تشخيص اضطراب ادمان المخدرات وطرق العلاج الفعالة

علاج الادمان على المخدرات، الإدمان على المخدرات حالة طبية معقدة توصف بأنها اضطراب دماغي قهري يسبب العديد من الاضطرابات الجسدية والنفسية والسلوكية وتغير شديد في شخصية المتعاطي وأنماط حياته والتي تتدهور بشكل ملحوظ إن لم يتم علاجه بشكل يناسب حالته الإدمانية التي قد تكون من متوسطة إلى شديدة.

طلب العلاج من الإدمان ضروريا خاصة أن المخدرات قد تسبب على المدى الطويل أمراض نفسية معقدة مثل الفصام، الاكتئاب، اضطرابات القلق، اضطراب الشخصية الحدية وغيرها، بجانب الأمراض الجسدية كأمراض القلب، الكلى، الكبد، الرئة.
للتخلص من الاستخدام القهري للمواد المخدرة يجب تعيين وتشخيص الحالة ووضع برنامج علاجي دوائي، وإعداد فترة تأهيلية ومعالجة نفسية وإدارة فترة التعافي للحفاظ على ما حققه المدمن المتعافي من تغيير.

المخدرات وتشخيص اضطراب الإدمان

جميع أنواع المخدرات تسبب الإدمان نظرا لقدرتها على التأثير على مراكز المكافأة في الدماغ ليحدث الاعتماد القهري عليها و يعاني المدمن من متلازمة الانسحاب عند التوقف المفاجئ عن تناولها.

تختلف شدة المواد المخدرة فيما بينها من حيث الطبيعة الإدمانية ولكنها تتفق في إحداث اضطراب التعاطي عند تعاطيها لمدة طويلة وبعضها يتسبب في الإدمان بعد جرعتين إلى ثلاث، ومن أكثر المواد المخدرة شيوعا: الكحول، الأفيونات كالهيروين والمورفين، المنشطات كالكوكايين، الميث والكبتاجون، المهدئات كالحشيش و الماريجوانا والبانجو والهيدرو، العقاقير الدوائية كالترامادول وليريكا، المهلوسات والمؤثرات النفسية.

يشخص مدمن المخدرات حسب درجة إدمانه تبعا لطول مدة التعاطي، المادة التي يتعاطاها، مدى تأثر الدماغ بسموم المخدر، الاضطرابات النفسية والجسدية المتزامنة التي يعاني منها.
غالبا ما تقاس شدة الإدمان عن طريق اخصائي في مركز متخصص عن طريق الإحاطة بأعراض الإدمان، مسح للتاريخ الطبي والعائلي، عمل تحاليل طبية لقياس نسبة السموم وكفاءة المؤشرات الحيوية.

يعتبر الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإدمان، اضطراب عقلي، نشأة متسامحة مع المخدرات، خبرات مؤلمة في مرحلة الطفولة المبكرة، من يعانون من ألم عاطفي أو صدمات حياتية هم الأكثر عرضة للوقوع في الإدمان.

نسبة الشفاء من إدمان المخدرات ترتفع من عام إلى عام، وتصبح أكثر جودة بالإدارة الطبية الصحيحة والعمل طويل المدى للوقاية من الانتكاسة، ولكنها تعتمد على مدى رغبة المدمن في إجراء تغيير في حياته مع وجود دعم أسري قوي أثناء وبعد العلاج.

إدارة المستوى النفسي للمدمن لإقناعه بترك المخدرات

تبدأ رحلة التخلص من المخدرات ومساعدة الشخص المتعاطي لعلاجه باقتناع المدمن بضرورة التوقف عن التعاطي وبدء رحلة التغيير بداية من المستوى الجسدي حتى المستوى العقلي، والنفسي والسلوكي والانتساب لمركز متخصص لمعالجة المدمنين.
قد تكون محاولة إقناعه مرهقة ولكن ليست بالمستحيلة، وتعتمد من الأساس على الدعم الأسري وطلب المساعدة من المختصين.
قد تواجه الأسرة مدمنا عنيدا يرفض العلاج جذريا، ولكن يمكن اتباع الأساليب الآتية التي قد تؤتي بنتيجة:

