الفرق بين المتعاطي والمدمن من حيث المفهوم والأعراض

ديسمبر 18, 2024

غالباً ما يُخطئ البعض في معرفة  الفرق بين المتعاطي والمدمن، وعلى الرغم من التشابه الكبير إلّا أنّه تبقى بعض الفروق الجوهرية للتمييز بينهما، حيث يعاني 20 مليون أمريكي من المخدرات في درجات متفاوتة ما بين التعاطي والإدمان، مما يؤثر على اختيار العلاج المناسب للحالة قبل تطوّرها نحو الأسوأ. سنتحدث في هذا المقال عن الفرق بين المتعاطي والمدمن والأعراض التي تُصيب كل منهما، قد يكون التفريق في بعض الحالات السريرية صعب بعض شيء بسبب تشابه الأعراض إلّا أنه أمر بالغ الأهمية للوصول إلى العلاج المناسب.

توضيح الفرق بين مفهومي التعاطي والإدمان طبياً

يُساعد معرفة التعريف الطبي لكل من التعاطي والإدمان في التفريق بينهما، حيث يُعرّف متعاطي المخدرات بأنّه الشخص الذي يستخدم مواد طبية مشروعة أو عقاقير غير مشروعة بطريقة استغلالية بعيداً عن الهدف الذي صُنعت من أجله، وذلك في سبيل تخفيف التوتر أو أعراض جانبية سيئة لدواء ما، أو لتخفيف المشاعر السلبية والشعور بالسعادة، أي في سبيل خلق شعور ممتع بالنسبة للدماغ، بالتالي لا يتعلق التعاطي فقط بمشروعية المواد التي يتناولها المريض وإنما في كيفية استخدامها، فقد يتم تعاطي دواء وفق وصفة طبية لمريض آخر.

تكمن خطورة التعاطي في تطوّره مع الوقت، إمّا نتيجة الاستخدام المفرط أو حسب نوع الدواء أو كمية الجرعة، حتى يبلغ مرحلة الإدمان، بالتالي نستنتج أنه ليس بالضرورة أن يكون المتعاطي مدمن على تلك المادة، بل ما زال لديه الفرصة للتوقف عن هذه الممارسة قبل التورّط في الإدمان.

بينما يُعرّف إدمان المخدرات بأنه حالة مرضية مزمنة تحصل نتيجة تطّور حالة التعاطي عند المريض، وتؤثر سلباً على تصرفاته نتيجة حدوث تغييرات في بنية الدماغ قد تكون مستمرة مدى الحياة في بعض الحالات، وغالبا ما يفقد المدمن السيطرة على قدرته في التحكم بنفسه، ويبحث عن استهلاك المادة  التي أدمن عليها بشكل قهري، على الرغم من علمه بتأثيرها الضار عليه، سواء كانت هيروين أو ماريجوانا  أو عقاقير طبية أو مواد مُهلّوسة، فإنّ المدمن يفقد القدرة في إيقاف تعاطيها، من المواد التي يتم إدمانها نذكر ما يلي:

  • تبغ.
  • الكحول.
  • المواد الأفيونية.
  • القنب (الماريجوانا).
  • الميثامفيتامين.
  • الكوكايين.
  • المهلوسات.

عند بدأ التعاطي بالعقاقير أو الأدوية، يتم التأثير على الدماغ عبر إفراز الناقل الكيميائي (دوبامين) بشكل زائد، وهو المسؤول عن الشعور بالنشوة والسعادة، ومع تكرار مرات التعاطي تقلّ استجابة الخلايا العصبية لتأثير الدوبامين، مما يُقلل الشعور بالنشوة والسعادة، بالتالي يندفع المريض إلى تناول المزيد من هذه المادة، وعلى المدى الطويل يتغير نظام العمل في الخلايا الدماغية ويتحول التعاطي إلى إدمان، حيث تتأثر الوظائف التالية في الجسم:

  • القدرة على التعلُّم.
  • المحاكمة العقلية.
  • صناعة واتخاذ القرار.
  • مقاومة الإجهاد.
  • مقدار قوة الذاكرة لدى المريض.
  • سلوكيات المريض.

