اخطر الأعراض الانسحابية للكحول وكيفية السيطرة عليها

يتعرّض العقل والجسم إلى مخاطر اعراض انسحاب الكحول عند التوقف بشكل مفاجئ عن شرب الكحول أو التقليل من تناوله، حيث اظهرت الدراسات أن 2 مليون شخص أمريكي يعانون من متلازمة الانسحاب كل عام

سنتحدث في هذا المقال عن اعراض انسحاب الكحول وكيفية تأثيرها على الجسم في سبيل توخي الحذر عند تناوله، حيث يمكن اجتياز مرحلة انسحاب الكحول بأمان عند الإقلاع عنه بطريقة صحيحة.

أعراض سحب الكحول من الجسم

إن الإكثار من شرب الكحول على مدى الشهور أو السنين ثم إيقافه أو التقليل منه بشكل حاد قد يُعرّض الجسم لأعراض عقلية وجسدية مختلفة تسمى “متلازمة انسحاب الكحول”، يعود ذلك يعود ذلك إلى تغيير عمل مستقبلات مادتين كيميائيتين في الدماغ وهما حمض جاما أمينوبوتريك (GABA) المثبطة للدماغ والغلوتامات المثيرة للدماغ، حيث تتسبب كميات الكحول الكبيرة في إبطاء وظائف المخ وتثبيط استجابة الدماغ والجهاز العصبي لحالات الخطر والمواجهة، بينما يجاهد الجسم في إبقاء العقل والأعصاب في حالة تنبيه دائمة عبر زيادة الجلوتامات المحفّزة وتقليل كمية حمض جاما المثبط، ومع مرور الوقت الطويل يعتاد الجهاز العصبي المركزي على تأثير الكحول، بالتالي يدخل الجسم في مرحلة التنبيه و الاستجابة للخطر بشكل صادم عند التوقف المفاجىء للكحول، ويختل التوازن في الجسم مُسبّباً ظهور أعراض انسحاب الكحول.

 

أعراض سحب الكحول من الجسم

قد تأتي هذه الأعراض خفيفة أو حادة اعتماداً على الأمور التالية:

  • كمية الشرب الاعتيادية.
  • طول فترة استمرار الشرب.
  • طريقة التوقف عن الشرب.
  • مقدار تكرار الشرب.
  • التاريخ الطبي.
  • كبر السن.
  • التعرض لنوبات انسحاب الكحول سابقاً
  • وجود حالات صحية معينة مثل وجود آفات في الدماغ أو خلل في وظائف الكبد، وكذلك تؤثر المشاكل العقلية مثل القلق والاكتئاب

نذكر فيما يلي مراحل انسحاب الكحول والعلامات التي تظهر على المريض والجدول الزمني الذي تستغرقه، حيث تبدأ أعراض الانسحاب بعد تناول آخر مشروب ببضع ساعات وتستمر إلى بضعة أيام:

مرحلة الأعراض الخفيفة:

بعد الانتهاء من آخر مشروب تبدأ هذه المرحلة من الأعراض بالظهور في غضون 6 ساعات وقد تستمر مدّة يومين، وعلى الرغم من كونها خفيفة إلّا أنّها مُسبّبة للإزعاج، وغالباً ما يتعافى الأشخاص بعد مرور هذه المرحلة، حيث تظهر الآثار الانسحابية للكحول كما يلي:

  • القلق.
  • الغثيان.
  • الارتعاش.
  • اختلال ضغط الدم.
  • مشاكل في النوم.
  • اضطراب المعدة.
  • الصداع.
  • التعرّق.

مرحلة الأعراض الخطيرة وحدوث النوبات:

تظهر أعراض انسحاب الخمر في هذه المرحلة بعد تناول المشروب بفترة 48 ساعة وتستمر ما بين 72 ساعة حتى الأسبوع، في حال مرور 48 ساعة دون الشعور بهذه الأعراض فهذا يعني أن مرحلة الانسحاب اقتصرت على الأعراض الخفيفة فقط، حيث تبلغ نسبة الأشخاص الذين يعانون من حدوث النوبات ما يزيد عن 5%، يعود ذلك لعدم تلقيهم العلاج بعد بدء الأعراض الانسحابية، حيث تزداد حدّة الأعراض السابقة إلى جانب ما يلي:

  • حدوث تغيّرات في الحالة المزاجية.
  • التعب الدائم.
  • اضطراب النوم نتيجة كثرة الكوابيس.
  • ارتعاش اليدين.
  • النوبات.

