حكايات متعافين من الكوكايين وكيف نجحوا في العلاج
يوليو 14, 2024
حكايات متعافين من الكوكايين هي قصص حقيقية وتجارب واقعية تبين التحديات التي واجهها العديد من الأشخاص في أثناء رحلة التعافي، وكيف تمكنوا من تحقيق النجاح والتغلب على الإدمان، واستعادة حياتهم وأحلامهم من جديد، نقدم لكم تلك الحكايات على ألسنة أصحابها.. لنعرف كيف وقوعوا في الإدمان وكيف تخلصوا منه.
الحكاية الأولى: قصتي مع الكوكايين والعلاج المنزلي
اسمي يامن، نشأت في أسرة فاحشة الثراء، وكنت الابن المدلل والأصغر بين ست أخوات، أنا شخص خجول للغاية وأشعر دائمًا بصعوبة في تكوين صداقات والانخراط مع المجتمع، حتى أنني كنت أتعرض دائمًا للتنمر في المدرسة وكذلك بين أخوتي، بدأت قصتي مع الكوكايين في فترة المدرسة الثانوية، في تلك الفترة تعرفت على صديق جديد ولكنه على عكس الباقيين كان لطيفًا في التعامل معي، وبدأنا نخرج سويًا كل أسبوع، أخبرني أنه كان يعاني مثلي من الوحدة والتنمر حتى وجد الحل الذي يغنيه عن التعامل مع مثل هذه السخافات، في البداية كان متخوفًا من إخباري ولكن مع إصراري أخبرني بالحقيقة، لقد كان يتعاطى الكوكايين ويهرب به من ألم العزلة ويقاوم به التنمر، لم أتردد لحظة أن أطلب منه التجربة، كنت أعتقد أنها مجرد مرة واحدة فقط، لكنني كنت مخطئًا، لقد كانت البداية، ظللت مدة طويلة أتعاطى الكوكايين مع صديقي لأهرب إلى عالم الخيال وأتخيل نفسي شخصًا مختلفًا ومحبوبًا بين الناس، مرت 7 سنوات وأنا على هذا الحال.
ظللت على هذا الحال إلى أن تعرضت أسرتي لضائقة مالية ولم أتمكن من الحصول على النقود التي اعتدت الحصول عليها من قبل، وبالتالي لم أستطع الحصول على جرعتي المعتادة، أدركت حينها حجم مشكلتي، كنت على وشك الانهيار حينما بدأت أعراض انسحاب الكوكايين في الظهور وبالطبع اكتشفت عائلتي الأمر، كانت صدمة بالنسبة لهم، اقترح أبي أن نتوجه إلى أحد المستشفيات المتخصصة، لبدء العلاج على الفور، لكن أمي لم تكن متحمسة للفكرة، كانت تريد بقائي في المنزل للاطمئنان عليّ، واقترحت تجربة العلاج المنزلي، وافق أبي على رغبتها وبدأنا محاولة علاج إدمان الكوكايين بالاعشاب وتشمل هذه الطريقة إضافة الأعشاب والنباتات الطبيعية إلى النظام الغذائي في صورة أطعمة أو مشروبات، بما في ذلك: الثوم، والهندباء والعرق سوس والجنسنج، والنعناع والزعتر وجميعها أعشاب طبيعية تحتوي على مضادات الأكسدة التي تساعد في تخليص الجسم من السموم، بالإضافة إلى أنها تمتلك خواص مهدئة تساعد في مواجهة أعراض الانسحاب، ومع ذلك لم ينجح الأمر ولم أستطع التغلب على أعراض الانسحاب بمفردي في المنزل، لذلك اتخذ أبي قرارًا حاسمًا بالتوجه إلى مركز دار الهضبة لعلاج الإدمان.
بعد مقابلة أحد أطباء المركز، وبعد أن شرحنا له الحالة، أخبرنا أن استخدام الأعشاب الطبيعية كإحدى طرق التخلص من الكوكايين ليس كافيًا، كما أنه يحمل مخاطر عالية، لأن الأعشاب وحدها ليست طريقة آمنة لمقاومة أعراض الانسحاب، وبذلك قد يتعرض الشخص للانتكاس ويعود مرة أخرى للتعاطي، بسبب عدم توفر علاج طبي للتخفيف من أعراض الانسحاب، وقد تزداد الحالة سوءًا، وأن طريقة العلاج الصحيحة تكون فقط في المستشفيات المتخصصة حيث يخضع الشخص لبرنامج علاجي متكامل للتخلص من الكوكايين. والآن أنا متعافي منذ 3 سنوات وتخلصت من كابوس الإدمان وأعيش حياة طبيعية، لقد كانت رحلة طويلة، ولكن اليوم أنا فخور بنفسي وممتن للآخرين الذين ساندوني ودعموني خلال الرحلة.
