الإقلاع عن حبوب الاكستاسي واستعادة الجسم لحيويته

ما هو اضطراب تعاطي الاكستاسي؟

يرجع إدمان الاكستاسي إلى إساءة الاستخدام والتأثير الفعال للعقار وقدرته على تعزيز نشاط النواقل العصبية الإيجابية الخاصة بالحب والسعادة، مما يتسبب في ارتفاع شديد في النشوة والعواطف الإيجابية، لذا يُعرف الاكستاسي بحبوب السعادة لكن يبقى تأثيره الإيجابي محدودًا لفترة وجيزة. 

فعند استخدام الإكستاسي لفترة طويلة، يصبح الدماغ معتمدًا عليه للحصول على هذه المشاعر الإيجابية، وعند التوقف عن تعاطيه تبدأ أعراض الانسحاب في الظهور، إذ يحاول الدماغ  استعادة قدرته على حفظ التوازن العصبي الخاص بالنواقل العصبية المسببة للسعادة، مما يتسبب في شعور المدمن بنوبات حادة من الاكتئاب والقلق.

ومع الاستمرار في تناول العقار دون استشارة الطبيب، تبدأ أعراض إدمان حبوب السعادة في الظهور والتي من أبرزها:

1. الشعور بالطاقة لفترات طويلة. 
2. تضخم الثقة بالنفس.
3. المشاعر الإيجابية. 
4. اتساع حدقة العين.
5. عدم وضوح الرؤية.
6. عدم الشعور بالألم.
7. الرغبة في التلامس الجسدي بصورة غير مبررة.
8. اضطرابات في النوم.
9. جنون العظمة. 
10. الاندفاع.
11. تشنج في حركة الأسنان.
12. توتر العضلات.
13. جفاف الفم.
14. الارتباك.
15. التعرق.
16. تفاقم الرغبة الجنسية.
17. زيادة المشاعر أو الشعور بالحب بصورة مفاجئة. 
18. اختزال مشاعر القلق والاكتئاب طوال فترة استخدام الإكستاسي. 

تعددت أسباب إدمان الاكستاسي ومنها إساءة الاستخدام وعدم الالتزام بتعليمات الوصفة الطبية، مع بعض الأسباب الأخرى كالتالي:

1. الرغبة في الشعور بالنشوة والسعادة. 
2. سهولة الحصول على الاكستاسي وتداوله بين الشباب.
3. صعوبة تجاوز مرحلة أعراض الانسحاب عند الرغبة في الإقلاع عنه.
4. السعر المنخفض مقارنة بالمواد المخدرة الأخرى.

اقرأ المزيد عن: ماذا تفعل حبة النشوة  في الجسم

خطوات الإقلاع عنه وتحقيق الاستقرار النفسي

كثيرًا ما تختلف البرامج العلاجية من مستشفى إلى آخر ومن بلد إلى آخر، وقد تتفق في بعض السمات وتختلف في البعض الآخر، لكن حتى الآن لا توجد برامج علاجية متخصصة في علاج إدمان الاكستاسي بالتحديد، لكنه في الغالب يتم اعتماد برامج سحب السموم والعلاج السلوكي لعلاج إدمان المواد المخدرة بصورة فعالة، ومن أهم خطوات علاج الادمان على الاكستاسي ما يلي:

سحب السموم 

يعتمد برنامج سحب السموم على منع المريض من تناول العقار نهائيًا مع السيطرة على أعراض الانسحاب وتخفيف آلامها عليه بأفضل صورة ممكنة، وذلك باستخدام المسكنات والمهدئات التي تتناسب مع الحالة الصحية له، ومن أبرز أدوية علاج إدمان الاكستاسي:

1. باسط العضلات: والتي تستخدم في تخفيف نوبات التشنج وفرط النشاط وصرير الأسنان والتي تتسبب في حالات حادة من تآكل الأسنان. 
2. خافض الحرارة: تعمل الأدوية الخافضة للحرارة على تثبيط تأثير الاكستاسي على الجهاز العصبي الذي يتسبب في ارتفاع درجة حرارة الجسم والجفاف بسبب التعرق المفرط.
3. وقد تتطلب في أغلب الأحيان بعض التقنيات الأكثر فاعلية مثل الكمادات ورش الماء على الجسم أو غمس المريض في أحواض الثلج، كذلك يتطلب تناول السوائل والأدوية الخاصة بمعالجة الجفاف لتجنب الإصابة بالجفاف الذي قد يسبب الوفاة.
4. مضادات الاكتئاب: تعمل مضادات الاكتئاب على معادلة النقص الحاد في النواقل العصبية الناجم عن تعاطي إكستاسي وتخفيف نوبات التقلبات المزاجية والقلق واللامبالاة.
5. المهدئات (البنزوديازيبينات): تساهم المهدئات في الحد من مشاكل القلق والسلوك الاندفاعي والحد من السلوكيات العدوانية.
6. الفحم المنشط: قد يكون غسيل المعدة أو تناول الفحم المنشط إجراء ضروري في بعض الحالات خاصة عند تناول جرعات زائدة أو دمج الاكستاسي مع مواد مخدرة أخرى.