وفي حال عدم تلقي العلاج المناسب فإن مريض واحد من كل 3 مرضى سوف يدخل المرحلة الثالثة وهي الهذيان الارتعاشي

مرحلة الهذيان الارتعاشي (DTS):

وجدت الإحصائيات أن 50% من الأشخاص الذين تعرّضوا لمرحلة النوبات سوف يمرون بأعراض الهذيان الارتعاشي، والتي تحدث خلال فترة 48 إلى 72 ساعة منذ آخر مشروب كحولي تم تناوله، تستغرق حتى تنتهي بين (2 إلى 3) أيام وقد تمتد إلى أسبوع كامل، يُنصح في هذه المرحلة الحصول على الرعاية الطبية اللازمة حيث تُعدّ من أخطر مراحل الانسحاب، وتشمل الأعراض ما يلي:

  • حمى.
  • الانفعال الشديد.
  • ازدياد حدّة النوبات.
  • ارتباك شديد.
  • الشعور بالحكة والتنميل في الجسم ضمن إطار من الهلوسات اللمسية.
  • هلوسات سمعية وبصرية مثل توهّم سماع و رؤية أشياء غير موجودة.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • تنفس سريع.
  • ارتفاع معدل ضربات القلب.
  • مشاكل في القلب.
  • فقدان وعي مؤقت.

مرحلة الانسحاب بعد الحاد:

وهي المرحلة الأقل شيوعاً، حيث يُعاني البعض من متلازمة الانسحاب الحادة (PAWS) بعد الإقلاع عن الشرب، وهي عبارة عن أعراض جانبية طويلة الأمد لانسحاب الكحول، حيث تستمر لفترة أطول تمتد من 6 أشهر بعد الإقلاع وتصل حتى سنتين، تشمل الأعراض ما يلي:

  • التقلبات والمشاكل المزاجية.
  • مشاكل النوم المختلفة.
  • مشاكل في الذاكرة.
  • هيجان عاطفي.
  • انخفاض طاقة الجسم.
  • تأخر ردود الفعل.
  • غثيان مزمن.

بالتالي تختفي الأعراض الانسحابية للكحول بعد إنتهاء هذه المراحل وذلك حسب درجة الإدمان، أي أن الأعراض تنتهي خلال أيام في حال كانت إساءة استخدام الكحول بدرجة خفيفة أو متوسطة، وقد تستغرق اسبوع في حال كانت الحالة إدمان على الكحول

علاج انسحاب الكحول

يُعدّ التخلص من السموم هو المرحلة الأولى في العلاج، في حال كانت الأعراض بسيطة ولا يوجد تاريخ ماضي في انسحاب الكحول أو حالة صحية خطيرة، تكفي الإجراءات التالية في تحسين حالة المريض وتخفيف الأعراض وسحب الكحول من الجسم وهي:

تحسين حالة المريض وتخفيف اعراض الانسحاب

  • البقاء في مكان هادئ.
  • المحافظة على إضاءة خفيفة.
  • المحافظة على اختلاط اجتماعي محدود.
  • البقاء ضمن أجواء إيجابية داعم.
  • شرب الكثير من السوائل للمحافظة على رطوبة الجسم مع الابتعاد عن الكافيين.
  • تناول طعام صحي بانتظام.
  • ممارسة التأمل والاسترخاء عبر المشي وسماع الموسيقى والقراءة.
  • طلب المساعدة من الأهل والأصدقاء حين الحاجة.
  • مقاومة الرغبة الملحة في تناول الكحول.

في حال اشتداد الأعراض الانسحابية للكحول وظهور هلوسات أو نوبات، يُنصح بالحصول على رعاية طبية وتشخيص درجة انسحاب الكحول سريرياً من خلال مراجعة الطبيب الخاص، والذي سيقوم بفحص المريض بدنياً ومعرفة الأعراض التي يخوضها إلى جانب الإطلاع على تاريخه الطبي، كما سيبحث الطبيب عن ظهور أعراض معينة مثل:

  • جفاف الجسم.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم والإصابة بالحمى.
  • ارتعاش اليدين.
  • عدم انتظام ضربات القلب.

يقوم الطبيب بتقييم الحالة الطبية ووصف الأدوية التي يمكنها علاج اعراض انسحاب الكحول، وتقليل حدوث النوبات التي قد تؤدي إلى الموت،إذا يمكن منح المدمن المهدئات لمعالجة القلق والنوبات والأرق، كما تُخفّف الأدوية المضادة للتشنج ومضادات الاختلاج ومضادات الذهان وحاصرات مستقبلات بيتا من الأعراض عند تناولها إلى جانب الأدوية الأخرى، إلى جانب تناول فيتامينات معينة وشرب السوائل، في حين يتم وصف بعض أنواع الأدوية بعد التخلص من السموم مثل:

  • اكامبروسيت للابتعاد عن تناول الكحول بعد الشفاء.
  • ديسفلفرام الذي يمنع شرب الكحول بسبب تسببه بأعراض غير سارة.
  • النالتريكسون الذي يمنع تأثيرات الكحول.

أمّا التقييم الأكثر دقة وموثوقية يتم عبر معرفة كمية الكحول في الجسم عن طريق القيام باختبار فحص السموم في المشفى أو مركز إعادة التأهيل، كما يمكن إجراء فحص (CIWA-AR) لتشخيص علامات وأعراض انسحاب الكحول (AWS)، ومعرفة شدّة هذه الأعراض من مقياس 10 درجات عبر قياس الأعراض التالية:

  • الاستفراغ والغثيان.
  • القلق.
  • صداع.
  • الارتعاش.
  • تعرّق مفاجئ.
  • عدم القدرة على التفكير أو الإحساس بوضوح.
  • الشعور بالإثارة.
  • اضطرابات سمعية.
  • اضطرابات لمسية.
  • اضطرابات بصرية.

