أعراض إدمان الفودو الجسدية والسلوكية وكيف تتعامل مع المدمن

انتشر تعاطي وإدمان الفودو في الآونة الأخيرة بين الشباب والمراهقين كالنار في الهشيم، حيث دخل البلاد لأول مرة عن طريق عمليات التهريب في أواخر عام 2010 ومذّاك الحين والسلطات الرسمية ووزارة الصحة تخوض جهود ضخمة وملاحقة قضائية واسعة لكل من يساعد أو يُساهم في ترويج هذه المادة المخدّرة في الشارع المصري.

سنرشدك في هذا المقال كيف تعرف مدمن الفودو، مستعرضين في البداية مدى خطورته والأعراض التي تظهر على المتعاطي وصولاً إلى الإدمان، مع التنويه إلى أن العلم بهذه الأعراض وملاحظتها مُبكراً قد يُساهم في إنقاذ حياة هذا المدمن.

خطورة إدمان الفودو

يُعدّ الفودو مزيج يجمع عدّة مواد مخدرة بتراكيز مختلفة، وهو الاسم التجاري لعقار Pentedrone، والذي كان يستخدم كمسكن ألم للفيلة وغيرها من الحيوانات الكبيرة، لهذا يُصنّف الفودو من أشهر أنواع القنب الإصطناعي الذي يُسبّب تعاطيه حدوث مشاكل صحية خطيرة مع المريض، وعلى الرغم من التفاوت في شدتها بين تركيب وآخر حسب تراكيز المواد الداخلة في صنعها، إلّا أن الفعالية في البعض منها قد يتجاوز قوة الحشيش الطبيعي بمقدار 400 ضعف.

يتعرّض مستخدمي هذه المادة إلى مخاطر صحية جمّة وهذا ما أظهرته غرف الطوارئ في المشافي، حيث دخلها معظمهم بسبب التعرّض إلى تسمم حاد، إلى جانب حدوث مشاكل صحية خطيرة تتراوح ما بين السلوك العدواني والنوبات والذهان الحاد، مما يرفع من احتمالية الإدمان، كما تُعدّ المصادر التي تتحدث عن تسبب الفودو بالسرطان ما زالت محدودة، نتيجة الجهل بمكونات هذا المخدّر ودرجة نقاوته.

يعود البطء في حظر العقاقير المستخدمة لصنع الفودو إلى وجود استخدامات مشروعة لهذه الأدوية من الناحية الطبية، بالرغم من ذلك حذّرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من خطورة استهلاك القنب الإصطناعي وأشكاله المختلفة، لاحتواء البعض منه على سمّ الفئران ضمن مكوناته، وذلك لاعتقاد مصنّعي المخدرات أن سمّ الفئران يُساهم في إطالة مدة الشعور بالنشوة من خلاله، مما ينتج عنه تعرّض المتعاطي لتسمم وتلوث كبير قد ينتهي بالوفاة.

أعراض تعاطي مخدّر الفودو

تختلف الأسباب التي تدفع الشخص للتعاطي، حيث يندفع البعض من باب الفضول لتجربة المتعة التي يمنحها هذا العقار، أو لتقليد أقرانهم من الأصدقاء، وأحياناً للتعامل مع الإكتئاب والتوتر الذي تفرضه ظروف الحياة الصعبة، كما تختلف أعراض مخدر الفودو وتتباين من شخص إلى آخر، اعتماداً على كمية المادة التي تم تعاطيها، إلّا أنها ضارة بشكل عام وقد تؤدي إلى الموت، نذكر فيما يلي أهم علامات تعاطي الفودو الجسدية:

  • قلق
  • ضغط دم مرتفع
  • خفقان القلب وتسرّع دقاته.
  • آلام في البطن.
  • الغثيان والتقيؤ.

يمكن معرفة الشخص الذي يتعاطى ويستخدم الفودو من خلال ملاحظة علامات تعاطي الفودو السلوكية، حيث تتجلى كما يلي:

  • تغير الإدراك.
  • أعراض ذهانية مثل الهلوسة وجنون العظمة.
  • التشوش في الكلام.
  • البارانويا أو انعدام الثقة بالآخرين.
  • عدوانية.
  • ارتباك.
  • النوبات وتشنجات في الجسم.
  • ظهور أفكار انتحارية.