لا تترد في التحدث معنا وطلب استشارة مجانية
الحكاية الثانية: تعاطيت المخدر وأدمنته
اسمي أيمن، أنا مدمن كوكايين متعافي، الإدمان بالنسبة لي أصبح يعني الخسارة، من خلاله فقدت علاقاتي الأساسية مع عائلتي وأصدقائي، فقدت وظيفتي، وأموالي، وصحتي، وحريتي تقريبًا، لكن الخسارة الأكبر كانت لمبادئ، عندما كنت صغيرا، كان لدي روح وحماس للحياة، لقد نشأت على قيم ومبادئ صارمة رباني عليها والدي الذي كان يعمل مدرسًا، نشأت على النزاهة والشرف، لكن مع الإدمان ذهب كل شيء، ليس دفعة واحدة، ولكن شيئًا فشيئًا منذ تعاطيت الكوكايين لأول مرة، في البداية، كنت سعيدًا بالتعاطي، كانت الجرعة تخفف عني الكثير من الضغوطات والأعباء وتشعرني بالنشوة والسعادة، واستغرق الأمر أسابيع قليلة فقط لتتمكن المخدرات من السيطرة عليّ، في النهاية أصبحت مدمنًا لا يمكنني التوقف عن التعاطي، وما زاد الأمر سوءًا أنني لجأت إلى السرقة لتوفير النفقات التي أحتاجها للحصول على الجرعة بانتظام، كنت أسرق أي شيء وأي شخص.. أسرق مجوهرات زوجتي وأمي وأسرق النقود من أبي، وأسرق هواتف زملائي في العمل، بدأت زوجتي تشك في أمري بعد اختفاء العديد من المقتنيات من المنزل، خاصة مع ظهور أعراض تعاطي الكوك لدي وتتضمن: اتساع حدقة العين وسيلان الأنف ونزيف الأنف المستمر والتعرق الزائد وفقدان الشهية، وسرعة دقات القلب وقلة الحاجة إلى النوم والأرق وارتفاع درجة حرارة الجسم، وارتفاع ضغط الدم، لم تتحمل زوجتي وتركت المنزل، بدأت أعاني من اكتئاب شديد وشعرت بالعزلة واليأس، قضيت كل وقتي في الحصول على الكوكايين أو تعاطيه، لا يهمني شيئًا آخر، لقد فقدت حياتي الزوجية، وانتهت مسيرتي المهنية، لم أعد قادرًا حتى على الرد على اتصال تليفوني.
ثم حدث أفضل شيء منذ بداية هذه المأساة، زارني صديق لي يعمل طبيبًا كان قلقًا بسبب غيابي الذي طال وعدم إجابتي على الهاتف، فقرر زيارتي في منزلي، صارحته بمشكلتي سمعني بإنصات حتى النهاية، أخبرته أنني أرغب في التعافي لكنني لا أعرف كيف أتخلص من المخدر، صمت قليلًا ثم أخبرني أن الحياة لم تنتهي وأن بإمكاني العلاج والبدء من جديد واستعادة حياتي، حددنا موعدًا للذهاب سويًا إلى أحد أفضل مراكز علاج الإدمان مركز دار الهضبة، لأبدأ رحلة العلاج، وهناك خضعت لبرنامج علاجي مكثف للتعافي من إدمان الكوكايين، وعندما انتهيت من برنامج التعافي، كانت حياتي قد تحولت تماماً، أصبحت أكثر وعياً بتأثيرات الإدمان، وأكثر تقديراً لصحتي، نجحت في الحصول على وظيفة مرة أخرى وتمكنت من بناء علاقات صحية مع أصدقائي، كما أنني استعدت حياتي الأسرية وعادت زوجتي إلى المنزل، والأهم أنني استعدت هويتي وقيمي التي نشأت عليها، لقد كانت تجربة شاقة، لا أنكر ذلك، ولكن بفضل الدعم الشامل الذي تلقيته في المركز، تمكنت في النهاية من التخلص من إدمان الكوكايين، إنه لشرف لي أن أشارك قصتي من أجل مساعدة الآخرين.
