كورس سحب سموم المخدرات في البيت وكيف يتم تطبيقه؟

هو عبارة عن كورس علاجي يتم وضعه بواسطة طبيب متخصص في علاج الإدمان يتم تنفيذه في المنزل دون الاضطرار إلى المكوث في مستشفى علاجي متخصص، ويقوم على المساعدة في سحب المخدر من الجسم والتخلص من تأثيره على صحة المتعاطي الجسدية والعقلية. يجب اعتبار الحفاظ على سلامة المريض من أولويات الطبيب المعالج، خاصة مع اشتداد أعراض انسحاب المخدر الجسدية والعقلية من الجسم عند البدء في تنفيذ الكورس والتوقف المفاجئ عن تناول المخدر. وبالنسبة لخطورة مرحلة سحب السموم والتعرض للأعراض الانسحابية التي قد تكون مميتة للبعض في حالة عدم وجود الدراية الكافية لإدارة الموقف والتعامل مع الأعراض الجسدية والنفسية الساحقة، يفضل أن يتم تنفيذ كورس سحب السموم في مستشفى متخصص لعلاج الإدمان وليس في البيت.

كيفية سحب سموم المخدرات من الجسم في المنزل

تتوقف آلية سحب سموم المخدرات عادةً على نوع المخدر، وطول فترة التعاطي، ومدى تأثيره على صحة المتعاطي، وعمر المريض، خاصة مع اختلاف تأثير كل مادة على حدة على الجسم ودرجة امتصاص المخدر، ومدة بقائه في الجسم. وبالتالي، تنقسم مراحل تنفيذ كورس سحب السموم إلى:

مرحلة التقييم

وتعد المرحلة الأساسية في بداية كورس العلاج، حيث يقوم الطبيب المختص بعمل تقييم عن حالة المريض عن طريق عمل فحص طبي شامل لتحديد الحالة الصحية والنفسية للمريض، ومعرفة تاريخ بداية التعاطي. وبناءاً على شدة الحالة يتم وضع الكورس العلاجي واتخاذ القرار المناسب لكل مريض على حدة.

• حالات الإدمان البسيطة: تكون حالة المريض مستقرة ولا تستدعي العديد من الإجراءات الاحترازية، ويمكن تطبيق العلاج في المنزل ومتابعة الطبيب للحالة بشكل دوري.
• حالات الإدمان الشديدة: وهنا يتعرض المريض لمرحلة انسحابية قوية وغير محسوبة قد لا يمكن التعامل معها في المنزل، لذلك يفضل الخضوع للعلاج في المستشفى.

مرحلة سحب السموم

يتم تنفيذ كورس سحب سموم المخدرات في المنزل من خلال عدة خطوات تساعد في الحصول على نتيجة ملموسة في العلاج، وتتمثل في:

• استخدام بعض الأدوية الموصوفة من قِبل الطبيب المعالج، والمتخصصة في تخفيف أعراض انسحاب المخدر من الجسم.
• اتباع نظام غذائي صحي يساعد على تعويض نقص العناصر الغذائية اللازمة للجسم أثناء المرحلة الانسحابية.
• إمكانية ممارسة الرياضة لزيادة اللياقة البدنية وتحسين الحالة النفسية للمريض.

أدوية علاج الإدمان في البيت

تساعد بعض الأدوية في تخطي المرحلة الانسحابية، وتزيد من درجة تحمل المريض لأعراض الانسحاب القوية التي تجتاح جميع أعضاء الجسم وتؤثر على الحالة الجسدية والنفسية للمريض، وتقليل الرغبة القوية في تناول الجرعة المخدرة. ولكن يجب الوضع في الاعتبار عدم استخدام أي نوع من أنواع الأدوية بدون وصفة طبية معتمدة والتأكد من صلاحية الدواء لحالة كل مريض على حدة، قدرة استخدامها في المنزل، ومن أبرز تلك الأدوية في:

• دواء النالتريكسون(Naltrexone).
• دواء أكامبروسيت(Acamprosate).
• دواء الميثادون(methadone).

النظام الغذائي لسحب السموم

يفيد اتباع نظام غذائي يشمل جميع العناصر الغذائية التي تمد الجسم بما يلزمه من الفيتامينات والمعادن في تقوية البنية الجسدية للمريض، ومواجهة مرحلة الانسحاب، وتوفير الدعم اللازم للتخلص من السموم .ومن أمثلة العناصر الواجب توافرها في هذا النظام:

• الفواكه الطازجة.
• الخضروات الورقية مثل السبانخ.
• الثوم.
• البذور والمكسرات.
• الدهون الصحية وزيوت أوميغا 3.
• زيت جوز الهند وزيت الزيتون.
• البروتين الخالي من الدهون مثل السمك.
• منتجات الألبان.

من المهم أيضًا شرب المياه بكميات كبيرة طوال فترة سحب السموم، خاصة وأن استهلاك المخدرات يؤدي إلى جفاف الجسم ، وبالتالي لابد من زيادة استهلاك الماء التي تتناولها للتعويض عن ذلك وخاصة في حالات الإدمان القوية.

ممارسة التمارين الرياضية

بالإضافة إلى إمداد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة، يجب أن يكتمل كورس علاج السموم بممارسة التمارين الرياضية والتي تساعد الجسم في عملية التخلص من السموم وحتى وإنتاج الدوبامين، وبالتالي تساهم في تخفيف بعض أعراض الانسحاب من المخدرات. لذلك يتم وضع برنامج رياضي متخصص لكل مريض يتم تحديده تبعاً لحالة المريض الصحية، ويساعد بشكل كبير في:

• تحسين الدورة الدموية للمريض، وتقليل الشعور بالتوتر من خلال تحفيز إفراز هرمون الأندروفين.
• علاج اضطرابات النوم، وتحسين جودته.
• تحسين الحالة المزاجية للمُدمن أثناء فترة سحب المخدر من الجسم.
• تعزيز المناعة الذاتية للجسم.

سعر الكورس

يتوقف سعر كورس علاج الإدمان لسحب سموم المخدرات في المنزل على عدة عوامل أهمها حالة المريض الصحية، ومستوى الحالة الإدمانية التي يعاني منها، ولكن بشكل عام يتميز الكورس بانخفاض التكلفة العلاجية عن العلاج بالمستشفى حيث تبلغ تكلفته عادة ما بين 3000-5000 جنيه تقريباً. ومع ذلك يجب إدراك عدم ملائمة العلاج المنزلي لجميع حالات الإدمان وزيادة احتمالات حدوث بعض المضاعفات الجسدية والنفسية للمريض أو تعرضه للانتكاسة مرة أخرى.

للكاتبة/ ا. ايمان عمر