اقرأ أيضاً عن:تحليل تصرفات مدمن المخدرات وشخصيته المعقدة وكيفية كشفها

مقارنة بين تصرفات المتعاطي والمدمن والأعراض الشائعة

لا يوجد إطار زمني يُحدد متى يُصبح المتعاطي مدمن، لكن قد تزداد فرص تطوّر التعاطي إلى إدمان  حسب المؤثرات التالية:

  • نوع هذا الدواء وقوته وكمية التعاطي، مثلاً تُعدّ أدوية تسكين الألم الأفيونية ذات تأثير أسرع من غيرها مما يرفع احتمالية الإصابة بإدمانه.
  • جينات المرء ومورثاته والجنس والعرق وتاريخ العائلة من الأمراض العقلية وغيرها من العوامل الوراثية.
  • تأثير بيئة التربية أثناء فترة المراهقة، حيث يزداد خطر الإصابة بالإدمان كلما بدأ التعاطي في عمر أبكر.

هذا وتظهر بعض الأعراض في كل من التعاطي والإدمان تساعد على فهم تصرفات المدمن والمتعاطي والتفرقة بينها إليك مقارنة شاملة حول ذلك:

المقارنة مرحلة التعاطي  مرحلة الإدمان 
الأعراض الجسدية
  • فقدان الشهية أو زيادتها.
  • شحوب الوجه واحمراره.
  • تدميع العيون واحمرارها.
  • حدقة متسعة.
  • الغثيان والقيء.
  • فرط النشاط الجسدي.
  • مشاكل في انتظام النوم.
  • سيلان الأنف وحكّه.
  • ضعف التنسيق الجسدي.
  • ارتعاش الأيدي.
  • اضطراب في نبضات القلب.
  • تدني مستوى النظافة الشخصية، وإهمال المظهر الخارجي.
  • وجود التواء في الفكّ.
  • حدوث تغيير كبير في الوزن فقدان أو اكتساب.
  • تغييرات كبيرة في الشهية.
  • عيون محتقنة بالدماء.
  • عيون غائرة.
  • الخمول الشديد.
  • عدم انتظام النوم.
  • سيلان الأنف.
  • عدم القدرة على التنسيق الجسدي.
  • تطرأ تغيّرات على الجلد
  • سوء أو غياب النظافة الشخصية.
الأعراض النفسية
  • الشعور بأهمية تناول المادة التي يتم تعاطيها حتى لو كان غير ضروري.
  • وجود مشاكل في المنزل والعمل.
  • الاستمرار في التعاطي رغم كل العواقب.
  • إنفاق المال الكثير لاقتناء هذه المادة.
  • مزاج متقلب.
  • ازدياد كمية التعاطي
  • الرغبة الدائمة والشديدة للمادة التي تم إدمانها.
  • مواجهة مشاكل يومية بسبب الإدمان.
  • فشل المحاولات في التخلّي عنها والانتكاس المتكرر
  • المعاناة من أعراض انسحابية عند التوقف عن تناول المادة.
  • إنكار وجود حالة إدمانية.
  • عدم القدرة على السيطرة على النفس.
  • تبلّد المشاعر.
  • فقدان الشغف.
الأعراض السلوكية
  • انخفاض الأداء العام في المنزل والمدرسة.
  • دافع ضعيف للحياة.
  • عدم وجود اهتمام بالهوايات والنشاطات.
  • تغييرات في الاصدقاء.
  • وجود سلوك سري
  • الهيجان
  • الكذب المزمن.
  • الحاجة للخصوصية بشكل مفرط
  • عدم الاهتمام بالعائلة.
  • سرقة الأموال.
  • ظهور سلوكيات محفوفة بالمخاطر
  • تدّني الأداء في المدرسة أو المنزل
  • فقدان الاهتمام بالهوايات والنشاطات
  • تغييرات كبيرة في الأصدقاء
  • وجود سلوكيات سرية ومخفيّة عن العائلة لدى المدمن.
  • الكذب المتكرر
  • الانعزال الاجتماعي
  • مشاكل مالية
  • التورط بمشاكل قانونية.
  • قضاء المزيد من الوقت مع أشخاص مدمنين.

يتسم التعاطي بأنه اعتماد جسدي على وجود المخدّر في الشعور بالنشوة، بالتالي يوجد مجال ومحاولات متعددة من المتعاطي للإقلاع عن تناول المخدّر والشعور بأعراض الانسحاب عند ايقافه، لكن مع استمرار التعاطي يحدث الإدمان نتيجة تطور الحالة إلى  اعتماد جسدي وعقلي للمريض على المادة الإدمانية، وهو الفرق الجوهري ما بين التعاطي والإدمان.