  • الحوار : قد يكون الحوار المتعقل المتزن حول أضرار المخدرات على المدمن وأسرته واحبائه له مفعول السحر لإقناعه بترك المخدرات، وهنا يجب ان نتحلي بالصبر، ولا ننجرف لاستفزازات المدمن، المحاولة أكثر من مرة، تبيان الضرر الواقع علينا، اختيار اللحظة المناسبة مع البعد عن التهديد او العتاب.
  • الحدود الآمنة: عندما لا تفلح طرق الحوار يجب وضع حدود آمنة مع المدمن حتى يبدأ في فهم مقدار الضرر الواقع على الأسرة من تلك الحدود: عدم السماح له بالتعاطي في المنزل، عدم منحه الأموال، الامتناع عن التبرير أو الكذب من أجله، الكف عن تلبية احتياجاته، حتى يعي نتائج إدمانه.
  • طلب المساعدة من المتخصصين: أحيانا من أجل رفع القدرة على التعامل مع المدمن يجب أخذ استشارة مختص خاصة إذا كان يعاني من اضطرابات نفسية أو عقلية خارجة عن السيطرة.

وسائل العلاج الفعالة و 4 مراحل طبية

يمكن علاج مدمن المخدرات بمجموعة من الاستراتيجيات والطرق التي تضمن ٱدارة الانسحاب وطرد السموم بالعلاج الدوائي، ثم وضع خطة علاجية مكثفة لاستعادة الوعي النفسي والعقلي وتعديل السلوك والتخلص من الاضطراب الإدماني، يعقبه فترة طويلة المدى لمساعدة المدمن على تطوير سلوكه ومنع الانتكاسة.
من ذلك المنظور يمكن القول أن علاج الٱدمان على المخدرات ينقسم إلى فترة مكثفة لعلاج الأعراض الإدمانية وأخرى طويلة المدى للحفاظ على ما تحقق من تعافي تحت الإشراف الطبي يمكن تحقيقها بالإقامة في المركز أو عبر العلاج الخارجي كما يلي:

مراحل العلاج من ادمان المخدرات

إدارة فترة الانسحاب

من أصعب المراحل التي يحتاج فيها المدمن إلى علاج طبي للإدمان من أجل تخفيف الأعراض الانسحابية للمخدرات عبر استخدام الأدوية والغذاء المناسب ومراقبة مستمرة منعا لظهور أي مضاعفات.
تستخدم الأدوية الخاصة لعلاج الإدمان من المخدرات حسب حالة المريض ودرجة تحمل الجسم والجدول الزمني للانسحاب ومن أمثلتها: الميثادون، النالتريكسون لتخفيف الاضطراب الانسحابي، مضادات القئ و الإسهال، مضادات القلق، والمسكنات.
يوجد أدوية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء لها فعالية لمعالجة مخدرات بعينها، وأخرى يتم استخدامها بجرعات معينة لعلاج الأعراض الانسحابية المشتركة.

العلاج النفسي والعصبي للإدمان

حاليا يوضع العلاج النفسي والعصبي للإدمان على رأس الأولويات بالنسبة للمتخصصين لعلاج المدمن، حيث يخصص له فترة مكثفة بمعرفة كادر طبي متخصص، ويتم عن طريق الجلسات الفردية والجماعية داخل المركز العلاجي ومن أهم طرقه : العلاج المعرفي السلوكي وإدارة الطوارئ، العلاج بالتحفيز، وقد يستمر العلاج بالأدوية لحالات التشخيص المزدوج.