يُنصح بإجراء فحص الكحول خلال فترة ظهور الأعراض، في حال اكتشاف وجود تشوهات كبيرة في الكلى فهو دلالة على شرب الكحول المحمر أو كحول الأيزوبروبيل السام، حيث يلجأ لتناوله بعض المدمنين ممن يعانون من ضائقة مادية.

يساعد المركز الصحي في معالجة أنماط التفكير والسلوك التي تسبّب بها إدمان الكحول، وتقديم الدعم النفسي والعلاج المناسب للحصول على تعافي طويل المدى، يمكن أن يكون العلاج ضمن المنزل مع الخضوع لجلسات علاجية مكثفة جماعية وفردية وذلك للحالات الخفيفة والمتوسطة، بينما تستوجب الأعراض الحادة بقاء المرضى ضمن مركز صحي داخلي للحصول على مراقبة طبية مستمرة، يمكنك التوجه إلى مستشفى دار الهضبة الاختصاصي في معالجة حالات إدمان الكحول وأعراضه الانسحابية، حيث يتم تقديم العلاج المناسب تحت إشراف نخبة من الأطباء والمعالجين.

الخلاصة

إلى هنا نكون قد انتهينا من مقال بعد أن تحدثنا عن آلية تأثير شرب الكحول في الجسم وما ينتج عنه من أعراض انسحابية متدرجة في خطورتها والتي قد تصل إلى الموت، من هذا المنطلق ننصح بالابتعاد عن تناول المشروبات الكحولية وفي حال الإكثار منه يُرجى التوجه إلى مركز طبي متخصص للحصول على العلاج اللازم.

يمكن الحصول على المساعدة اللازمة من مستشفى دار الهضبة عبر التواصل مع الطاقم الطبي على الرقم التالي 01154333341 أو راسلنا على 01154333341.

للكاتبة/ أ. رشا محمد

الأسئلة الشائعة

ماذا يحدث للجسم عند التوقف عن شرب الخمر؟

يُساعد تخطّي تناول الكحول في الحصول على العديد من الفوائد الرائعة للجسم نذكر منها ما يلي:
فقدان الوزن نظراً لتأثير الكحول في رفع الشهية وتسبّبه بحدوث اضطراب في النوم إلى جانب عدم قدرة الجسم على ممارسة الرياضة بسبب تأثير الكحول المثبط للجسم.
تحسن النوم حيث يؤثر الكحول على إفراز الميلاتونين وهو هرمون يُنظّم دورة النوم والاستيقاظ في الجسم.
تعزيز عمل الجهاز المناعي نظراً لتأثير الكحول السيء، حيث يُسبّب اختلال عمل ميكروبيوتا الأمعاء، مما يُضعف صحة المعدة ويُسبب إضعاف مقاومة الجسم للأمراض.
الحفاظ على رطوبة الجسم، يعود ذلك إلى تأثير الكحول المدرّ للبول، مما يُسبّب نقص المياه داخل الجسم وتعرّض الكلى للتلف.
تقليل مخاطر الإصابة بالسرطان، حيث يرفع الكحول احتمال الإصابة بسرطان الكبد والبلعوم والمريء والمستقيم والقولون.

ما الذي يُسبّب اكتئاب ما بعد الكحول؟

توجد عدّة أسباب كامنة وراء الشعور بالاكتئاب بعد الكحول وهي:
يعمل الكحول على تغيير مسارات الدماغ العصبية، حيث يُحفّز إطلاق الدوبامين المسؤول عن شعور السعادة والراحة، مع التوقف عن شرب الكحول يشعر المريض بالاكتئاب ويحتاج الجسم بعض الوقت للتأقلم مع الوضع الجديد.
غياب الإحساس بالعواطف الحقيقة أثناء فترة تناول الكحول والذي يعمل على تخدير الإحساس بالمشاعر الحزينة، بالتالي يستغرق المريض المتعافي بعض الوقت لتقبل المشاعر السيئة والتعامل معها.
العودة إلى التعامل مع العلاقات الاجتماعية وبقايا مشاعر الغضب والاستياء في البعض منها.
مواجهة تداعيات إدمان الكحول والخسائر الفادحة التي تسبّب بها في حياة المريض مما قد يُسبّب له الشعور بالإحباط والاكتئاب
الشعور بالملل والوحدة بعد الابتعاد عن الكحول

ما هي مدة انسحاب الكحول من الدم؟

تؤثر عدّة عوامل في مدّة بقاء الكحول في الجسم مثل العمر والوزن والجنس، حيث يستغرق الجسم في المتوسط حتى يستقلب مشروب كحولي واحد حوالي ساعة واحدة، يبقى الكحول في الدم مدّة 12 ساعة، بينما تتراوح مدّة بقائه في البول حوالي (3 إلى 5) أيام، بينما يمكن اكتشافها في عينة الشعر لمدة تصل إلى 90 يومًا.

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.

أ / هبة مختار سليمان
أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر – تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

عرض

اكتب ردًا أو تعليقًا