بالتالي يظهر نمط سلوكي يؤكد تحول حالة التعاطي عند الشخص إلى إدمان، نتيجةً للتغييرات الكيميائية التي ضربت خلايا الإدمان بفعل الاستمرار في التعاطي، حيث تتجه أولويات المدمن إلى تأمين المادة المخدّرة والحصول عليها بأي شكل وبغض النظر عن الأضرار التي تلحق به لاحقاً، ويشعر بالضيق والعصبية عند عدم التعاطي، بينما تغيب التصرفات العقلانية في حال عدم امتلاكه لهذه المادة وتتصف سلوكياته بالجنون والهيجان.

يُساعد اتباع الخطوات التالية في تقليل فرص تطوّر التعاطي إلى إدمان وهي:

كيفية تقليل فرص تطوّر التعاطي إلى إدمان

  1. تقليل استهلاك المادة الإدمانية بالتدريج حتى الابتعاد كلياً، واقتصار تناول الأدوية كما هو موصوف في الوصفة الطبية، وفي حال ملاحظة وجود إدمان يجب استشارة الطبيب فوراً.
  2. التعرّف على التاريخ العائلي والتأكد من وجود اضطرابات إدمانية سابقة، والذي يزيد فرص الإدمان لديك.
  3. التعامل مع حالات التوتر والإجهاد والشعور بالوحدة بشكل صحيح، حيث يُدمن الكثيرون نتيجة عجزهم عن التأقلم مع الظروف، يُنصح باللجوء إلى ممارسة التأمل واليوغا والرياضة وتعلّم هواية جديدة.

التمييز متعاطي المخدرات وما يقوم به مروّج المخدرات

يوجد فرق كبير بين مفهوم الحيازة ومفهوم الحيازة بقصد التسليم (الإتجار) قانونياً، تُعدّ الحيازة امتلاك للمخدرات بقصد الاستخدام الشخصي، في حين تُعدّ الحيازة بقصد التسليم امتلاك المخدرات بقصد الإتجار بها وبيعها للآخرين،   تزداد الأمور سوءاً عندما تكون الحالة حيازة بقصد التسليم،  حيث يعتبر القانون الأمريكي 720 ilcs 570 أن حيازة 1 جرام أو أكثر من المواد المخدرة بما لا يتجاوز 15 جرام هي جناية من الدرجة الأولى تتراوح عقوبتها بين (4-15) عام،

لذا فإن حيازة غرام واحد من الهيروين هو جناية من الدرجة الأولى، ويُعاقب عليها بالسجن لمدة تتراوح بين 4 و 15 عامًا ، أمّا إذا كانت التهمة حيازة بقصد التسليم يعاقب عليها القانون بـالحبس مدّة تتراوح بين (6-30) عام.

يجدر الذكر أن الدولة تعامل المتهم كتاجر في حال وجدت رسالة نصية تُثبت ذلك حتى في غياب وجود المخدرات أو الأموال، حيث غالباً ما يتمتع تاجر المخدرات بالأموال الوفيرة نتيجة بيع المخدرات، وغالباً ما يتم القبض عليه وبحوزته كمية كبيرة من المخدرات تفوق استخدامه الشخصي وهو أمر جوهري عند التحدث عن الفرق بين المتعاطي والمدمن.

في حال وجود تعاطي للمخدرات أو إدمان عليه يمكن اللجوء إلى  مستشفى دار الهضبة للحصول على علاج شامل يُناسب حالة المريض الصحية، فهو المكان الأمثل الذي يضمن التخلّص من التعاطي أو الإدمان والأعراض المرافقة له، والوصول إلى التعافي الذي يدوم على المدى الطويل.

يمكن الحصول على المساعدة اللازمة عبر التواصل مع الطاقم الطبي على الرقم التالي هاتفيا 01154333341 أو واتس اب 01154333341.

اقرأ أيضاً عن:نهاية مدمن المخدرات.. اضطراب عقلي وموت محتم

للكاتبة/ ا. رشا محمد

الأسئلة الشائعة

الخلاصة

الفرق بين المتعاطي والمدمن يظهر  من خلال الأعراض الجسدية والنفسية والسلوكية، حيث يُساعد التثقيف الطبي في كلتا الحالتين على تشخيص الحالة بشكل صحيح، والحصول على علاج مناسب وتحقيق التعافي الكامل قبل أن تتطوّر الحالة نحو نتائج أسوأ، كما يُساعد الاستعانة بطبيب مختص في الحصول على إجابة أكثر موثوقية.

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.

أ / هبة مختار سليمان (أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر

– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

اكتب ردًا أو تعليقًا