التعديل السلوكي والطب المجتمعي

الاضطرابات السلوكية صفة متجذرة في حالات الإدمان وقد تستمر لعدة أشهر، لذلك يعتبر التأهيل والتعديل السلوكي أساسيات برامج علاج الإدمان والتي تساعد بشكل كبير على التخلص من صفة الاعتماد على مفعول المخدر، مرحلة التأهيل السلوكي لعلاج مدمن المخدرات تساعد على:

  • تشكيل بنية معرفية للوعي بأضرار المخدرات.
  • إدارة الانسحاب العقلي طويل المدى وما يتضمنه من قلق،اكتئاب، اضطراب نوم وشهية، رغبة تعاطي.
  • تدريب المدمن على التخلص من الاعتمادية النفسية على المخدر.
  • توعية المدمن بأسباب الانتكاسة وكيفية التغلب عليه.
  • التدريب على إدارة التقلب المزاجي والنفسي بأنماط صحية فعالة.
  • التطوير الشخصي لزيادة على الانخراط الصحي مع المجتمع.
  • تمكين المريض من وسائل إعادة بناء العلاقات.
  • التدريب على إدارة رغبات التعاطي.
  • ترميم العلاقات الأسرية وتطوير الأداء وحل المشاكل الوظيفية.

توفير الدعم الخارجي

تساعد المراكز المتخصصة في تسهيل انتقال المدمن من مرحلة العلاج الداخلي إلى مرحلة التعافي الخارجي وهي مرحلة هامة وأخيرة في برامج علاج الإدمان من المخدرات لزيادة القدرة على منع الانتكاسة وتتضمن عدة التزامات منها:

  • روتين صحي يومي.
  • أنشطة اجتماعية وتفاعلية.
  • زيارات متواصلة أو متقطعة للعيادات الخارجية.
  • الاشتراك في مجموعة أو أكثر للتعافي.
  • التواصل مع الطبيب المعالج في حالة الأزمات.
  • الرعاية النفسية.

ما دور مجموعات الدعم للتعافي من الإدمان؟

للسلوك الإدماني عدة صفات شدة الاضطراب منها الانعزال والانطواء، الألم العاطفي، الشعور بالوحدة واليأس من القدرة على ترك المخدرات، وتعد مجموعات الدعم والعلاج الجماعي من أكثر الوسائل شيوعا وفعالية لتحفيز المدمن على ترك المخدرات.

عندما ينخرط المدمن مع مجموعة تمر بنفس الحالة الشعورية التي بمر بها وتشترك معه في الأفكار والأهداف، وتعمل على دعمه دعما غير مشروط دون إطلاق أحكام، يرتفع الحافز على ترك المخدر وينمى الشعور بالانتماء خاصة إذا كانت المجموعة تستهدف تحقيق مجموعة من الأهداف المتفق عليها، حيث يشعر كل فرد منهم بالمسؤولية تجاه نفسه وتجاه مجموعته مع التعبير عما يشعر به دون خجل.

يمكن للمدمن الاشتراك في جلسات العلاج الجماعي للإدمان لتحقيق الفوائد التالية:

  • التخلي عن الانكار: حيث تعتبر خطوة كبرى عندما يعترف المدمن بإدمانه، ويبدي استعداده لإجراء تغيير في حياته.
  • تلقى الدعم من أفراد المجموعة.
  • الاحتواء النفسي والعاطفي.
  • التشجيع والتحفيز.
  • أنشطة جماعية صحية.
  • جدولة أنماط التعافي وتنفيذها جماعيا.
  • تبادل الخبرات.
  • توفر الدعم الفوري عند مواجهة عوامل الخطر.

يوجد العديد من جلسات الدعم الهادفة للتعافي من الإدمان إلا أن أشهرها مجموعة 12 خطوة والتي أثبتت فعاليتها منذ نشأتها حتى أضحت مجموعة عالمية تدخل في جميع برامج علاج الادمان المتخصصة بعد العلاج النفسي والجسدي.

احتمالات ترك المخدرات بدون علاج

لا يمكن البت بنجاح أو فشل ترك المخدرات بدون تلقي العلاج اللازم حيث يعتمد ذلك على مجموعة من العوامل أهمها:

  • مقدار وعي المدمن بضرورة العلاج.
  • شدة الحالة الإدمانية.
  • توافر دعم قوي.
  • الابتعاد عن عوامل الخطر والانتكاس.