كيف تعرف مدمن الفودو عبر الأعراض التي يعاني منها؟

يحدث الإدمان نتيجة حدوث تغييرات في بنية الدماغ، حيث تُنشّط المادة المخدّرة مستقبلات الدوبامين في الدماغ والتي تمنح شعور النشوة، مع استمرار التعاطي على المدى الطويل أو تعاطي الفودو بكثافة تتغير بنية الدماغ بشكل كبير ويزداد الاعتماد على الفودو ويفقد المتعاطي السيطرة على مقدار تعاطيه من المادة، حيث يُعاني مدمن الفودو من ظهور أعراض الانسحاب بمجرد التوقف عن التعاطي، والتي تبدأ مباشرةً خلال اليوم الأول بعد الإقلاع ، وتزداد حدتها في غضون (48 إلى 72) ساعة، ثم تستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع حتى تتلاشى.

نذكر فيما يلي أبرز 10 علامات سلوكية تظهر عند إدمان مخدّر الفودو إذ يمكن التعرف على المدمن من خلالها:

أبرز أعراض ادمان الفودو السلوكية والجسدية

  • تقلبات مزاجية حادة ومتكررة.
  • ابتعاده عن الحياة العائلية والاجتماعية.
  • تجاهل النظافة الشخصية.
  • التصرف بسرية بعيداً عن الأنظار.
  • الاكتئاب.
  • القلق.
  • الشعور بالنعاس معظم الوقت.
  • الهيجان.
  • السلوك العدواني.
  • حيازة أدوات التعاطي في غرفته.
  • الرغبة في الإنتحار.

بينما تتلخص أعراض إدمان الفودو الجسدية بما يلي:

  • الصداع.
  • تعرّق غزير.
  • ضيق التنفس وتسرّعه.
  • ازرقاق بعض مناطق الجسم.
  • قلق.
  • بطء دقات القلب.
  • سيلان الأنف.
  • سرعة التنفس.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • رؤية مشوشة.
  • الارتعاش.
  • تقلّص الحدقة أو توسعها.
  • وخز وتنميل في الجسم.
  • آلام في البطن.
  • آلام في العضلات.
  • آلام في الصدر.
  • فقدان الرغبة في تناول الطعام.
  • اضطرابات في الجهاز الهضمي.
  • ضعف عام.
  • الغيبوبة.

يجدر الذكر إلى إعلان الوزارة عن إعدادها برنامج خاص لمعالجة مدمني الفودو وذلك تحت إشراف ومراقبة إدارة الصحة العقلية، إلى جانب الحدّ من تعاطي هذه المواد وضمان بيئة طبية وقانونية، يأتي هذا في ظل ارتفاع معدلات تعاطي القنب الاصطناعي في الآونة الأخيرة.

كيف تتعامل مع مدمن الفودو

قد يقع في الإدمان أخاك أو ابنك أو صديقك، تكمن صعوبة وخطورة الإدمان في انعكاس تأثيره على المدمن وكذلك محيطه الاجتماعي من العائلة والأصدقاء، وهو تحدي صعب يجب الخوض به بأقل الخسائر الممكنة، حيث يتوّرط المدمن في مشاكل مالية وقانونية أثناء تعاطيه إلى جانب سلوكه العدواني مع المحيط، لذا نوصي باتبّاع النصائح التالية في التعامل مع مدمن الفودو بعد معرفته واكتشاف إدمانه:

كيفية التعامل مع مدمن الفودو بطريقة صحيحة

  1. من الضروري التحدث مع المدمن بهدوء ورصانة دون إصدار الأحكام، وبعيداً عن الانفعال أواللوم أو أسلوب الوعظ والشعور بالشفقة، حيث لا ينوي أحد لأن يصبح مدمن.
  2. تحدث مع المدمن عن خطورة ما يقوم به باستمرار، حيث أنه في الأغلب غير قادر على استيعاب كل ما يُقال له، لا تنسى التأكيد له بأنك تحبه وقلق على سلامته.
  3. استمع له عندما يتحدث أو يشتكي دون أن تجادله أو تقاطع حديثه.
  4. استعد لحدوث حالة إنكار وغضب عارم من المدمن، حيث سيشعر بالعار عند مواجهته بسلوكياته الخاطئة، لذا اكتفي بالهدوء وعدم المجادلة.
  5. تجنّب تهديد المدمن أو معاقبته.
  6. افرض حدود وقواعد داخل المنزل في كيفية تعامل باقي أفراد الأسرة مع المدمن وخاصةً الأطفال والمسنين في سبيل الحفاظ على سلامتهم.
  7. ضع خطة احتياطية للتصرف في حال أصبح سلوك المدمن خطيراً عندما يكون منتشياً عبر الاستعانة بالأصدقاء أو المعالجين أو حتى الشرطة.
  8. عدم توفير المال للمدمن حيث تدعم بعض الأسر إدمان الفرد عبر تقديم النقود له، والتي يستعملها لاحقاً في شراء المخدّر، لذا قم بتقييد المساعدات المالية والأموال التي تصل إليه، وتوقّف عن دفع الغرامات أو أغراض البقالة عنه، مما يجبره لاحقاً على تغيير سلوكه.
  9. توقع أن تُجري العديد من المحادثات قبل أن يقتنع المدمن بالعلاج.
  10. شجع المدمن على ضرورة البدء بالعلاج وإعادة التأهيل والحصول على الدعم النفسي اللازم، قدّم له معلومات عن ذلك وحاول توجيهه باستمرار إلى ضرورة تلقّي علاج دون أن تنتظر منه وعداً بذلك.
  11. إبدأ بالبحث عن المراكز العلاجية المناسبة التي يمكن للمدمن أن يتشافى من خلالها.

