أضرار المخدرات..هل النشوة المؤقتة تستحق تحمل تلك الأضرار الجسيمة؟

أصبح الكثير من الشباب، المُراهقين، وحتى البالغين العقلاء يقعون في فخ الإدمان، غير مكترثين بأضرار المخدرات إما من باب التهور والفضول لتجربة ماهو جديد، تأثراً بأصدقاء السوء أو أحد المقربين، أو حتى هرباً من ضغوطات الحياة المختلفة. ولكن هل فكر هؤلاء بالثمن الذي سيدفعونه مُقابل ذلك؟!.

هل تستحق النشوة المؤقتة أو حتى الهرب المؤقت من الضغوطات التي حتماً ستفوق وتواجهها تحمل الأضرار الجسيمة الناتجة عن التعاطي؟َ!! كل هذا جعلنا نشعر بضرورة توضيح هذه الأضرار وبلورتها، ليفكر الجميع ألف مرة قبل الوقوع في هذا الفخ لذلك احرص على قراءة هذا المقال بحرص وتركيز.

كيف يحدث الادمان؟ وهل يُمكن أن يحدث من أول مرة؟!

غالباً ما يبدأ الأمر بتناول الشخص المُخدرات من أجل التجربة، أو فضولاً منه ربما ف مناسبة أو في تجمع لأصدقاء السوء، ولكن تدفعه التجربة للتعاطي مرات  أخرى من أجل الشعور باللذةِ نفسها وهنا يكون قد وقع في الفخ.

فنحن نشعر بالسعادة لأسباب عديدة منها ممارسة الهواية المُفضلة، رؤية الأحبة، تناول الطعام، النوم، وغيرها. عند ممارسة هذه الأنشطة يُفرز الدماغ مادة كيميائية تُسمى الدوبامين، هذه المادة هي المسؤول الأول عن مشاعر السعادة التي نشعر بها. مع تعاطي المُخدرات لأول مرة تُفرز كمية كبيرة من الدوبامين تجعل المُتعاطي يشعر وكأنه يُحلق عالياً فيما يُعرف بالنشوة الناتجة عن التعاطي.

يُصبح الشخص مدمن على المخدرات مع تكرار التعاطي من أجل الحصول على هذه المشاعر الإيجابية، نتيجة حدوث خلل في مركز المُكافأة بالدماغ، فلا يتم إفراز الدوبامين إلا عند التعاطي، وهنا لا يُصبح الأمر إرادياً، ولكن يُصبح الشخص عبداً للمخدر، إذا لم يتناول الجرعة يشعر بمشاعر سلبية ربما تكون عنيفة تُعرف بأعراض الانسحاب.

أما عن إمكانية حدوث الإدمان من أول مرة فالإجابة نعم، يمكن أن يحدث الإدمان من المرات الأولى للتعاطي خاصة مع المخدرات القوية وتوفر عوامل أخرى مثل:

  • وجود تاريخ عائلي لتعاطي المخدرات.
  • تجارب مؤلمة سابقة.
  • وجود اضطرابات في الصحة العقلية مثل القلق أو الاكتئاب.
  • صغر السن.
  • طريقة التعاطي، فتأثير الحقن أسرع وأقوى من الطرق الأخرى.
  • نوع المُخدر.
  • الجرعة.

ما هي أضرار المُخدرات و التدخين على الفرد والمُجتمع؟

إن الأضرار التي تُسببها المُخدرات كثيرة ومتنوعة، ما بين أضرار جسدية، نفسية، وسلوكية، بل إنها تتخطى الفرد نفسه وتؤثر سلباً على المجتمع، وسنتناول فيما يلي توضيح أضرار المُخدرات على الفرد والمُجتمع:

اخطر اضرار المخدرات على الفرد والمجتمع

الأضرار الصحية:

وتتمثل تلك الأضرار في :

الجهاز الدوري

أما عن تأثير المُخدرات على القلب والأوعية الدموية، فهي تُسبب:

  • خلل في سرعة وعدد ضربات القلب.
  • ضيق الشرايين، وتصلبها.
  • عدوى تُصيب جدار الوريد نتيجة استخدام الحقن الملوثة.
  • ارتفاعاً كبيراً ومفاجئاً فى ضغط الدم ربما يصل إلى إنفجار شريان أو سكتة قلبية مُفاجئة تودي بحياة الشخص.