غالبا في الحالات الإدمانية الشديدة عند الإقلاع عن تعاطي المخدر قد يحدث انتكاس سريع بسبب شدة الأعراض الانسحابية واحتياج المدمن إلى بروتوكول دوائي لتخطيها بجانب الاحتواء النفسي الضروري.
بعض متلازمات الانسحاب قد تظهر مضاعفات مثل الاكتئاب التنفسي أو سيطرة الأفكار الانتحارية، وقد يكون المنزل بيئة خطرة بسبب قرب المدمن من بيئة التعاطي أو تعرضه لضغوطات تعمل على تدهور حالته النفسية والاضطرابية أثناء العلاج.
من المهم أن يتم مراجعة طبيب قبل اتخاذ تلك الخطوة لتأمين المدمن أثناء الإقلاع من أي تهديد للحياة، بجانب أخذ الاستشارة بخصوص الاحتياج إلى الخضوع لبرنامج طبي.

من جانب آخر بعض الحالات عندما تتوافر لها عوامل النجاح من دعم وتوجيه طبي وبيئة صالحة تستطيع تخطي المراحل الصعبة لترك تعاطي المخدر بشرط أن تكون الحالة إدمانية خفيفة عبر اتباع عدة نصائح، أهمها:

  • الالتزام بريجيم غذائي صحي.
  • التدريب البدني اليومي.
  • الاعتماد على شرب السوائل بكميات كبيرة.
  • الابتعاد التام عن بيئة التعاطي والإدمان.
  • تحديد مسببات الانتكاس والبعد عنها.
  • إشراك الأسرة في وسائل التعافي.
  • الجدية والاستمرارية.
  • مشاركة المشاعر.
  • اللجوء لإحدى مجموعات الدعم.
  • الحصول على استشارة طبية في حالة وجود مضاعفات، أو تكرار الانتكاسة.

كم مدة علاج الادمان من المخدرات؟

لا يمكن الجزم بالمدة التي يقضيها المدمن للتخلص من اضطراب التعاطي وعلاج الإدمان داخل المركز إذ تتراوح ما بين 3 إلى 6 أشهر.
يعبر العلاج الطبي للإدمان على تهيئة المدمن لتنفيذ استراتيجية التعافي بتحقيق الاستفاقة الجسدية والعقلية وتطوير قدراته على إدارة عواطفه وسلوكه، وعند خروجه من المركز سيكون عليه الاستمرار في العمل من أجل منع سيطرة الاضطراب الإدماني عليه مرة أخرى، لذا مدة علاج الإدمان من المخدرات والتعافي منه قد تستمر مدى الحياة، وذلك الأمر لا ينفي أن يعود المدمن إلى طبيعته ولكنه يستغرق التعافي وقتا طويلا ويظهر إيجابياته بشكل تدريجي.

من الشائع أن يبدأ المدمن بالشعور باستعادة طبيعته الجسدية بعد ترك المخدرات عند تخطي فترة الانسحاب الأولى بعد 10 إلى 30 يوما حيث تتحسن أنماط النوم، الشهية، التخلص من الألم، عودة الدورة الدموية إلى مساراتها الطبيعية، ثم يعمل المخ على استعادة صحته وآليته في ضبط النواقل العصبية وإطلاق الدوبامين بشكل صحي في فترة تتجاوز العام وقد تصل إلى 5 أعوام.

 

الوقاية من الانتكاسة خطة مستمرة

الانتكاسة حالة شائعة حتى بعد العلاج، ولا تعني العودة للمخدرات، وبعتبر الوقوع فيها فرصة لتحسين خطة التعافي الممتد، على أن يكون المنتكس حريصا على الرجوع إلى الاستشارة الطبية في حال وقوعها مباشرة.
يضع الأطباء عدة استراتيجيات ممتدة للوقاية من الانتكاسة تعتمد على مساعدة المدمن المتمم للعلاج على تجنب عوامل إثارة رغبة التعاطي ومن أهم ما يوصي به المتخصصون:

  1. مصارحة الأسرة أو مجموعة الدعم عن الحنين إلى نشوة المخدر.
  2. تحديد مسببات الضغط النفسي واستبدالها بأنماط صحية.
  3. الاستمرارية في الرعاية الذاتية والاعتماد عبى الغذاء الصحي والتمارين الرياضية.
  4. قطع الصلة ببيئة ومجموعة التعاطي.
  5. ممارسة تمارين الاسترخاء واليقظة.
  6. اصطحاب تذكيرات بأضرار الإدمان.
  7. تحفيز الذات.
  8. التذكير بأن جرعة واحدة قد تؤدي إلى التعاطي المزمن مرة اخرى.
  9. التقرب إلى الله.
  10. الاستمرار في تطوير الذات.
  11. العمل على تحقيق أهداف يومية
  12. وضع أهداف بعيدة المدى والء في تنفيذها.
  13. تجنب الإجهاد الجسدي
  14. ممارسة الترفيه النفسي للابتعاد عن الملل وتخفيف الضغط العصبي
  15. تنظيم أنماط النوم.
  16. المشاركة الأسرية.
  17. حضور المناسبات الاجتماعية.
  18. تنمية الشعور بالانتماء.
  19. ٱضافة قيمة للحياة بممارسة الهوايات المفضلة.
  20. العمل التطوعي.
  21. الانخراط في مجموعات التعافي.

 

أفضل مراكز العلاج النفسي والإدمان

تعد المراكز العلاجية في مصر من أفضل الأماكن لمساعدة المدمن على التخلص من إدمانه ويأتي على رأسها مستشفى دار الهضبة والتي تعتبر الأفضل في المنطقة العربية، وتميزها يأتي لخبرتها الطويلة وكفاءة كادرها الطبي، ونسبة التعافي المرتفعه، والموقع المتميز والخدمات العلاجية الراقية والمتعددة والإقامة الفاخرة التي تقدمها لعملائها، حيث استقطبت جاليات من جميع الدول العربية ونجحت في تكوين سمعة قوية على مدار 15 عاما لعلاج المدمن على المخدرات.

يعد علاج الادمان على المخدرات في السعودية هو الأقل جودة في المنطقة العربية بسبب قلة الخبرة ونقص الكفاءات الطبية وندرة تخصص علاج الإدمان والمراكز المتخصصة، ويعتمد علاج المدمن هناك على سحب السموم لمدة 7 أيام، وتأهيله خارجيا لمدة 3 أسابيع، هذا الوضع مع نقص التنوع في البرامج العلاجية المتاحة بما يتناسب مع حالة المدمن ادى إلى ارتفاع نسبة الانتكاسة بشكل ملحوظ.
ينتقل معظم المدمنين في السعودية للعلاج في الخارج من أجل تلقي علاج ذي جودة أعلى من جانب والابتعاد عن بيئة التعاطي والضغط المجتمعي والاستفادة من العلاج السياحي من جانب آخر، وتعد مستشفى الهضبة من أفضل المراكز التي حققت نجاحا لعلاج المدمنين في السعودية سواء عن بعد أو الانتقال إلى العلاج الداخلي في مصر.

الخلاصة

ينم الإدمان على حالة جسدية وعقلية معقدة تحتاج إلى كثير من الجهد للعلاج، ويجب أن يكون المدمن على قناعة تامة بأهمية ترك المخدرات وعلى استعداد لتنفيذ وسائل التعافي.
يعتمد علاج إدمان المخدرات على عكس ضرر المخدر إذ يبدأ بالتوقف عن التعاطي ثم سحب السموم تحت الإشراف الطبي للتخلص من التبعية الجسدية بإدارة أعراض الانسحاب، ثم الاهتمام بعالج الاضطرابات العقلية الإدمانية بالمعالجة النفسية والتعديل والتأهيل السلوكي عبر الاستشارات النفسية الفردية منها والجماعية.
يحتاج المدمن أيضا إلى فترة رعاية مستمرة لتعزيز فرصه في مقاومة الانتكاسة خلال فترة التعافي الممتد.
يمكن للمدمن أن يحظى فرصة أفضل للتعافي عندما يخضع لبرامج علاج الإدمان الطبية والتي تعتمد على العلاج الدوائي الآمن بعد التشخيص في المرحلة الأولى، وتنفيذ برنامج مكثف في بيئة داعمة وإحاطة جماعية مشجعة في المرحلة الثانية، وتوفير كافة المساعدات الخارجية وطرق التوعية في المرحلة الثالثة.