وبدورنا ننصح بالتوجه إلى مستشفى دار الهضبة في حال وجود حالة تعاطي أو إدمان للفودو، حيث يُعتبر من أفضل المراكز الطبية المتخصصة للتخلص من الإدمان، وذلك لكافة أنواع المواد المهدئة والمخدرات، حيث يوفّر بيئة متكاملة للتعافي المستديم من خلال توفير برنامج علاج طبي شامل تحت إشراف ومراقبة نخبة من الأطباء المختصين.

الخلاصة

إلى هنا نكون قد انتهينا من مقال كيف تعرف مدمن الفودو، بعد أن شرحنا الأعراض المتعلقة بحالات تعاطي الفودو وإدمانه. يُعدّ اعتراف مدمن الفودو بوجود حالة إدمانية والرغبة في الحصول على علاج فوري هي أولى خطوات التخلص من الإدمان، حيث ينخفض كل من مقدار تضرر الجسم من الإدمان والمعاناة من آلام أعراض الانسحاب مع الإسراع في تلقّي العلاج المناسب.

يمكن الحصول على المساعدة اللازمة من مستشفى دار الهضبة عبر التواصل مع الطاقم الطبي على الرقم التالي 01154333341.

للكاتبة/ أ. رشا محمد

الأسئلة الشائعة

هل الفودو يُذهب عقل المدمن؟

نعم، حيث تتضمن الآثار الجانبية قصيرة المدى لتعاطي الفودو الإصابة بأعراض ذهانية مختلفة مثل الارتباك والهلوسة وجنون العظمة واضطراب القلق والبارنوايا، يُعدّ مدمن الفودو أكثر عرضة لهذه التأثيرات مع استمرار تعاطي الفودو، إلى جانب حدوث مضاعفات صحية أخرى مثل التهاب النسيج الخلوي في الدماغ والإصابة بالفيروسات المنقولة بالدم، مما يُسبّب تردّي الصحة العقلية للمدمن.

هل يُشفى مدمن الفودو؟

نعم، حيث يُعدّ الخضوع لعلاج شامل ومتكامل هو افضل طريقة لكي يتعافى المريض من آثار الإدمان، وذلك لإيقاف الآثار الجانبية السلبية التي سببها إدمان الفودو، حيث يمكن اللجوء إلى طبيب اختصاصي للحصول على تقييم شامل للحالة ومعرفة درجة الإدمان وتحديد العلاج المناسب، حيث يتم البدء بمرحلة تخليص الجسم من السموم التي اعتمد عليها جسدياً ونفسياً، حيث سيرفض الجسم في البداية التوقف عن التعاطي وينعكس ذلك عبر حدوث أعراض الانسحاب، ثم يبدأ العلاج النفسي مقترن مع العلاج الدوائي وصولاً في النهاية إلى التعافي التام.

هل يموت مدمن الفودو؟

نعم، قد يتعرّض مدمن الفودو للموت، إلى جانب خطر التعرّض للجرعات الزائدة، إلّا ان الموت قد يحدث نتيجة الآثار السلبية التي يخلّفها الفودو والسُميّة الناتجة عنه داخل الجسم، وهي:
احتشاء عضلة القلب.
متلازمة قصور القلب.
فشل الجهاز التنفسي.
نوبات الصرع.
ارتفاع اليوريا أو حمض البول في الدم.
الإصابة الكلوية نتيجة نقص التروية.
تلف الكبد والإصابة بالفشل الكبدي.

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.

أ / هبة مختار سليمان
أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر – تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

عرض

اكتب ردًا أو تعليقًا