الجهاز الهضمي

تُسبب المُخدرات اضطرابات كثيرة في الجهاز الهضمي، ومنها:

  • فقدان المُدمن شهيته وبالتالي وزنه أو العكس، حسب نوع المُخدر.
  • الإصابة بالإسهال أو الإمساك.
  • تكرار حدوث الغثيان والقيء.
  • الانتفاخ.
  • ألم المعدة.
  • الإصابة بفيروس سي.
  • زيادة الجهد المبذول من قِبل الكبد لتكسير المُخدرات، مما ينتج عنه إرهاق الكبد، واحتمالية تليفه، أو فشله تماماً.

العين

تُسبب المخدرات اضطرابات في الرؤية، وتشوشها، وبعض المخدرات قد تصل إلى الإصابة بالعمى.

الجهاز التنفسي

أما عن الجهاز التنفسي فيكون التأثير الضار عليه كبيراً جداً مع المُخدرات التي يتم تدخينها، حيث ينتج عن ذلك:

  • السعال المزمن.
  • ضيق التنفس.
  • التهاب القصبة الهوائية.
  • تليف أو فشل الرئة، الذي قد يودي بحياة المدمن إذا لم يتم التدخل الجراحي فوراً.
  • سرطان الرئة أو جزء في مجرى التنفس.

الجهاز المناعي

للأسف تضرب المُخدرات جهاز المناعة وتُدمره على المدى الطويل، مما يُسهل:

  • تكرار الإصابة بالأنفلونزا والبرد.
  • سهولة إلتقاط الأمراض المُعدية.
  • الإصابة بالإيدز وأمراض الدم المناعية نتيجة الحُقن الملوثة بهذه الفيروسات.

الصحة الجنسية

تهدد المُخدرات الصحة الجنسية للمدمن حيث يُمكن أن يؤدي التعاطي إلى:

  • ضعف الانتصاب.
  • سرعة القذف.
  • موت الحيوانات المنوية.
  • العُقم.

الأضرار النفسية والعصبية

إن أول شئ يتأثر بالمخدرات في الجسم هو الجهاز العصبي، حيث تحدث تغييرات كُلِية في آلية عمل المخ والأعصاب من حيث إرسال الإشارات العصبية وترجمتها وينتج عن ذلك:

  • فقدان التركيز.
  • فقدان الذاكرة.
  • الأرق، وصعوبة النوم.
  • القلق.
  • يصبح إنسان غير واعي تماماً لما يحدث حوله.
  • فقدان الإحساس الجسدي تماماً.
  • عدم الاتزان.
  • تلعثم الكلام.
  • التشنجات المُتكررة.
  • عدم القدرة على إتخاذ قرار حكيم.
  • الإصابة بأمراض الصحة النفسية مثل الإكتئاب، الفصام، اضطراب الشخصية المزدوجة، أو غيرها من الأمراض التي تتطلب الخضوع للتشخيص المزدوج لعلاج كلا الإدمان والمرض النفسي جنباً إلى جنب.
    الهلوسات والأفكار الانتحارية.
  • يُصبح المُدمن غير قادر على التحكم في نفسه، أو ضبط أفعاله وانفعلاته، وربما يصل به الأمر إلى الإنتحار.