الحكاية الثالثة: كيف تخلصت من الإدمان
اسمي يمنى، شاهدت العديد من قصص مدمنين على الكوكايين على صفحات الإنترنت ولم أدرك يومًا أنني سأكون واحدة منهم في يوم ما، لقد كنت طالبة متفوقة، ورياضية، أحب القراءة وأحلم بأن أصبح محامية أو خبيرة في الاقتصاد، في فترة المراهقة، انفصل والداي، وبدأت مشاعر غاضبة من الشعور بعدم الأمان تتسلل إلى حياتي، بدأت في التعاطي للمرة الأولى بشكل ترفيهي مع بعض الأصدقاء عندما كنا في رحلة صيفية، كوسيلة لتخدير بعض المشاعر التي تلازمني، اعتقدت أن ذلك هو الحل الأمثل لتجاوز أمر انفصال أبي وأمي، وعلى الرغم من علمي بأضرار تعاطي الكوكايين إلا أنني لم أجد بديلًا عنه يساعدني في تخطي هذه المرحلة الصعبة من حياتي، مرت الأيام يومًا بعد الآخر وبالطبع لم أتمكن من الحصول على وظيفة فأنا فاقدة التركيز أغلب الوقت، كما تقدم إلى خطبتي أحد الأشخاص، كان شخص مثاليًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ذو خلق ومكانة عالية، وبالرغم من ذلك لم يكن بإمكاني الموافقة على الزواج منه، بالتأكيد سينكشف أمري وتعلم عائلتي بإدماني، اختلقت أعذارًا واهية للرفض، وقضيت ليلتي وأنا أبكي في غرفتي، لقد ضاعت حياتي خسرت الوظيفة التي كنت أحلم بها والشخص الذي تتمنى أية فتاة الزواج منه، انهارت حياتي كليًا.
في اليوم الثاني قررت مصارحة والدتي، لم يعد باستطاعتي التحمل أكثر من ذلك، كانت والدتي حكيمة للغاية في التعامل مع مشكلتي، توجهنا في اليوم التالي مباشرة إلى أحد المستشفيات المتخصصة في علاج الإدمان، بعد ما قضت والدتي ساعات طويلة في البحث عن أفضل مستشفى لعلاج الإدمان وتوصلت من خلال البحث بين تجارب واقعية على ادمان الكوكايين إلى اتخاذ القرار بالذهاب إلى مركز دار الهضبة، ومنذ اللحظة الأولى أدركت أنني في المكان الصحيح، شعرت بالراحة من حسن الاستقبال والمعاملة الحسنة من جميع أفراد المستشفى، ثم جلست مع طاقم طبي محترف بدأوا بتقييم حالتي الصحية والنفسية بعناية، كان هناك تركيز كبير على السلامة والراحة خلال هذه المرحلة الأولي، وأخبروني بالبرنامج العلاجي الذي سأخضع له، كما أعطوني نبذة عن طرق التخلص من إدمان الكوكايين المتبعة في المركز وتتضمن: العلاج السلوكي المعرفي، وهو طريقة لتأهيل الشخص لتجنب الانتكاس على المدى البعيد وتعليمه مواجهة التحديات والظروف التي خاضته إلى الإدمان، والعلاج الدوائي ويتضمن الالتزام ببعض العلاجات الطبية لتقليل أعراض الانسحاب، والدعم النفسي وهو أحد المحاور الرئيسية للعلاج ويتم من خلال مختصين في الطب النفسي لمساعدة الشخص على فهم دوافعه وأنماط التفكير الذي أدت به إلى الإدمان، واستراتيجيات التعامل معها بشكل صحيح لاجتياز هذه المرحلة الصعبة ومقاومة التأثيرات السلبية التي سببها الإدمان، حتى الوصول إلى التعافي التام، شعرت بالراحة بعد الحديث مع الطاقم الطبي وزاد اقتناعي بالعلاج، خاصة أنني كنت وصلت إلى نقطة لم يعد بإمكاني فيها مواصلة الصراع ضد إدمان الكوكايين بمفردي، وها أنا الآن انتهيت من البرنامج العلاجي وأستعد لبدء عام جديد من حياتي أعوض فيه ما ضاع من عمري في مرحلة الإدمان.
الخلاصةللكاتبة/ د. بسنتتعد حكايات متعافين من الكوكايين بوصلة ترشد الأشخاص المدمنين في طريقهم نحو التعافي، وتحفزهم على عدم الاستسلام، استعرضنا تجارب واقعية على ادمان الكوكايين يتضح منها أن الإدمان ليس نهاية الطريق، وأن التعافي ممكن، بشرط أن يكون الشخص مستعدًا للتغيير وأن يمتلك الإرادة لمواجهة التحدي، والأهم من ذلك وأن يجد المكان المتخصص المناسب الذي يساعده لمواجهة التحدي والتغلب على إدمانه، مثل المستشفيات المختصة في الطب النفسي وعلاج الإدمان، التي توفر برامج علاجية متكاملة لتوجيه الشخص للطريق الصحيح في رحلة الشفاء والتعافي.
تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.
– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.
أحدث المدونات
يناير 20, 2025
يناير 17, 2025
يناير 16, 2025
يناير 14, 2025
يناير 09, 2025
ديسمبر 15, 2024