تأثير حبوب زولام التي توجب البحث عن علاج الإدمان على زولام

يتساءل الكثيرون عن طرق علاج إدمان الزولام بعد انتشار إساءة استخدامه بين المراهقين، يُعتبر دواء زولام من الأدوية الفعالة والمنتشرة في الأوساط الطبية، بلغ عدد وصفات زولام في عام 2011 حوالي 49 مليون وصفة طبية، يُعرف أكثر بالعلامة التجارية (زاناكس) وهو عبارة عن دواء لمعالجة القلق واضطرابات الهلع عبر زيادة استرخاء الجسم وتقليل الشعور بالقلق والتوتر وإراحة العضلات، إلّا أن الإدمان عليه هو أحد آثاره المدمرة حيث يشعر المدمن برغبة قهرية لتناول الدواء نظراً لشعور النشوة التي يمنحها للجسم.
سنتحدث في هذا المقال عن علاج إدمان الزولام بعد أن نشرح أبرز علامات الإدمان التي تظهر على متعاطيه وعلامات الانسحاب التي سوف يعاني منها المريض عند إيقاف تناول الدواء، كما سنوضح مراحل علاج الإدمان  للحصول على تعافي مستديم.

اعراض ادمان الزولام

تكمن خطورة دواء زولام في كونه يؤثر على خلايا الدماغ والجهاز العصبي المركزي، حيث يُعزّز إفراز  حمض جاما أمينوبوتيريك (GABA) وهي مادة كيمائية تُبطىء نشاط الدماغ وتهدىء الأعصاب، مما يُزيل مشاعر القلق ويمنح الشعور بالراحة، بينما تُعزى الخصائص المهدئة للدواء إلى تأثيره المحفّز لإفراز الناقل العصبي الدوبامين  والذي يمنح شعور المتعة والسعادة للمريض،  وهذا ما يدفع المريض لإساءة استخدام الدواء واستمرار تناوله رغم انتهاء فترة العلاج.

بالتالي يحدث الإدمان نتيجة استمرار تعاطي البروزام لفترة طويلة أو جرعات كبيرة، مُسبّباً تغيير في كيمياء الدماغ مما يُصعّب عملية التوقف عن تناوله، يُساعد توفر عدّة عوامل في تطوير التعاطي إلى حالة إدمان، يُعدّ أهمها وجود بيئة مشجعة لاستمرار التعاطي سواء ضمن المنزل أو مع الأصدقاء، إلى جانب وجود عوامل وراثية ترفع احتمالية خطر الإصابة بالإدمان.

تظهر آثار الدواء مباشرةً بعد تناول الجرعة في غضون ساعة واحدة، حيث يتم امتصاص الدواء من الجسم بسرعة، بينما يصل تركيزه في الدم إلى الذروة خلال (1-2) ساعة،

يُعدّ الزولام متوسط المفعول حيث يبقى في الجسم بعد آخر جرعة لمدّة (6-12) ساعة، تشمل الأعراض السلوكية لإدمان الزولام ما يلي:

  • تدّني أداء المدمن في العمل أو المدرسة.
  • تجاهل المسؤوليات اليومية الملقاة على عاتقه.
  • فقدان الرغبة بالأنشطة.
  • الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.
  • زيادة الخلافات والمشاكل في حياته الشخصية.
  • فقدان القدرة في التوقف عن تناوله.
  • التعرّض لمشاكل قانونية.
  • القيام بسلوكيات خطيرة مثل القيادة تحت تأثير الدواء.
  • إنفاق المزيد من المال في سبيل الحصول على الدواء.
  • استمرار تعاطيه على الرغم من تأثيراته السلبية.

بينما تظهر مجموعة من الأعراض الجسدية على المدمن وهي:

  • الدوخة.
  • النعاس.
  • التعرّق الغزير.
  • بطء التنفس.
  • تعب عام.
  • فقدان الشهية.
  • جفاف الفم.
  • تورم اليدين والقدمين.
  • انخفاض ضغط الدم.
  • تغييرات في الدورة الشهرية.
  • تغييرات في الدافع الجنسي.
  • تقلبات في الوزن.
  • اضطراب الجهاز الهضمي.
  • تلف الكبد.
  • الغيبوبة.

أمّا أعراض إدمان البروزام العقلية والنفسية الأكثر شيوعاً فتتلخص بما يلي:

  • الارتباك.
  • القلق.
  • الغضب والعدوانية.
  • عدم القدرة على التركيز.
  • وجود مشاكل في الذاكرة.
  • تداخل الكلام.
  • اضطراب الحالة المزاجية وتقلّبها.
  • الإصابة بالهوس.

