4 مراحل لنجاح علاج الإدمان علي الآيس بدون انتكاسة

علاج الإدمان علي الآيس يمكن الوصول إليه وتعافي المدمن من خلال تنظيف الجسم من السموم وإزالتها، ثم الاتجاه للعلاج النفسي والتأهيل السلوكي ليتمكن المريض من المحافظة على تعافيه والتخلص من الاضطراب الإدماني المتعلق بالمخدرات للوقاية من الانتكاس، فما هي أفضل طريقة للعلاج هذا ما سنعمل على توضيحه من أجل بناء حياة نظيفة خالية من المخدرات والاضطراب.

مستوى خطورة اضطراب إدمان الآيس

يعتبر الآيس الشكل الأكثر سمية لمادة الميثامفيتامينات المنشطة وأعلاها إحداثا للإدمان، بعض الدراسات أكدت أن بعض المدمنين قد يظلون في حالة يقظة لعدة أيام بسبب تأثير المخدر مع ظهور أعراض نوبات ذهانية وبارانويا، مما يعني أن اضطراب إدمان الآيس قد يصل مستوى خطورته إلى اضطرابات عقلية مثل الفصام، الوسواس القهري، الهلوسة وتدهور الحالة النفسية، ناهيك عن اضطراب تعاطي المخدرات ليتحكم المخدر بصورة كلية في أنماط التفكير، العواطف والسلوكيات، لذا ليس من المستغرب أن يرتبط إدمان الشابو بارتكاب الجرائم، هذا بخلاف الضرر الجسدي الواقع على المدمن خاصة على الأوردة والقلب والضغط الدموي وباقي الأعضاء الحيوية والمخ نفسه.

تبعا لتلك المستويات فإن ما يحدث بعد ترك الشابو بشكل مفاجئ دون أخذ الاحتياطات الطبية هو تعرض المدمن لأعراض انسحابية شديدة قد تعرض حياته للخطر خاصة إذا كانت فترة التعاطي طويلة نظرا لتدهور الحالة الصحية والنظام الداخلي للجسم، بجانب رغبة التعاطي الشديدة التي تدفع المدمن للانتكاس خاصة مع معاناته من نوبات وأعراض ذهانية في تلك الفترة.
رغم ذلك هناك إمكانية لعلاج متعاطي الكريستال الشابو ومساعدته على تبطيله والتخلص من إدمانه عبر الخضوع للبرامج المهنية في مراكز علاج الإدمان والمصحات المتخصصة التي تمنحه كافة ما يحتاجه من بروتوكولات دوائية وبيئة آمنة وتأهيل.

هذا وقد أفادت تقارير أن عودة الجسم لطبيعته بعد التعافي من إدمان الكريستال ميث يعتمد على الشدة الإدمانية وسرعة الخضوع للعلاج وجودته، فهناك حالات تحقق شفاءا بشكل جزئي مع التحسن المستمر، وهناك حالات إدمانية قد لا تعود معها وظائف الدماغ كسابق عهدها، ولكن مع كليهما ملامح الشفاء تظهر بشكل ملحوظ ولكن التعافي نهائيا من إدمان الآيس يستغرق وقتا.

كيفية علاج الإدمان علي الآيس؟

التخلص من إدمان الآيس ميث يتطلب علاجا على عدة مراحل يبدأ بالعمل على إزالة وجود سموم الكريستال ميث من النظام الداخلي للجسم مع إدارة أعراض الانسحاب المتوقعة، مع رفع قدرة المدمن وتأهيله ليصبح قادرا على مقاومة رغبة التعاطي أثناء استرجاع وظائف المخ لطبيعته عن طريق عدة علاجات متصلة بالطب النفسي والسلوكي والمجتمعي ليتمكن من العمل على الحفاظ على تعافيه دون انتكاس بالتأقلم مع الحياة الصحية.

تلك الكيفية لا تتم بمنهجية واحدة على جميع المدمنين بل كل رحلة علاجية تتطلب تحديد وسائل مهنية وأدوية تحقق أعلى استجابة دون مضاعفات صحية، مع تحديد طرق الرعاية المناسبة في بيئة تتوافق وظروف المدمن الجسدية والنفسية ودرجة إدمانه.
تعتمد البرامج المهنية في المراكز المتخصصة لعلاج مدمن الآيس لتحقيق التعافي على عدة مراحل:

كيفية علاج الإدمان علي الآيس

التشخيص القائم على الأدلة

كواقع الأمراض المزمنة يحتاج مريض الإدمان على الشابو إلى تحديد ما وصل إليه المدمن من اضطراب جسدي ونفسي من خلال تشخيص طبي قائم على الأدلة عبر عدة إجراءات أهمها: فحص الدم الشامل، تحليل البول لنسبة السموم، الأشعة السينية والمقطعية، عمل مخطط القلب والدماغ، تحديد حالة الكلى والكبد بجانب تشخيص الاضطرابات العقلية مما يوفر تقييم طبي شامل يساعد على تحديد العلاج الدوائي والتأهيلي وخطة العلاجية بشكل متكامل تبعا للحالة الفردية الخاص للمدمن.

