تجارب متعافين من إدمان الابتريل والنجاة من الفخ
يناير 16, 2025
نذكر تجارب متعافين من إدمان الأبتريل لتعكس لكم كيف يمكن أن يتحول الاستهتار بتعليمات الأطباء إلى مصيبة كبرى، وعدم استخدام الأدوية تحت الإشراف الطبي يؤدي تجربة مؤلمة يمكنها أن تدمر حياة صاحبها، هذه التجارب بمثابة ناقوس خطر يدق لكل من يقرأها للتأمل وأخذ العظة وتناول الأدوية بوصفة طبية مع الالتزام بها، وإليكم هذه التجارب.
التجربة الأولى: فقدت عملي وكدت أفقد حياتي
يقول أحمد موظف أمن يبلغ من العمر 35 عام بدأت تجربتي مع إدمان الأبتريل بعد أن فقدت وظيفتي، إذ فوجئت في يوم بقرار التخلي عني من شركتي التي أعمل بها، وبعد فترة من الوقت بدأت أعاني من تراكم الديون وأصبحت مهددًا بالطرد من بيتي، فبدأت أصاب بنوبات من القلق الشديد التي تطورت إلى اضطرابات في النوم واشتدت إلى نوبات الهلع التي تصيبني كلما دق أحد الباب.
توجهت إلى الطبيب فوصف لي الابتريل وكان بمثابة معجزة، فعندما تناولت أول حبة هدأ عقلي وأحسست براحة لم أشعر بها منذ فترة ونمت نومًا عميقًا، وفي الصباح شعرت ببعض الدوخة والغثيان وصعوبة السير وهي من أضرار أبتريل التي أبلغني بها الطبيب ولكني ما زلت هادئًا كما كنت.
بعد فترة لم تعد تعطيني الحبة نفس الشعور لذا بدأت أزيد الجرعة دون استشارة الطبيب وأصبحت حياتي تدور حول تناول الدواء وتوفيره، وشجعني على ذلك سعر أبتريل المنخفض، حيث يصل سعر العلبة إلى 45 جنيه فقط وسهولة الحصول عليه بالوصفة الطبية التي أملكها.
بدأت أفقد تركيزي وقدرتي على الحديث الصحيح وبدأت أشعر بالاكتئاب وانعزلت عن أسرتي وأصدقائي، لذا حاولت التوقف عن تناول الابتريل لكنني عانيت أعراض انسحاب شديدة تشمل التعرق والارتعاش واضطرابات النوم والقلق، ومن هنا عدت إلى تناوله مرة أخرى، وبدأت أزيد الجرعات إلى أن تناولت في يوم واحد جرعة كبيرة من الدواء، فظهرت أعراض الجرعة الزائدة من أبتريل على الفور وشعرت بضيق في صدري وفقدت الوعي.
بداية الوعي ورحلة العلاج
أفقت بعد يومين في المستشفى وفوجئت أنني أصبت بغيبوبة قصيرة وكدت أفقد حياتي نتيجة الجرعة الزائدة لذا اتخذت قراري بالعلاج، وبدأت أبحث مع زوجتي وأهلي عن مركز متخصص لعلاج الإدمان، واستقر رأينا على دار الهضبة للدعم النفسي وعلاج الإدمان وبالفعل توجهنا إلى هناك.
في المركز كان التعامل بمنتهى الاحترافية وبدأ بتاريخي المرضي ومعرفة الأسباب التي دفعتني إلى الإدمان والجرعات ومدة التعاطي، ثم بدأ الطبيب يشرح مراحل العلاج التي بدأت بمرحلة سحب السموم ثم تلقي العلاج والدعم النفسي وحضور مجموعات الدعم.
في النهاية أوصاني الأطباء بتطوير عادات صحية تساعدني على تخطي الفترة السابقة وعدم الانتكاس، وهنا أنا الآن متعافي أشعر بقيمة الحياة وأقدر كل فرصة أتيحت لي لإتمام رسالتي.
اقرأ المزيد عن: علامات تعاطي الابتريل
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
القصة الثانية: حاولت تخطي النوبات فسقطت في فخ الإدمان
يقول صاحب القصة أنا هيثم أعاني من نوبات الهلع التي هاجمتني بعد تعرضي لحادث سير نجوت منه أنا وأطفالي بأعجوبة، وبعدها أصبحت لا أفارق غرفتي إلا للذهاب إلى العمل ثم أعود منه إليها مرة أخرى، وفي لحظة ضعف، عندما كنت أشعر بالعزلة، جاءني صديقي القديم وجلس معي في الغرفة وعرض عليَّ وسيلة تساعدني في التخلص من القلق والهواجس التي أعاني منها وتخرجني من هذه الحالة والغرفة التي أحبس نفسي بها، ألا وهي حبوب ابتريل.