اعراض انسحاب الزولام

يُسبّب توقف المدمن عن تعاطي الزولام في التعرّض لمجموعة من الآثار العقلية والجسدية تسمى أعراض الانسحاب، تتراوح شدّة هذه الأعراض حسب مقدار وفترة التعاطي ودرجة الإدمان التي وصل إليها المريض، في حين وجدت الدراسات أن الأعراض المتوسطة إلى الشديدة سوف تؤثر على 40% من الأشخاص الذين تعاطوه لفترة تزيد عن ستة أشهر.

اعراض انسحاب زولام

 الأعراض الجسدية

  • الدوخة.
  • الصداع والأرق.
  • الارتعاش.
  • غثيان.
  • القيء والاستفراغ.
  • أوجاع وآلام متفرقة.
  • رؤية مشوشة.
  • صعوبة التنفس.
  • تشنجات عضلية.
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم.

الأعراض السلوكية

  • صعوبة في التركيز والانتباه.
  • فقدان الذاكرة.
  • ارتفاع حساسية الحواس للضوء والصوت.
  • التفكير الضبابي.
  • ضعف تنسيق حركات الجسم.
  • الخمول.
  • الهيجان.
  • ظهور هلوسات.
  • العدوانية.

 الأعراض النفسية والمزاجية

  • القلق.
  • الهذيان.
  • الهيجان.
  • نوبات ذعر.
  • رؤية الكوابيس
  • الاكتئاب واليأس.
  • فقدان الرغبة الجنسية.
  • ظهور الأفكار الانتحارية.

غالباً ما تظهر أعراض الانسحاب بعد آخر جرعة في غضون ( 8- 12) ساعة، ثم تبدأ حدّة الأعراض بالازدياد في غضون اليوم الثاني، لتصل إلى ذروتها في اليوم الثالث حتى اليوم الخامس، وفي بعض حالات الانسحاب المتأخر قد تستمر الأعراض الجسدية بالظهور  حتى بعد مرور أسبوع من آخر جرعة، بينما قد تستمر بعض الأعراض النفسية والعقلية لفترة أطول مثل اضطرابات المزاج والقلق وصعوبات معرفية أخرى.

علاج الإدمان على زولام

يُساعد الحصول على علاج ادمان الزولام في أقرب فرصة في إنقاذ حياة المريض من براثن الإدمان وإعادة التفاؤل إلى حياته واكتسابه الثقة واحترام الذات من جديد والتي خسرها نتيجة التعاطي، تتعدد أساليب وطرق العلاج كما تختلف رحلة التعافي من مريض إلى آخر حسب درجة الإدمان وشدّته، يُساعد تلقي العلاج ضمن مراكز التأهيل في ضمان شفاء المريض ضمن بيئة إيجابية ومتفاعلة، هذا ويتم العلاج من إدمان زولام وفق المراحل التالية:

علاج الادمان علي زولام

فحص وتقييم الحالة الطبية:

يتم تقييم حالة المريض الصحية بشكل كامل وذلك على المستوى البدني والنفسي والعقلي، يهدف التقييم إلى تحديد درجة الإدمان وطبيعته وشدته،  يقوم الأطباء بناءاً على نتائج التقييم في وضع خطة علاجية شاملة بحيث تكون مرنة ومناسبة لظروف المريض الخاص.

إزالة السموم من الجسم:

يبدأ العلاج فعلياً بالتخلص من السموم عبر سحب الزولام من الجسم، في هذه المرحلة يبدأ المريض بالمعاناة من الأعراض الانسحابية، حيث يصف الأطباء بعض الأدوية التي تُعالج بعض هذه الأعراض وتخفيف بعضها الآخر، نذكر منها ما يلي:

تُوصف بعض الأدوية منها الأدوية المضادة للاختلاج لتقليل القلق والانزعاج والمساهمة في استقرار الحالة المزاجية.
تُوصف أدوية تثبيط امتصاص السيروتونين وغيرها من الأدوية المضادة للاكتئاب لتقليل الشعور بالاكتئاب واستقرار الحالة الصحية العقلية.
يُوصف دواء الكلونيدين لتخفيف الأعراض الجسدية وهي من أدوية ناهضات ألفا -2 الأدرينالية بالتالي لا يوجد دواء لمعالجة الإدمان بشكل مباشر وإنما لتخفيف صعوبة هذه المرحلة على المريض، تتراوح مدّة برامج سحب السموم بين ( 3 أو 5 أو 7 ) أيام، تكمن أهمية هذه المرحلة في كونها أساسية لإكمال العلاج الرصين والدائم.

مرحلة المعالجة النفسية:

تُساعد المرحلة السابقة في علاج المريض جسدياً، بينما تُساهم هذه المرحلة في علاج عقل المدمن  وسلوكياته، وذلك عبر اكتشاف الأسباب النفسية التي دفعت المريض للإدمان، ومحاولة علاجها في سبيل حماية المريض من التعرّض للإنتكاس، وإعداد المدمن بشكل صحيح للعودة إلى الحياة الاجتماعية عند خروجه من المركز.