لا يستغرق التشخيص إلا ساعات قليلة ليبدأ الفريق الطبي من فوره في تنفيذ خطته الموضوعة من قبل المتخصصين.

إزالة الوجود المادي للمخدر من الجسم

يبدأ الاعتماد على الشابو بإدخال سمومه إلى الجسم، لذا علاجه يعتمد على إزالة السموم والوجود المادي للمخدر داخل النظام الداخلي لجسم المتعاطي وهي خطوة رئيسية وأولى من أجل تخليص المدمن من التبعية الجسدية للمخدرات وليس الآيس وحسب.
عادة ما يستغرق الجسم للتخلص من سموم الكريستال ميث من يومين إلى أسبوع، ولكن أعراض الانسحاب المتعلقة بإدمان الشابو تستمر لمدة 15 يوما إلى 21 يوما حسب حالة المدمن وتقريره الطبي إذ تعد حالة فردية في المقام الأول.

دور العلاج المهني هنا علاج وإدارة ما يحدث بعد ترك الشابو من اضطراب انسحابي مثل التعب، الإرهاق، الاكتئاب، القلق، الرغبة الشديدة، الهياج وغيرها، لينظف الجسم نفسه من أثر المخدر دون معاناة أو مضاعفات عن طريق استخدام الأدوية الفعالة والآمنة والبرامج الغذائية، مما يضمن اختفاء أثر المخدر تماما دون اضطراب أو مضاعفات صحية.

المعالجة النفسية ودخول مرحلة التأهيل

حالما يتم التأكد من خلو الجسم تماما من السموم وتلاشي الانسحاب الحاد، تبدأ مرحلة التخلص من إدمان الايس على المستوى النفسي والسلوكي.
عادة ما يصاب مدمنو الميث باضطرابات نفسية وسلوكية تحتاج إلى جلسات فردية وجماعية لاحتواء الأعراض وتعديل السلوك عبر عدة استراتيجيات مهنية، حتى لا يعود المدمن للتعاطي بعد الخروج من المركز.

يتم تطبيق العلاج السلوكي المعرفي وغيره من التقنيات حتى يصل المتعافي إلى درجة من اليقظة العقلية، مع تحسين درجات الإدراك والتركيز، وتدريبه على السلوكيات الصحية وتعليمه كيفية مقاومة رغبات التعاطي والاندماج المجتمعي الصحي وبناء العلاقات والبعد عن محفزات ومثيرات الإدمان، بجانب العمل على استرجاع مهاراته الطبيعية ليتمكن من تنفيذ التغيرات الحياتية المطلوبة للتخلص من السلوك الخاطئ والعقلية الإدمانية، وينفذ خطة التعافي الممتدة.

الوقاية من الانتكاس

تقدم معظم المصحات المتخصصة فترة رعاية بمستويات مختلفة لما بعد الخروج من المركز أو إتمام البرنامج العلاجي الخارجي، وهي فترة مختصة بإتاحة كافة العوامل المساعدة لمدمن الآيس للحفاظ على تعافيه منها مجموعات الدعم، الاستشارات النفسية والسلوكية، انشطة جماعية فعالية، مع وضع خطة خارجية قائمة على التحالف بين المتعافي، الأسرة، الطبيب ومجموعة الدعم، لخلق نمط حياتي مستقر وتحفيز المتعافي لمقاومة الرغبة وتحسين سلوكياته وتقويم أفكاره.
يذكر أن دار الهضبة للطب النفسي وعلاج الإدمان من أشهر المراكز المتخصصة لعلاج مدمني الآيس في مصر، إذ يقدم خدمات علاجية وسبل متقدمة لتحقيق التعافي منها المنتجع الاستشفائي، وكافة البرامج العلاجية الممكنة.
عادة ما تكون مدة علاج ادمان مخدر الكريستال ميث الشابو داخل المراكز المهنية من 3 إلى 6 أشهر حسب ما تتطلبه الحالة وما تظهره من تحسن على المستوى الجسدي والعقلي والسلوكي، بينما العمل على التعافي سيكون مستمرا مدى الحياة للوقاية من الانتكاس.

هل يمكن تنظيف الجسم وعلاج ادمان بالأعشاب؟

يكاد يكون الاعتماد على الأعشاب وحدها لتنظيف الجسم من الكريستال ميث أسلوبا تقليديا غير كاف لمساعدة المدمن على لإزالة السموم نظرا لصعوبة الأعراض الانسحابية، واختصار مفعول الأعشاب على خفض التوتر أو القلق بشكل نسبي بين المتعاطين، بالإضافة إلى خصوصية حالة كل مدمن بالتالي يحتاج استخدام الوسائل التقليدية كالأعشاب إلى استشارة طبيب وإشرافه منعا لأي مضاعفات.
عادة لا تتمكن الأعشاب وحدها من علاج الإدمان على الحشيش نظرا لاحتياج المدمن إلى العلاج النفسي والسلوكي والأدوية الطبية المعتمدة.

