضطرابات النفسية وضغوط الحياة بشكل صحي وعدم استخدام أي وسائل غير آمنة لتحسين جودة الحياة.
  6. المداومة على حضور جلسات الدعم الجماعي بعد إتمام العلاج.
  7. المواظبة على بعض الأدوية التي يصفها الطبيب بعد مرحلة العلاج.
  8. البعد عن محفزات الإدمان مثل الأماكن والأشخاص التي تثير رغبتك في التعاطي.

وإلى جانب تلك النصائح فإن دور الأسرة والمحيطين لدعم المتعافي أمرًا ضروريًا للحماية من الانتكاس، ويأتي ذلك من خلال الرقابة الأبوية الداعمة من خلال توفير بيئة عائلية خالية من محفزات الإدمان، مع الحفاظ على تقوية الروابط الأسرية والتخلص من الخلافات والنزاعات التي تثير الرغبة في الهروب من الضغوط النفسية.

للكاتبة/ د. .مروة سلامة

الخلاصة

الإقلاع عن إدمان الكيميكال أمرًا صعبًا للغاية ويتطلب تكاتف المؤسسة العلاجية مع الأسرة والمجتمع في ظل وجود إرادة وعزيمة قوية من المدمن للوصول للتعافي التام، ومن الضروري إكمال جميع مراحل العلاج والحفاظ على تعليمات الطبيب والأدوية الموصوفة حتى بعد التعافي، وذلك لمنع حدوث أي انتكاسة والحفاظ على التعافي المستدام، ويتمكن مركز الهضبة من مساعدتك في التخلص من إدمان الكيميكال بكل سهولة وفي أسرع وقت لما لدينا من نخبة مؤهلة وذو خبرة عالية من الأطباء والممرضين، فقط تواصل معنا على الرقم التالي 01154333341.

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.

أ / هبة مختار سليمان (أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر

– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

اكتب ردًا أو تعليقًا