تختلف مناهج العلاج في هذه المرحلة بين مركز صحي وآخر، وذلك حسب المرافق والنشاطات التي يوفرها المركز وهو ما يميز كل مركز عن آخر، بدورنا ننصح بالتوجه إلى مستشفى دار الهضبة والذي يُعدّ من أفضل المراكز الصحية المتخصصة في علاج الإدمان والتخلص منه تحت إشراف نخبة من الأطباء والمعالجين، كما يُوفّر مجموعة متنوعة من الأنشطة التوعوية والترفيهية للمريض إلى جانب العلاج الطبي الشامل.

مرحلة التوعية والتثقيف:

يجهل العديد من المدمنين كيفية حدوث التعاطي نتيجة عدم معرفتهم بتأثير تناول الدواء لفترات طويلة أو ضمن جرعات كبيرة، تُساهم هذه المرحلة في تثقيف وتطوير مفاهيم المدمنين حول آثار التعاطي والإدمان وكيفية حدوثه، وإدراك مدى خطورة التي يتعرضون لها بمجرد التعاطي، مما يُساهم في حمايتهم مستقبلاً وجعلهم أكثر حكمة في مواجهة الظروف المشجعة للإدمان، والاستمرار في المحافظة على صحتهم العقلية والجسدية والنفسية.

مرحلة الرعاية اللاحقة:

بعد الوصول إلى مرحلة التعافي والخروج من المركز يتم متابعة المريض وتأمين رعاية لاحقة له في سبيل منع الانتكاس، حيث يتم توفير جلسات رعاية صحية وتقديم المشورة اللازمة التي يحتاجها المريض، كما يتم توفير جلسات جماعية لتوفير الدعم للمرضى، وإجراء فحوصات منتظمة مع تعديل نمط حياة المرضى بما يدعم استمرار التعافي، وهذا ما يجعل من البرنامج العلاجي للإدمان رحلة طويلة الأمد.

الخلاصة

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال عن علاج إدمان الزولام بعد أن تحدثنا عن أعراض إدمان الزولام وأعراض الانسحاب التي يتعرّض لها الجسم عند التوقف عن تناوله، يُساعد تناول دواء زولام وفق تعليمات الوصفة الطبية وتحت إشراف الطبيب في تفادي حدوث إساءة استخدام للدواء، في حين يُنصح بالحصول على علاج مناسب فور ملاحظة الأعراض السابقة حيث أنّ سرعة تلقّي العلاج المناسب يُساهم بشكل كبير في تخفيف وطأة أعراض الانسحاب التي سيتعرّض لها الجسم.

للكاتبة / ا. رشا

الأسئلة الشائعة

كيف يتم التخلص من الزولام؟

يُنصح بتقليل استخدام الزولام أسبوعياً بشكل تدريجي بنسبة (5 إلى 10)%، ويمكن ان تصل النسبة حتى 25% شريطة أن تتم تحت إشراف الطبيب، حيث يُنصح باتباع الجدول التالي:
تقليل الجرعة بنسبة 5٪ إلى 10٪ في الأسبوع الأول.
تقليل الجرعة بنسبة 25٪ في الأسبوع الثاني.
تقليل الجرعة مرة أخرى بنسبة 25٪ في الأسبوع الثالث.
تقليل الجرعة مرة أخرى بنسبة 25٪ في الأسبوع الرابع.
إبقاء الجرعة على حالها من الأسبوع الخامس إلى الثامن أي لمدة شهر.
تخفيض الجرعة 25% في الأسبوع التاسع والاستمرار بذلك حتى الوصول إلى الجرعة المسموحة.

متى يخرج الزولام من الجسم؟

تؤثر مجموعة من العوامل في سرعة خروج الزولام من الجسم:
العمر والوزن والعرق
التمثيل الغذائي
نشاط وظائف الكبد
مدّة تناول الدواء
تناول أدوية أخرى وحدوث تفاعل بينهما
التدخين وشرب الكحول 
يتراوح نصف عمر الدواء في الجسم بين (6.3 إلى 26.9) ساعة، بالتالي يتم التخلص من 97% من جرعة الدواء بعد حوالي 56 ساعة أي يومين ونصف، وفي بعض الحالات قد يصل إلى خمسة أيام ونصف.

ما هو بديل الزولام؟

يوجد عدة بدائل مناسبة لدواء زولام نذكر منها:
زاناكس من فئة البنزوديازيبينات
كلونازيبام من فئة مضادات الاختلاج البنزوديازيبين
الأدوية المضادة للإكتئاب مثل زولوفت أو بروزاك أو ليكسابرو.
أدوية مثبطة لمستقبلات الميلاتونين مثل ترازودون للمساعدة في النوم. 

تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة.

أ / هبة مختار سليمان
أ / هبة مختار سليمان

(أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر – تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

عرض

اكتب ردًا أو تعليقًا