هل ينجح العلاج في المنزل؟

الأدلة الطبية وحالة المدمن أثناء الأعراض الانسحابية تؤكد أنه من الصعب نجاح علاج الإدمان على الآيس داخل المنزل، خاصة مع حاجة المريض إلى رعاية مهنية على مدار الساعة لمنع النوبات واحتواء الأعراض الذهانية، وإدارة الاضطراب الجسدي الذي يصاب به المدمن وإعادة الاستقرار للمؤشرات الحيوية، كما تشير الإحصائيات إلى انتكاس معظم المدمنين الذين حاولوا العلاج المنزلي لإدمان الآيس بسبب الضعف أمام رغبة التعاطي وعدم تمكن المدمن من التحكم في أفكاره وسلوكياته الإدمانية وهو قريب من أسباب إدمانه الأساسية ومثيرات الانتكاسة التي تعج بها البيئة الخارجية.

نسبة الانتكاس أثناء تعافي المدمن

تعد انتكاسة الإدمان متوقعة ولكن نسبتها تختلف من مدمن إلى آخر على حسب عدة عوامل أهمها جودة العلاج الذي خضع إليه المدمن بجانب الظروف الخارجية التي يتعرض لها ومدى قوة برنامج التعافي والدعم الذي يتلقاه خصوصا من أسرته، ودور المركز المتخصص وما يقدمه من خيارات مهنية.
تقدر نسبة الانتكاس في علاج إدمان الشابو ب 61 في المائة تبعا للتقارير العالمية بسبب شدة الاضطراب العقلي الإدماني الذي يحدثه، حيث يحتاج المدمن إلى فترة طويلة لرجوع المخ إلى وظائفه بصورة طبيعية كما أشرنا من قبل، ولكن هذا لا يعني أن تلك النسبة تعبر عن كل الحالات، فالإدمان مرض يختص بكل حالة على حدة. وفي عرف المختصين حالات الانتكاس لا تعني أن العلاج فشل، ولكنه تعثر لتعديل المسار وإدخال تعديلات إضافية أكثر دقة إلى الخطة المتبعة حتى يحمي المتعافي نفسه من الضعف أمام المغريات الخارجية.

يذكر أنه مع الفهم العميق والمستمر لاضطراب الإدمان يتم إضافة وابتكار خطط أكثر جودة لتحقيق تعافي ممتد مما يرفع من الوقاية من انتكاسة الكريستال ميث، وغالبا ما يكون تلقي الدعم عبر المجموعات المتخصصة ومشاركة الأسرة فيه وتعلم طرق الرعاية الذاتية وتمارين اليقظة وتطبيق الروتين اليومي الصحي من أهم أسس الحفاظ على ما حققه مدمن الآيس المتعافي كما نوهنا انفا، ليبقى بعيدا عن تعاطي المخدر.

الخلاصة

الوقوع في إدمان مخدر الكريستال ميث (الآيس) يعد حالة في حاجة ملحة إلى إشراف أطباء متخصصين من أجل العلاج، نظرا للاضطراب العقلية التي يسببها الميث والتي تحتاج بالطبيعة إلى علاجات دقيقة عبر مراحل برامج علاج الإدمان والتي تتضمن سحب السموم والعلاج النفسي وفترة تأهيل المدمن. ذلك كله يحمي مدمن الآيس من أي معاناة أو مضاعفات أثناء الانسحاب، كما يجعله أكثر استعدادا لمقاومة الانتكاسة على المدى الطويل.

للكاتبة / ا. الهام عيسى

الأسئلة الشائعة

>تقدم مستشفى دار الهضبة محتواها تحت إشراف الأطباء المتخصصين كتابة ومراجعة من أجل الإجابة على كافة الاستفسارات الطبية حول الموضوع المتعلق بالمقال، غير أن كافة المعلومات الواردة ما هي إلا نظرة عامة قد لا تنطبق على جميع المرضى، ولا يستغنى بها عن الاستشارة الطبية المباشرة ومراجعة الأطباء، لذا الموقع يعلن إخلاء مسؤوليته الكاملة عن اتخاذها مرجعا كاملا سواء للتشخيص أو العلاج، بل من أجل التعرف على معلومة طبية موثوقة يتم مراجعتها وتحديثها بشكل دوري كمؤشر عام يوجه في المقام الأول إلى الاهتمام بالحالة المرضية عبر رؤية وتدخل الجهات الطبية المنوطة

أ / هبة مختار سليمان (أخصائية نفسية) مديرة قسم السيدات فرع اكتوبر

– تمهيدي ماجستير جامعة المنصورة. –دبلومة العلاج المعرفي السلوكي. – دورة تعديل سلوك مركز البحوث جامعة القاهرة اعداد البرامج العلاجية.

اكتب ردًا أو تعليقًا