للكاتبه/ أ. الهام عيسى

الأسئلة الشائعة

كيف أعالج نفسي من المخدرات؟

من الصعب أن يكون المدمن بمفرده لعلاج الإدمان على المخدرات، لذلك نوصي بالاستعانة بدعم من صديق أو الأسرة أولا، ثم اتباع الخطوات التالية: مراجعة طبيب للتشخيص والحصول على أدوية لتخفيف الانسحاب، شرب السوائل، ممارسة التمارين، تناول غذاء صحي، تنظيم ساعات النوم في مرحلة الانسحاب الأولى، تتبع طرق التعافي في مرحلة العلاج الثانية بممارسة الهوايات، البعد عن المحفزات، الانضمام لمجموعات دعم، الحصول على استشارة نفسية، الاهتمام بالرعاية الذاتية من أجل منع الانتكاسة.

هل الحجامة تخرج السموم من الجسم؟

نعم، حيث تعمل الحجامة على تمدد الأنسجة وتكوين انسجة جديدة وزيادة تدفق الدم مما يسمح بمساعدة الجهاز الليمفاوي في طرد بعض السموم المتراكمة في الجسم، كما تساعد الحجامة الجسم في إدارة الألم مع تقليل الالتهاب بجذب الخلايا المناعية ومساعدة الاعضاء الداخلية على العمل بشكل أفضل لطرد المواد الغير مرغوب فيها خارج الجسم، لكن ذلك لا يعني قدرتها على إدارة انسحاب المخدرات او تقليل الاضطراب الحادث بسببها لذلك لا يمكن الاكتفاء بها لسحب سموم المخدرات لأنها إجراء مكمل ووقائي وليس علاجا أساسيا في حالة تعاطي المخدرات.

هل يمكن علاج ادمان المخدرات بالأعشاب؟

من الممكن أن تكون النباتات العشبية جزءا مكملا لفعالية الأدوية الطبية لسحب سموم بعض أنواع المخدرات من الجسم وفي مرحلة التعافي، ولكن استخدامها يحتاج إلى مراجعة طبيب واختبارات ملائمة حتى لا يحدث إدخالها في البرنامج العلاجي أي أضرار أو مضاعفات.

هل يمكن علاج المخدرات بالتدريج؟

بعض المخدرات يمكن علاج إدمانها بالتوقف التدريجي خاصة العقاقير الدوائية منها كالترامادول وليريكا والمسكنات الأفيونية تحت الإشراف الطبي بوضع جدول تخفيف الجرعة دون التعرض لمتلازمة الانسحاب، بينما المخدرات الأكثر شدة إدمانية لا ينصح بتلك الطريقة معها إذ يفضل التوقف المفاجئ وتنفيذ برنامج طبي لسحب السموم والتأهيل.

هل يتم علاج المدمن بسرية تامة؟

أصبح من أبرز حقوق المدمن أن يتم معالجته بسرية تامة،إذ يمكن الاتصال على رقم 0201154333341 للتواصل مع متخصصي دار الهضبة في محادثة مؤمنة تماما والانتقال لبدء البرنامج العلاجي مباشرة، مع تأمين المعلومات الشخصية للعميل وعدم السماح لأي جهة للوصول إليها.

ما هي نهاية مدمن مخدرات إن لم يتم علاجه؟

عدم المثول للعلاج في الوقت المناسب قد يجعل نهاية المدمن مأساوية إما نزيل في مستشفى الأمراض العقلية أو السجن بسبب ارتكاب الجرائم، أو الموت نتيجة جرعة زائدة.

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.

أ / هبة مختار سليمان
أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر – تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

عرض

اكتب ردًا أو تعليقًا