تجارب مدمنين على الكيميكال من الفضول للتعافي

فبراير 05, 2025

نستعرض لكم خلال السطور التالية بعض من تجارب مدمنين على الكيميكال، وما المخاطر التي سببها لهم وكيف أثر المخدر على حياتهم وكيف تغلبوا على تلك المخاطر وتغيرت حياتهم للأفضل وتمكنوا من الوصول للتعافي التام، حيث يُعد الكيميكال واحدًا من أخطر المواد المخدرة التي تؤثر على حياة متعاطيها وعلى المجتمع بأكمله، لذا قررنا أن تحذركم منه بالتحدث معكم عن أبرز هذه القصص فتابعوا القراءة.

من الفضول إلى الإدمان الكامل

يروي هذه القصة شاب في مقتبل العمر يقول " أنا مدمن على كيميكال بدأت تجربتي له من خلال الفضول والرغبة في تجربة شيء جديد، لقد اعتدت على السهر برفقة أصدقائي وخلال سهرة من تلك السهرات وجدتهم يتبادلون تدخين سيجارة بها مادة مخدرة تأخذهم لعالم آخر، فأراهم يضحكون ويستمتعون وينفصلون عن العالم، كنت أرفض دائمًا أن أجرب هذه الأشياء ولكن الفضول جذبني إليها هذه المرة، وتبادلت معهم الأنفاس وشعرت بمزيج غريب من المشاعر التي لم أعهدها من قبل، فانتابني الشعور بالنشوة والسعادة مع الاسترخاء وثقل في الجسم وتغير الإدراك ومرور الوقت ببطء شديد، ودخلت في حالة من الهلوسة ورأيت وسمعت أشياء لم يكن لها وجود.

بعد تلك التجربة الفريدة أصبحت لدي الرغبة في تكرارها وأصبحت أتعاطاها كل ليلة، ولكن الغريب في الأمر أن مشاعر النشوة والسعادة كانت زائفة ولم تدم طويلًا، وبعد تكرار الاستخدام لم تمنحني مثل الشعور الأول وبدأت أحتاج إلى المزيد والمزيد منها حتى أحصل على تأثير يرضيني، وبعد فترة من الاستخدام ظهرت علي بعض أعراض إدمان الكيميكال مثل الرغبة الملحة والشديدة في التعاطي، عدم القدرة على التوقف عن تعاطي المخدر، الشعور بأعراض انسحابية مؤلمة عند تأخري في تناول الجرعة أو التوقف عن المخدر، وخلال محاولتي للتوقف انتابتني تلك الأعراض الانسحابية المؤلمة والمؤرقة مثل الصداع الشديد، التعرق المفرط، آلام شديدة بالجسم، قلق واكتئاب حاد، ورغبة ملحة في العودة للتعاطي فأسرعت بالعودة لتدخينها وباءت محاولاتي للتوقف بالفشل.

وخلال ليلة من تلك الليالي التي أتعاطي فيها شعرت باختناق وضيق شديد في التنفس ولم أتحمل الأمر فطلبت المساعدة من عائلتي على الفور، حيث تم اصطحابي إلى مركز دار الهضبة لعلاج حالات الإدمان، وهناك خضعت للعلاج تحت إشراف طبي متخصص وتجاوزت مرحلة الخطر بأمان تام، ومن خلال جلسات العلاج النفسي والسلوكي وجلسات إعادة التأهيل وصلت للتعافي التام، وبفضل جلسات المتابعة المستمرة بعد العلاج مازلت بكامل صحتي وأحصل على كامل الدعم لمنع حدوث أي انتكاسة".

ضغوط الحياة والسبيل إلى الإدمان

يروي هذه التجربة شاب ثلاثيني عاطل عن العمل يقول "تجربتي للإدمان نتجت عن ضغوط الحياة التي تعرضت إليها فأنا شاب أبلغ من العمر 34 عام ولا أجد وظيفة مناسبة، كما أن حالتي المادية متدنية وتراكمت علي الكثير من الأعباء والديون ولم أجد سوى المقاهي لأجلس بها من حين لآخر، حيث أجتمع مع رفقاء السوء ممن سحبوني لتلك التجربة المؤذية، حيث عرض علي أحدهم أن أتعاطي هذا المخدر اللعين لأتخلص من تلك الضغوط والأعباء، وفي لحظات من الضعف وفقدان الشغف استجبت له وبدأت بالتعاطي والذي كان في باديء الأمر ملاذًا لي من كل المشاكل والضغوط ولكن سرعان ما انقلب الأمر على عقبيه وأصبحت أعاني من تبعاته ومخاطره كما أنني لم أعد أتحمل حتى تكلفة شرائه.

لقد عزمت على الإقلاع عنه بمفردي حتى وإن لزم الأمر أن أغلق على نفسي غرفتي، فقمت بالتوقف عنه وبدأت أعاني من ويلاته أكثر وأكثر فأصابتني أعراض جسدية ونفسية مرهقة وعلت صرخاتي من ويل ما أعانيه، لقد آثار الأمر قلق والدتي فبادرت بمعرفة ماهية الأمر، وقمت بإخبارها بحقيقة إدماني وأنني لم أستطع تحمل ما أعانيه بمفردي، فبادرت بنقلي إلى مستشفى متخصص لعلاج الإدمان، وبدأت رحلة العلاج من الكيميكال والتي كانت درسًا حقيقيًا تعلمت منه الكثير والكثير.

لم تكن رحلة علاجي فقط مقتصرة على علاج الإدمان بل غيرت الكثير من المفاهيم السلبية والنفسية التي كنت أعاني منها والتي كانت سببًا في إدماني، حيث خضعت لجلسات مكثفة من العلاج السلوكي والنفسي وجلسات إعادة التأهيل والتي بفضلها أستطعت أن أتعلم مهارات جديدة وأطور من استراتيجيات التعامل مع تحديات الحياة، لقد خرجت من المستشفى شخصًا آخر شغوف بالحياة ومقبل على العمل، والتحقت بوظيفة جديدة وعاهدت نفسي على عدم الاستسلام للفشل والإدمان مجددًا".

اقرأ المزيد عن: تنظيف الجسم من الكيميكال

للكاتبة/ د. مروة سلامة

الخلاصة

من خلال عرض قصص حقيقية وتجارب مدمنين على الكيميكال يتضح لنا أن هذا النوع من المخدرات الاصطناعية يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة النفسية والجسدية للأشخاص، فهذه القصص برزت لنا الآثار السلبية والتحديات التي تعرض لها متعاطي تلك المادة، وكيف تمكنوا من التغلب عليها من خلال الاستعانة بمركز دار الهضبة لعلاج حالات اضطراب تعاطي المواد المخدرة والتأهيل النفسي، وإذا كنت ترغب في التخلص من إدمان الكيميكال أو غيره من المواد المخدرة، فعليك أن تسرع في التواصل معنا في دار الهضبة لتجد الكثير من الخدمات الطبية المميزة في انتظارك، فقط اتصل على الرقم التالي في أي وقت 01145333341.

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.

أ / هبة مختار سليمان (أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر

– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

اكتب ردًا أو تعليقًا