لم يكن لديَّ القدرة على التفكير بعقلانية في ذلك الوقت، فأخذتها ظنًا مني أنها الحل الأمثل لحالتي، وهنا تناولت الحبة الأولى، وسرعان ما شعرت بنوع من الاسترخاء الذي لم أعهده منذ فترة طويلة، كأنها تعيدني لحياتي الطبيعية، لكن مع مرور الوقت بدأت أضرار ابتريل تظهر.
التدهور بعد الحبة الأولى
لم يكن الابتريل مجرد حل مؤقت للقلق ونوبات الهلع بل أصبح هو المحور الذي يدير حياتي، في البداية كانت الحبة تهدئ من روعي وتمنحني نومًا هادئًا لكن سرعان ما فقدت تأثيرها، ومع تزايد الجرعات بدأ جسدي يعاني من التوتر المستمر، ضيق التنفس، والهلوسة، وأصبحت أتناول الدواء بشكل متزايد دون أن أعي حجم الخطر الذي يهددني، لم تكن الأعراض الجانبية تقتصر على الجسد فقط بل امتدت لتؤثر على عقلي وحالتي النفسية.
وقعت في فخ الإدمان
مرت أشهر عديدة وأنا في دائرة مفرغة وأصبح الإدمان على الأبتريل واقعًا لا مفر منه، وبدأت أتناول أكثر من حبة يوميًا، حتى وصل الأمر إلى خمس حبات، وكلما ازدادت الجرعات، زادت الأضرار التي تشمل: مشاكل في الذاكرة، اضطرابات النوم، والقلق المستمر، حتى أنني بدأت أفقد الاتصال بالواقع، وكأنني في عالم آخر بعيدًا عن الحقيقة.
الوصول إلى نقطة التحول
في أحد الأيام، بينما كنت في أسوأ حالاتي الصحية والنفسية، أعلنت الشركة التي أعمل بها عن إجراء تحليل مخدرات لجميع العاملين، وهنا كانت تجربتي مع تحليل أبتريل محفوفة بالقلق الشديد، فأنا أعرف أنني مدمن عليه لكني لا أعلم هل يظهر في تحليل المخدرات أم لا وخشيت من انكشاف أمري، لذا تقدمت بطلب إجازة طويلة.
أدركت حينها أنني لا أستطيع الاستمرار في هذا الطريق فحاولت التوقف عن تعاطي الدواء لكن الأعراض الانسحابية كانت شديدة لدرجة أنني لم أستطع تحملها، فقد كان الألم والاضطراب يتصاعدان، وبحثت عن مساعدة عاجلة.
العلاج في مركز دار الهضبة
لجأت إلى مركز دار الهضبة بعد أن أوصاني بها أحد المقربين، وكان ذلك هو بداية نقطة التحول في حياتي، ففي هذا المركز تم تشخيص حالتي ووضع خطة علاجية شاملة للتخلص من الإدمان.
خلال فترة العلاج، تم سحب السموم من جسدي تحت إشراف طبي دقيق، وتمت مراعاتي بشكل كامل مما سهل عليَّ التكيف مع الأعراض الانسحابية وتخطي المرحلة بكل سهولة، ولم يكن العلاج مجرد سحب للسموم، بل شمل أيضًا الدعم النفسي والتأهيل السلوكي، الذي ساعدني على فهم نفسي وتعلم كيفية التعامل مع التوتر والقلق.
التعافي والاستمرارية
خلال الفترة التالية، بدأت في استعادة قوتي العقلية والجسدية، وتعلمت كيفية إدارة حياتي وتجنب العوامل التي قد تؤدي إلى الانتكاسة، بدأت ألتزم بنظام غذائي صحي، أمارس الرياضة، وأشارك مشاعري مع عائلتي وأصدقائي.
وها أنا الآن مدمن متعافي تعلمت من هذه الرحلة الصعبة أن الطريق إلى التعافي ليس سهلًا، لكنه ممكن إذا كان لديك الدعم والرغبة في التغيير.
اقرأ المزيد عن: علاج الإدمان على الابتريل
للكاتبة/ د. غادة هيكل
الخلاصةتجارب متعافين من إدمان الأبتريل تعكس لنا حقيقة أن الوقوع في فخ الإدمان ليس النهاية، بل بالإرادة والتحدي يمكن أن يكون بداية للبحث عن التغيير والتعافي، كذلك من الضروري الحصول على المساعدة المتخصصة للعلاج والعودة إلى الحياة الطبيعية في مركز متخصص لعلاج الإدمان مثل مركز دار الهضبة، ويمكنك التواصل معه في أي وقت على الرقم التالي 01154333341.
تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
أحدث المدونات
فبراير 04, 2025
فبراير 04, 2025
فبراير 04, 2025
يناير 27, 2025
يناير 27, 2025
يناير 26, 2025