العلاج السلوكي المعرفي CBT 

يعمل العلاج السلوكي المعرفي على تحديد وتعديل الأفكار والعواطف والسلوكيات التي أدت إلى إدمان الإكستاسي، وتعلم المهارات اللازمة للتعامل مع العوامل المسببة للانتكاس والتغلب على الشعور بالتوتر أو الشعور بالخزي بسبب تعاطي الإكستاسي.

العلاج الجماعي

يستهدف العلاج الجماعي تشجيع المتعافي على التفاعل مع غيره وتكوين صداقات جديدة وكسر حاجز الخوف والخزي من الآخرين، عبر الاستماع إلى تجارب بعضهم البعض واستعراض قدرتهم على تجاوز الصعاب في رحلة التعافي من إدمان الاكستاسي. 

خدمات العيادات الخارجية 

توفر العيادات الخارجية خدمة العلاج عن بعد عبر توفير البروتوكولات العلاجية والمتابعة النفسية مع إقامة المريض في بيئة آمنة تحت السيطرة الطبية لتلقي العلاج، وقد يتطلب علاج العيادات الخارجية جلسات علاج طويلة قد تمتد إلى عدة ساعات يوميًا أو أسبوعيًا تبعًا لشدة حالة المريض.

المتابعة بعد العلاج

تعتبر المتابعة النفسية بعد العلاج سببًا رئيسيًا في إجهاض أي محاولة للانتكاس وذلك عبر تعزيز إرادة المتعافي والتعرف على مواطن القوة والضعف في شخصيته، وتعزيز قدرته على مقاومة المغريات عبر برامج المتابعة والاستشارة الفردية ومجموعات العلاج الجماعي.

هل يمكن الوصول للتعافي من الاكستاسي في المنزل؟

لا يمكن علاج إدمان الاكستاسي في المنزل في أغلب الأحيان، إذ يفتقر المنزل عادة إلى القدرة على مراقبة المريض طوال فترة العلاج لحظة بلحظة، كذلك لا يمكن السيطرة على حالات الهياج التي تنتابه بسبب أعراض الانسحاب العنيفة الناجمة عن سحب أثر الإكستاسي في الدماغ، والتي من أبرزها الأعراض النفسية التي يصعب على غير المختصين التعامل معها وتقديرها مثل الاكتئاب.

يلزم أيضًا الإشراف الطبي في التعامل مع المضاعفات القلبية أو الدماغية أو الكلوية أو الكبدية أو الرئوية، والتي كثيرًا ما تظهر على المريض دون تمهيد، وقد يساهم العلاج بالأعشاب في تخفيف رحلة العلاج الشاقة على المريض عبر تزويد الجسم بالسوائل والمواد الفعالة المهدئة، التي تساهم في تخفيف وطأة مرحلة أعراض الانسحاب مثل النعناع والشمر والهندباء.

استعادة النشاط البدني والعقلي لتعزيز مسيرة التعافي 

لاستعادة النشاط البدني والعقلي يجب الالتزام بالمتابعة الجسدية والنفسية التي يحددها المختصين لتجاوز تلك المرحلة والاندماج مرة أخرى مع المجتمع، فجلسات العلاج النفسي والتعديل السلوكي قادرة على القضاء على أي أعراض مزعجة، كما يجب تحفيز المريض وتدعيم إرادته من خلال:

1. ممارسة التمارين الرياضية. 
2. تناول الطعام الصحي.
3. النوم عدد ساعات كافية بشكل منتظم.
4. شرب السوائل الصحية.
5. تكوين الصداقات الجديدة.
6. ممارسة الأنشطة الجماعية.
7. البعد عن الأشخاص والأماكن المحفزة للإدمان.

اقرأ المزيد عن: تنظيف الجسم من الاكستاسي

للكاتبة/ د. ايمان سلام