أضرار المُخدرات على المُجتمع والشباب

لا ينفرد المدمن بأضرار المخدرات وحده، وإنما تمتد أضرارها لتؤثر على الأسرة، البيئة المحيطة، والمجتمع بأكمله. ومن هذه الأضرار المُجتمعية:

  • إهمال المدمن لعمله، يؤدي إلى خسارة في القوة العاملة والأموال.
  • إهمال المدمن رعاية أسرته و تولي مسؤولياتهم، مما يُهدد استقرار الأسرة، واستمرار الحياة الأسرية الهادئة.
  • انعزال المدمن عن المُقربين، و رفض الزيارات العائلية.
  • القيادة تحت تأثير المُخدر، يزيد نسبة وقوع الحوادث المرورية، مما قد يودي بحياة آخرين، يُسبب عطلة مرورية، يزيد الضغط على المستشفيات. حيث تسببت المُخدرات في حوالي 16% من الحوادث المرورية العام الماضي في الولايات المُتحدة الأمريكية.
  • الضغط على السجون، نتيجة زيادة عدد المُدمنين المحكوم عليهم بالسجن.
الخلاصة

لا شك أن المُدمن يُصبح عبئاً على أسرته، وعلى المجتمع بأسره، فأضرار المخدرات لا تلحق به وحده. الأمر الذي يجعل المُخدرات مُجرمة قانونياً ومحرمة دينياً. لذلك إذا كنت أنت أو أحد أحبائك تُفكر في التعاطي، فلابد أنك تراجعت الآن بعد معرفة كل هذه الأضرار، أما إذا كنت قد وقعت في الفخ بالفعل فتواصل معنا فوراً عبر الواتس أب على الرقم 01154333341، وسيجيب كافة أسئلتك أحد أمهر الأطباء المُتخصصين في علاج الإدمان، وابدأ العلاج فوراً.

للكاتبة/ د. سمر غنيم

الأسئلة الشائعة

ما ضرر تدخين المُخدرات على المُحيطين؟

يُعرض دخان التبغ غير المباشر المُحيطين والمارة لما لا يقل عن 250 مادة كيميائية شديدة الضرر لهم، وخاصة للأطفال منهم .
يزيد التعرض اللاإرادي للتدخين السلبي من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، وسرطان الرئة. حتى لو كان هؤلاء الأشخاص لم يدخنوا قط.

ما ضرر المخدرات أثناء الحمل أو الرضاعة؟

يُسبب تعاطي المُخدرات أثناء الحمل والرضاعة مشاكل بالغة للجنين. حيث أنه قد يُعاني من:
أعراض الانسحاب بعد ولادته، وهو ما يسمى متلازمة الامتناع عن التعاطي الوليدي (neonatal abstinence syndrome). وتشمل الأعراض التشنجات، مشاكل النوم والتغذية، والرعشة.
يعاني بعض هؤلاء الأطفال من مشاكل في النمو،  مشاكل سلوكية،  وكذلك ضعف الانتباه والتفكير.
كذلك أثبتت الدراسات أن تناول المُرضع للمُخدرات يؤثر على الرضيع، حيث تصل المواد المخدرة إلى حليب الأم، ومنه للرضيع.

هل تُسبب المُخدرات انتشار الأمراض المُعدية؟

بالطبع، يتسبب تعاطي المخدرات في انتشار العديد من الأمراض، ومنها:
يتسبب حقن المُخدرات في 10% من حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV).
يعد استخدام المخدرات عن طريق الحقن أيضاً عاملاً رئيسياً في انتشار التهاب الكبد C.
سهولة إصابة المدمن بالبرد والأنفلونزا، يجعله مصدر عدوى للآخرين.
المخدرات مصدر للإصابة بالتهاب الغشاء المُبطن للقلب و الرئتين.

هل يُشكل تجريم المُخدرات رادعاً قوياً للمُتعاطين؟

بالطبع إن تجريم المُخدرات، وحرص رجال الشرطة على إجراء تحليل المُخدرات في الطُرق، يُشكل رادعاً قوياً للمدمنين، مما يُقلل من انتشار أضرار المُخدرات.

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.

أ / هبة مختار سليمان
أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر – تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

عرض

اكتب ردًا أو تعليقًا